A+ A-

قناة لبنانية تستعرض النهضة التنموية التي تشهدها دولة الكويت في برنامج وثائقي

من مبارك الهاجري

بيروت - 26 - 10 (كونا)-- عرضت قناة (ام تي في) التلفزيونية اللبنانية برنامجا وثائقيا بعنوان (نحو كويت الغد) تناول النهضة العمرانية والتنموية الضخمة التي تشهدها دولة الكويت تحقيقا للإرادة السامية لصاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بتحويل دولة الكويت الى مركز مالي وتجاري اقليمي متميز.
واستعرض البرنامج ابرز المشاريع العمرانية الضخمة في الكويت لافتا الى ان "من يزور الكويت يرى في كل مكان جسورا ومدنا قيد الانشاء ومدارس ومستشفيات وموانئ ومهندسين وخبراء وفنيين وعمالا تحولوا الى ما يشبه خلية نحل يعملون ليل نهار في انجاز الاعمال في الفترة المطلوبة وانجاح المشاريع".
واشار البرنامج الوثائقي الذي عرض في ساعة متأخرة من الليلة الماضية الى ان "من يزور الكويت يدرك بأن مشروع تحويل هذا البلد الى مركز مالي وتجاري والذي تبناه سمو امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح يمضي على ارض الواقع".
وتطرق البرنامج الى الميزانية الضخمة التي رصدتها الحكومة بقيادة سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء لإنجاز مشاريع الخطة الخمسية والتي بلغت حوالي 37 مليار دينار كويتي مؤكدا ان "جولة واحدة لا تكفي لإلقاء الضوء على عدد من المشروعات التنموية الرائدة التي تضمنتها الخطة وبدأ العمل بها بدءا من مدينة صباح الاحمد ومدينة سعد العبدالله ومدينة جابر الاحمد وصولا الى الطرق السريعة المعلقة مثل طريق جمال عبدالناصر وطريق الجهراء وجسر جابر ومستشفى جابر الاحمد اضافة الى مشروع ميناء بوبيان - مبارك الكبير وتوسعة وتطوير المطار الدولي كذلك فضلا عن انشاء ثمانية مستشفيات جديدة متخصصة ومدارس اضافة الى مشروع مدينة الحرير وشبكة السكك الحديدية".
واشار البرنامج الى انه "رغم العقبات التي تعترض تنفيذ بعض المشاريع الحيوية الا ان الحكومة الكويتية اكدت ان العقبات لا يمكن ان توقف المشاريع لأنها تتعلق بمستقبل وطن وان الاستثمار الحقيقي لهذا الوطن هو بالعنصر البشري وتحقيق متطلباته الاساسية من تعليم وصحة واسكان وغيرها لتحقيق الامن الاجتماعي".
وخصص البرنامج مساحة واسعة للحديث عن مشروع مدينة صباح السالم الجامعية لافتا الى ان هذا المشروع من اضخم المشاريع في الكويت والمنطقة ويتم انشاؤه بأعلى المستويات التقنية والهندسية والاكاديمية ويمتد على مساحة هائلة ليضم نحو اربعين ألف طالب وطالبة وعشرة آلاف شخص من الاداريين واعضاء الهيئة التعليمية.
وفي لقاء مع مدير البرنامج الانشائي في جامعة الكويت الدكتور قتيبة رزوقي لفت الى ان فكرة اقامة حرم جماعي واحد يجمع كل الكليات بدأت منذ الثمانينيات وتبلورت عام 2004 في قانون اقره مجلس الامة ببناء وتنفيذ هذه المدينة الجامعية في عشر سنوات مشيرا الى انه تم تغير مسمى الجامعة من جامعة الشدادية الى مدينة صباح السالم العالمية في عام 2009 بمبادرة من سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح تقديرا لدور الشيخ صباح السالم رحمه الله.
واشار الرزوقي الى انه رغم ضخامة المشروع من حيث المساحة والتكلفة المادية الا ان الاهمية الحقيقية في هذا المشروع هو تجسيد لحلم قديم لأبناء الكويت يكمن في التأثير الذي سيتركه هذا الصرح الجماعي الضخم على المجتمع مضيفا ان المدينة الجماعية "هي اكبر مشروع حكومي غير نفطي وتأثيرها سيشمل كل المواطنين الموجودين في الكويت الذين سيدخل اولادهم غدا الى هذا الصرح الجامعي الضخم الذي سيقدم لهم خدمات اكاديمية كاملة وخدمات مساندة للخدمات الاكاديمية".
وذكر ان العمل في المشروع بدأ فعليا عام 2011 وقد قسم الى مشاريع صغيرة مثل الكليات الاكاديمية ومراكز الخدمات مشيرا الى انه يجري حاليا تنفيذ 12 مشروعا اضافة الى طرح ثلاثة مشاريع في المناقصة وستنتهي ثلاث كليات عام 2016 فيما ينتهي العمل بالبنية التحتية عام 2015.
وقال ان كل كلية لها مصمم خاص بها من المصممين العالميين المشهورين كاشفا عن ان كليتين نالتا جوائز عالمية على التصميم "وهذا يعطي للمبنى صفة جمالية من الخارج اضافة الى التصميم الداخلي المميز ايضا وهذا كله مهم ليهيئ للطالب بيئة تعليمية مريحة" مؤكدا ان العمل في المشروع يتم وفق اعلى المعايير العالمية.
واشار الرزوقي الى ان بناء جامعة بهذا الحجم وعلى هذا المستوى هو جزء من التنمية البشرية مؤكدا ان "مدينة صباح السالم الجامعية سيكون لها دور كبير في التنمية البشرية مستقبلا".
ثم عرض البرنامج معلومات تفصيلية حول كليات المدينة الجامعية والمباني الادارية والمباني الاكاديمية الملحقة اضافة الى المراكز الثقافية والمكتبة المركزية ومعالم مميزة في هذا المعلم الاكاديمي التعليمي الراقي.
وبعد المدينة الجامعية انتقل البرنامج للحديث حول مشروع جسر الشيخ جابر الاحمد الصباح الذي يربط الكويت العاصمة بشمالي البلاد مشيرا الى ان المشروع يعتبر من اكبر مشاريع خطط التنمية في مجال البنية التحتية والنقل في دولة الكويت كما انه من اطول الجسور البحرية في العالم.
وقالت مديرة مشروع جسر جابر الاحمد الصباح مي المسعد ان الجسر سيختصر الوقت والمسافة من الكويت العاصمة الى شمالي البلاد ومنطقة الصبية تحديدا من 104 كيلومترات يقطعها حاليا السائق الى 36 كيلومترا هي اجمالي طول الجسر ويختصر الوقت من ساعة ونصف الساعة الى اقل من نصف الساعة.
واشارت المسعد الى ان الجسر يعتبر حلقة وصل بين العاصمة ومنطقة الصبية حيث يتم انشاء مدينة الحرير فيها والتي ستستقبل حوالي 50 الف نسمة "ما يشجع الاستثمار والعمل في هذا المدينة الجديدة ويدعم خطط التنمية المستقبلية هناك".
ولفتت الى ان المشروع يبدأ من منطقة الشويخ ويمتد الى مدينة الصبية ويشمل طريقا علويا بطول ثلاثة كيلومترات وجسرا بارتفاع منخفض وجسرا رئيسيا مرتفعا عبر الممر الملاحي لمرور السفن الى ميناء الدوحة كما يضم تقاطعين الاول في الشويخ وهو تقاطع ضخم يضمن انسيابية كاملة في حركة المرور ويفتح مداخل في ميناء الشويخ والمنطقة الحرة اضافة الى مبان ادارية وتشغيلية للجسر وكذلك مبنى الزوار الذي يتيح للناس التعرف على الجسر وهو مركز ترفيهي وتعليمي اضافة الى التقاطع الثاني الذي يربط الجسر بطريق الصبية.
وتحدثت المسعد عن انشاء جزيرتين صناعيتين متماثلتين الاولى قرب مدينة الكويت والثانية قرب مدينة الصبية ومساحة كل منهما حوالي 300 متر مربع وتشمل مارينا مخصصة لرسو السفن اضافة الى مبان خدمية وتشغيلية للجسر فضلا عن مبان حكومية مثل الادارة العامة للإطفاء وادارة خفر السواحل ومبنى التحكم المروي ومركز للإسعاف الاولية.
وبينت المسعد ان المشروع "هو حلم لكل الكويتيين في مجال التنمية ولله الحمد بدأ تحقيقه" مشيدة بدعم كل المؤسسات الحكومية للمشروع.
كما تطرق البرنامج الى مشروع تطوير طريق جمال عبد الناصر واصفا المشروع بأنه أحد اضخم مشاريع البنية التحتية في العالم.
ولفت البرنامج الى ان نسبة كبيرة من الطريق العلوي انجزت وتمت بأحدث التقنيات المستخدمة عالميا مشيرا الى ان المشروع ذو قيمة هندسية عالية جدا وتطلب استخدام مهارات محلية وعالمية رفيعة المستوى وبجودة عالية جدا.
وذكر ان اهداف هذا المشروع الحيوي تكمن في الفصل بين حركة المرور العابرة وحركة المرور المحلية ورفع القدرة الاستيعابية لطريق عبد الناصر ما يقلل الازدحامات المرورية اضافة الى خفض نسب الحوادث المرورية وزيادة مستوى الامن والاستعداد لمتطلبات الحركة المرورية المستقبلية.
واكد البرنامج الوثائقي في ختامه ان "الكويت امام ثورة حقيقية تتطابق فيها رغبة المضي نحو كويت الغد بإصرار ابنائها ومؤسساتها على تحقيق الرغبة السامية التي تبناها سمو امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري اقليمي متميز". ومن الجدير بالذكر ان خطة التنمية تهدف إلى تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار يقوم فيه القطاع الخاص بقيادة النشاط الاقتصادي وتزكي فيه روح المنافسة وترفع كفاءة الإنتاج في ظل جهاز دولة مؤسسي داعم وترسخ القيم وتحافظ على الهوية الاجتماعية وتحقق التنمية البشرية والتنمية المتوازنة وتوفر بنية أساسية ملائمة وتشريعات متطورة وبيئة أعمال مشجعة. (النهاية) م ع ه / م ع ع