A+ A-

سقوط مزيد من القتلى والجرحى اثر مواصلة اسرائيل عدوانها على غزة

غزة - 2 - 8 (كونا)-- واصلت آلة الحرب الاسرائيلية الليلة الماضية وفجر اليوم عدوانها الاعنف على قطاع غزة الذي استهدف كثيرا من المنازل والمؤسسات عبر غارات وعمليات قصف متواصلة برا وبحرا وجوا .
واوقعت هذه العمليات التي شاركت فيها المقاتلات الحربية الى جانب زوارق الحرب والمدفعية التي اطلقت حممها شديدة الانفجار نحو كثير من الاحياء في الاطراف الشرقية من القطاع عددا كبيرا من القتلى والمصابين.
واعلنت مصادر طبية فلسطينية عن مقتل نحو خمسين شخصا جراء الغارات الجوية التي استهدف الكثير منها منازل للمواطنين في مدينة رفح بجنوب القطاع اضافة الى سقوط عشرات المصابين.
واوضحت المصادر ان 15 من القتلى ينتمون الى عائلة واحدة تعرض منزلها للتدمير جراء قصفه بالصواريخ دون سابق انذار بينهم خمسة اطفال تراوحت اعمارهم بين ثلاثة اعوام و12 عاما الى جانب عدد من النساء.
وفي مدينة غزة قتل خمسة فلسطينيين من عائلة واحدة في غارة استهدفت منزلا في حي الصبرة جنوب المدينة بينهم اطفال في وقت دمرت غارة اسرائيلية مبنى لوزارة الداخلية في مدينة رفح وسوته بالارض اثر قصفه بصواريخ عدة.
واوقع القصف الاسرائيلي الذي تعرضت له اطراف بعض احياء رفح الشرقية بعد حلول ظلام الليلة الماضية ومع انتصاف الليل 19 قتيلا بينهم عدد من النساء والاطفال فيما يخشى من فقدان كثيرين.
وقتل هؤلاء في معظمهم جراء قصف وغارات جوية استهدفت عددا من المنازل الواقعة في محيط الحي السعودي غرب مدينة رفح فيما اصيب العشرات جراح الكثير منهم كانت خطيرة.
وارتفع عدد قتلى القصف الذي استهدف منزل عائلة ابو سليمان فجرا في مدينة رفح الى سبعة مواطنين في الوقت الذي ناشدت فيه وزارة الصحة في غزة المجتمع الدولي فجر اليوم العمل على تأمين ممرات آمنة في القطاع تسمح بنقل عشرات القتلى والمصابين الذين سقطوا امس في القصف الاسرائيلي على مدينة رفح.
وجاء هذا اثر تعرض مستشفى الشهيد ابو يوسف النجار في المدينة لقذائف عدة ناجمة عن القصف الاسرائيلي ما اضطر ادارتها الى إخلائها من جميع المصابين والعاملين فيها الى اماكن اكثر امنا في المدينة.
وذكرت محطات اذاعة محلية ان "طائرات الاحتلال قصفت الليلة الماضية وفجر اليوم اكثر من ثلاثين منزلا في انحاء مختلفة من القطاع دون سابق انذار في كثير من الاحيان ما اوقع عددا كبيرا من الشهداء والمصابين".
وطالت بعض الغارات مساجد عدة ادت احداها الى مقتل مؤذن في قصف استهدف (المسجد العمري) في جباليا في وقت دمرت فيه غارة اخرى مسجد (عائشة ام المؤمنين) في التوام غرب هذه البلدة.
كما دمرت غارة جوية اخرى مسجد (الامام الشافعي) بحي الزيتون بغزة فجر اليوم اثر قصفه بصواريخ عدة في وقت اغارت فيه طائرات اسرائيلية على منزل بحي الصبرة بالمدينة بالصواريخ ودمرته على رؤوس ساكنيه الذين قتل اربعة منهم.
واستهدفت غارات طائرات الاحتلال كذلك فجر اليوم مباني دراسية مكونة من عدة طوابق في الجامعة الاسلامية بمدينة غزة ودمرتها في وقت قصفت فيه مكتب لشركة تأمين وسط المدينة بالصواريخ ودمرته.
ودمرت الطائرات الاسرائيلية صباح اليوم ايضا مبنى سكنيا مكونا من اربعة طوابق بالصواريخ في مدينة خان يونس جنوب القطاع في وقت اغارات فيه على مبنى مماثل في منطقة الكرامة شمال مدينة غزة ودمرته.
من جهتها اكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس فجر اليوم ان "جيش الاحتلال هو الذي خرق التهدئة الانسانية التي اعلنت عنها الامم المتحدة يوم امس في قطاع غزة".
وجاء هذا في بيان توضيحي حول خرق جيش الاحتلال للهدنة الانسانية وما قيل وفق البيان عن "فقدان جندي اسرائيلي خلال اشتباكات جرت مع مقاتلين فلسطينيين شرق رفح جنوب القطاع".
وذكر بيان الكتائب انه وبعد اجراء فحص داخلي لمجريات ما حدث شرق رفح فجر الجمعة تؤكد أن القوات الاسرائيلية توغلت ليلا بعمق يزيد على كيلومترين في الأراضي الفلسطينية شرق رفح "مستغلة الحديث عن وقف إطلاق النار الإنساني المفترض".
واشار الى انه جرى التصدي للقوات والاشتباك معها من قبل احد الكمائن التي تواجدت في نفس المكان حيث بدأ الاشتباك قرابة الساعة السابعة صباحا أي قبل وقت دخول التهدئة المفترضة.
واكد البيان ان "طائرات العدو ومدفعيته قامت بصب نيرانها على المدنيين بعد الساعة العاشرة صباحا في خرق فاضح لهذه التهدئة بحجة قيام العدو بالبحث عن جندي مفقود".
واضافت الكتائب انها فقدت الاتصال بمجموعة من المقاتلين الفلسطينيين الذين تواجدوا في هذا الكمين مرجحة بأن جميع أفراد هذه المجموعة قتلوا في القصف الاسرائيلي بمن فيهم الجندي الذي تتحدث اسرائيل عن اختفائه مؤكدة في الوقت نفسه على ان "هذا يأتي على افتراض أن هذه المجموعة من مقاتلينا قد اسرت هذا الجندي أثناء الاشتباك".
وشددت الكتائب على عدم علمها "حتى اللحظة" بالجندي المفقود ولا بمكان وجوده أو ظروف اختفائه.
واشارت الى انها أبلغت الجهات الوسيطة التي شاركت في ترتيب وقف إطلاق النار الإنساني بموافقتها على وقف إطلاق النار تجاه المواقع التي تستهدفها في المدن والبلدات الاسرائيلية "لكننا من الناحية العملياتية لا يمكننا وقف النار تجاه القوات المتوغلة في القطاع والتي تعمل وتتحرك طوال الوقت".
وشدد البيان على انه "يمكن لأي قوة متوغلة الاصطدام مع كمائننا وذلك قطعا سيؤدي إلى حدوث الاشتباك".
وكان جيش الاحتلال ارتكب ظهر امس مجزرة مروعة في رفح ذهب ضحيتها عشرات القتلى ومئات المصابين الذين ازدحمت بهم مستشفيات المدينة جراء قصف اتبع اعلان هذا الجيش عن اسر جندي يدعى هدار جولدن من لواء المظليين (جبعاتي).
من جهتها انتقدت حركة (حماس) تحميلها مسؤولية اختراق التهدئة صباح الجمعة من قبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والإدارة الأمريكية معتبرة ان هذا "أمر مرفوض وغير منطقي ومتحيز لصالح الاحتلال".
وقالت الحركة في بيان اصدره المتحدث باسمها سامي ابو زهري إن "الاشتباكات مع جيش الاحتلال وقعت داخل حدود قطاع غزة نتيجة التوغل الاسرائيلي وكانت المقاومة في حالة دفاع عن النفس".
واكد أبو زهري ان "بيان كل من الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية يركز على قصة جندي اختفى خلال عدوانه على المدنيين بينما تم تجاهل مجزرة المدنيين الذين سقط منهم 72 نتيجة العدوان" الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة.
وتبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) المسؤولية عن هجوم نفذه مقاتلوها شرق مدينة رفح قبل بدء سريان التهدئة الانسانية في القطاع على قوة اسرائيلية توغلت شرقي رفح واشتبكت معها ما اوقع عددا من القتلى والجرحى في صفوفها.
وواصلت الفصائل الفلسطينية الليلة الماضية وفجر اليوم هجماتها الصاروخية التي طالت اهدافا في اسرائيل واعترفت بأن صافرات الانذار دوت في اكثر من مدينة وبلدة فيها جراء هذه الهجمات.
واعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن قصف مدينة تل أبيب وسط اسرائيل بثلاثة صواريخ فجر اليوم .
كما استهدفت صواريخ اخرى اطلقت صباح اليوم مدينة حيفا في شمال اسرائيل وكذلك بئر السبع في جنوبها.
من جهته ذكر الجيش الاسرائيلي ان منظومة القبة الحديدية التي يديرها "تمكنت من اعتراض صاروخين فوق منطقة (غوش دان) شمال تل أبيب والتي دوت فيها صافرات الانذار الى جانب المستوطنات في غلاف غزة".
في المقابل طالبت وزارة الداخلية والامن الوطني الفلسطينية صباح اليوم المؤسسات الدولية بمضاعفة امكاناتها وزيادة عدد طواقمها بما يتناسب مع حجم الكارثة في قطاع غزة "للقيام بواجباتها في ظل هذا الوضع الخطير".
ودعت الوزارة في بيان منظمة الصليب الاحمر الى "ضرورة تعزيز دورها بشكل أكبر وممارسة ضغطها من أجل انقاذ حياة المدنيين وتوفير الحماية لهم".
وقالت ان "حاجة شعبنا إليها مضاعفة خلال هذه الظروف وهذا هو ميدانها الحقيقي" مؤكدة ان "القطاع يعيش كارثة إنسانية في شتى المجالات في ظل العدوان الاسرائيلي المستمر والذي لم يترك شيئا إلا وطاله التدمير".(النهاية) م ت / م ع ع