A+ A-

اتفاق المصالحة بين فتح وحماس.. ترحيب عربي واسع وترقب دولي واسرائيل متوترة

الكويت - 24 - 4 (كونا) -- تسارعت التطورات على الساحة الفلسطينية خلال اليومين الماضيين حيث أسفرت اللقاءات التي عقدت بين حركتي فتح وحماس في غزة عن اتفاق تاريخي أنهى الانقسام بينهما بعد نحو سبع سنوات من الصراع في ظل ترحيب اقليمي ودولي واسع و"توتر" اسرائيلي واضح.
فخلال مؤتمر صحافي عقد مساء أمس في منزل رئيس الحكومة المقالة بغزة اسماعيل هنية تم الاعلان عن الاتفاق الذي شمل التأكيد على ضرورة تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني وتخويل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتحديد موعد الانتخابات واجرائها بعد ستة اشهر من تشكيل الحكومة.
كما جرى الاتفاق على تفعيل منظمة التحرير وتطويرها لممارسة مهامها وبسط الحريات وتطبيقها في قطاع غزة والضفة الغربية من خلال لجنة الحريات العامة وعلى تفعيل دور المجلس التشريعي الفلسطيني وتطبيق ما جرى الاتفاق عليه والقيام بمهامه ودوره الرقابي والقانوني.
ونص الاتفاق أيضا على تفعيل لجنة المصالحة المجتمعية والاستئناف الفوري لعملها وعمل لجانها الفرعية استنادا إلى ما تم الاتفاق عليه في القاهرة لحل مختلف القضايا المجتمعية التي نشأت خلال سنوات الانقسام.
وتناول الاتفاق عمل لجنة الحريات حيث اكد تطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة في ملف الحريات العامة ودعوة لجنة الحريات العامة في الضفة والقطاع لاستئناف عملها فورا وتنفيذ قراراتها.
وفور الاعلان عن الاتفاق ظهرت علامات القلق والتوتر على اسرائيل وبانت أكثر في تصريحات مسؤوليها والتسريبات التي تلت ذلك حيث رأت خطورة في اتفاق المصالحة واتهمت عباس "بأنه يلعب بالنار".
ونقلت الاذاعة العبرية بيانا أصدره ديوان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو دعا فيه لاجتماع طارئ للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية اليوم الخميس.
وقالت الاذاعة ان نتنياهو اتصل هاتفيا بوزير الخارجية الامريكي جون كيري وأبلغه احتجاج حكومته على اتفاق المصالحة معتبرا انه سيضر بعملية السلام.
من جهتها هددت مصادر في ديوان نتنياهو الرئيس عباس بعواقب وخيمة جراء اتفاق المصالحة كما اتهمته بأنه تجاهل كل التحذيرات التي صدرت من واشنطن وعواصم غربية اخرى وطلبت منه عدم التحالف والتصالح مع (حماس).
وفي وقت لم يعرف ما اتخذه مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر الذي التأم اليوم لبحث رد الفعل على الاتفاق برز موقف متشدد لنتنياهو أكد فيه انه لن يتفاوض أبدا مع حكومة فلسطينية تدعمها حركة (حماس).
وقال نتنياهو في مقابلة مع شبكة (ام.اس.ان.بي.سي) الاخبارية الامريكية ان المصالحة بين الحركتين "قفزة عملاقة الى الوراء" وان "الاتفاق مع (حماس) التي تدعو الى تدمير اسرائيل يقتل السلام".
واعتبر ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "كان امامه خيار.. اما السلام مع اسرائيل او الاتفاق مع (حماس) لكنه اختار الاتفاق مع (حماس).. لذلك فهذه ضربة للسلام وآمل أن يغير رأيه".
إلا ان عباس كان له رأي مختلف حيث أكد عدم وجود تناقض بين المصالحة الفلسطينية والمفاوضات خاصة "واننا ملتزمون باقامة سلام عادل وشامل قائم على اساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية".
وقال عباس في بيان صحافي نشرته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان مصلحة الشعب الفلسطيني في الحفاظ على وحدة الارض والشعب ستقوى وستساهم بتعزيز اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
في غضون ذلك توالت ردود الفعل المرحبة باتفاق المصالحة ولاسيما من الدول العربية فيما كانت ردود فعل العواصم البارزة مرحبة بحذر.
وعربيا رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالاتفاق وأجرى اتصالا هاتفيا بعباس أكد فيه دعم الجامعة لهذه الخطوة الهادفة الى توحيد البيت الفلسطيني.
من جهتها قالت دولة قطر في بيان نقلته وكالة الانباء القطرية انها تلقت بارتياح بالغ اتفاق المصالحة الذي توصل اليه الفلسطينيون وانها تعتبر الاتفاق انجازا وطنيا هاما وخيارا استراتيجيا مبدية استعدادها للمساعدة في الوصول بهذا الاتفاق الى غاياته النهائية.
بدورها أكدت الرئاسة التونسية مساندة تونس لجهود المصالحة الفلسطينية وأهمية استكمال كل خطواتها بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني ويدعم قضيته العادلة.
ورحب وزير الخارجية المصري نبيل فهمي باسم بلاده باتفاق المصالحة أيضا معربا عن أمله في أن يسهم هذا الاتفاق بانهاء الانقسام الفلسطيني وأن يصب ايجابيا في صالح دعم الموقف الفلسطيني بمفاوضات السلام الرامية للحصول على كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
اقليميا رحبت تركيا بالاتفاق وأعربت عن استعدادها للمساهمة في اي جهود من شأنها تحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني.
وقالت الخارجية التركية ان الاتفاق يدشن لمرحلة جديدة من المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية ومن شأن مثل هذه الخطوة ان تفضي في النهاية الى تشكيل حكومة وحدة.
أما دوليا فقد رأت الامم المتحدة ان اتفاق المصالحة يمثل تطورا مهما لكنها أصرت على انها مستمرة في دعم الوحدة الفلسطينية المبنية على التزامات منظمة التحرير الفلسطينية تحت قيادة الرئيس محمود عباس.
لكن الولايات المتحدة كان لديها موقف أقل ترحيبا حيث رأت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جنيفر ساكي ان توقيت الاعلان عن اتفاق المصالحة "مثير للقلق" مضيفة "شعرنا بخيبة أمل بالتأكيد إزاء هذا الاعلان".
وطالبت ساكي أي حكومة فلسطينية بأن تلتزم بشكل "لا لبس فيه" بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول كل الاتفاقيات والالتزامات السابقة بين الطرفين كما أكدت ان "عدم الالتزام بشكل واضح بهذه المبادئ يمكن ان يعقد جديا جهود استئناف عملية السلام.
وفيما أبدت فرنسا استعدادها للعمل مع الحكومة الفلسطينية المقبلة التي ستشكل وفقا لاتفاق المصالحة فإنها اشترطت عليها أن تعلن صراحة رفضها اللجوء إلى العنف".
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال انه يتعين أن تكون الحكومة الفلسطينية المقبلة منخرطة في عملية السلام وان تقبل بكافة الاتفاقات المعقودة لاسيما مع إسرائيل وكذلك بالمتطلبات الناتجة عنها.
وفي موسكو رحبت روسيا بالمصالحة الفلسطينية واعتبرتها خطوة في الاتجاه الصحيح.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان انه من غير الممكن تحقيق اماني الشعب الفلسطيني المشروعة واقامة السلام العادل والوطيد بين الفلسطينيين واسرائيل من دون رص الصفوف الفلسطينية على قاعدة منظمة التحرير الفلسطينية ومبادرة السلام العربية.(النهاية) ر ج