A+ A-

الوزيعة .. عادة جزائرية تجمع الفقير والغني في عيد الفطر

عادة الوزيعة الجزائرية في عيد الفطر
عادة الوزيعة الجزائرية في عيد الفطر

من فتيحة زماموش

الجزائر- 30- 7 (كونا) -- تحتفي بعض المناطق الجزائرية بعيد الفطر المبارك بطريقة مختلفة تميزها عن باقي المناطق بطريقة (الوزيعة) أو (ثمشريط) التي ازدهرت في منطقة القبائل شمال الجزائر .
وتعد (الوزيعة) أو (ثمشريط) باللغة البربرية طقسا خاصا في القرى في أعالي منطقة القبائل حيث يقوم الأغنياء بجمع الأموال لشراء الخراف وذبحها وتوزيع لحومها طيلة أيام العيد على الفقراء.
وقال عميروش آكلي (62 عاما) من منطقة (بوغني) بولاية تيزي وزو (110 كيلومترات شرقي العاصمة الجزائرية) لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن جمع الذبائح يتم في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم ليتم نحرها وتوزيع لحومها على الفقراء في مختلف القرى والمناطق النائية في منطقة القبائل.
وأضاف أن الوزيعة غير مقتصرة على سكان المنطقة حيث يحتفل السكان بإقامة وليمة كبيرة وإطعام عابري السبيل منها في التفاتة تضامنية بعيد الفطر المبارك.
ومن جانبه قال مسؤول لجنة سكان منطقة (بغلية) بمنطقة الناصرية بولاية بومرداس (45 كيلومترا شرقي العاصمة الجزائرية) مقران عزيز إن الوزيعة عادة ورثها سكان منطقة القبائل أبا عن جد وتعد وسيلة للتكافل والتراحم في أيام العيد مضيفا أنه "غالبا ما يعاد احياؤها في المناسبات الدينية".
واضاف عزيز ل(كونا) أن "عادة الوزيعة انتشرت في السنوات الأخيرة خصوصا أثناء المناسبات الدينية وحتى خلال موسم الحصاد وجني الزيتون حيث يقوم الفلاحون بولائم تخصص للفقراء في العديد من مناطق ولاية بومرداس.
ومن جانبه قال الحاج أوحند السعيد (72 عاما) من منطقة (عين الحمام) بولاية تيزي وزو إن الاحتفالية تبدأ في الساعات الأولى من يوم العيد وتستمر على مدار ثلاثة أيام حيث يبدأ ذبح الخراف وتقسيم اللحوم وتوزيعها على البيوت في أجواء رائعة.
كما تشارك النساء في اعداد المأكولات وخصوصا طبق (الكسكسي) أو ما يعرف في منطقة القبائل الجزائرية باسم (أوفورو) الذي يطهى فيه السميد بعد تحضيره بشكل حبيبات صغيرة وطهيه في مرق اللحم والبقول الجافة والخضراوات الموسمية ويقدم في وجبة غذاء على مائدة واحدة كبيرة يجتمع فيها الفقير والغني.
ومن جانبها ترى المختصة في علم الاجتماع بجامعة مستغانم زيتوني نعيمة ل(كونا) أن" ثمشريط أو الوزيعة تتلخص في البعد الاجتماعي للمواطنين في العديد من مناطق الجزائر وتهدف الى تعزيز أواصر المحبة والتكافل بين السكان".
وأضافت أنها "عادة تقوي الروابط الاجتماعية التي بدأت تندثر مع مرور الزمن" مؤكدة أن نشرها يشيع قيم التضامن والتسامح في المجتمع.
ولفت عدد من الأشخاص في منطقة القبائل إلى أن هذه العادة عرفت في عدة مناطق وخصوصا في تسعينيات القرن الماضي بسبب العمليات الأمنية التي شهدتها المنطقة مشددين على أن" هدفها نبيل من شأنه ضمان الأخوة والتلاحم بين سكان القرى". (النهاية) ف ت / أ م س