A+ A-

تقرير عالمي: 80 بالمئة من المعرضين لمجاعة وشيكة في العالم يتركزون في قطاع غزة

روما – 24 - 4 (كونا) -- كشف تقرير عالمي لمنظمات الأمم المتحدة المختصة عن أن معظم الذين يتعرضون لمجاعة وشيكة حول العالم يتركزون في قطاع غزة حيث يعيشون تحت وطأة العدوان الوحشي المستمر للاحتلال الاسرائيلي.
جاء ذلك في (التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية) السنوي لعام 2024 والذي أصدرته اليوم الأربعاء منظمة الأغذية والزراعة (فاو) بمشاركة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) ومنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية.
وفي حين دعا التقرير الى كسر دولمة الجوع الحاد ذكر أن مستويات الجوع الحاد في العالم خلال عام 2023 لا تزال مرتفعة اذ يواجه قرابة 282 مليون شخص في 59 بلدا وإقليما مستويات عالية من الجوع الحاد وذلك بزيادة 24 مليونا مقارنة بالعام السابق بسبب زيادة نطاق تغطية التقرير فضلا عن "التدهور الحاد في الأمن الغذائي وخاصة في قطاع غزة والسودان".
وأوضح أن "80 بالمئة من الذين يواجهون مجاعة وشيكة يوجدون في قطاع غزة بينما يعيش البعض الآخر في جنوب السودان وبوركينا فاسو والصومال ومالي".
وفي هذا الصدد توقع التقرير أن يندرج قرابة 1ر1 مليون شخص في قطاع غزة و79 ألفا في جنوب السودان ضمن تصنيف مستويات الكارثة (أي المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي/الإطار المنسق) بحلول يوليو المقبل ليرتفع إجمالي عدد المتوقع انحدارهم إلى هذا المستوى إلى نحو 3ر1 مليون شخص.
وأشار الى أن النسبة المئوية للأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد ظلت ترتفع باستمرار على مدار أربع سنوات متتالية لدى نحو 22 بالمئة بين أولئك الذين شملهم التقييم وهو ما يتجاوز بشكل كبير مستويات ما قبل جائحة (كورونا).
وأظهر التقرير أن "الأطفال والنساء هم أول ضحايا الأزمات الغذائية اذ أن أكثر من 36 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد في 32 بلدا مع تفاقم سوء التغذية الحاد لاسيما بين النازحين بسبب الصراعات والكوارث.
ولفت الى أوضاع الجوع المطول في 36 بلدا والتي تم ادراجها بشكل مستمر منذ عام 2016 في تحليلات التقرير العالمي موضحا أنها تمثل حاليا 80 بالمئة من الدول الأكثر جوعا في العالم مع تسجيل زيادة بمليون شخص يواجهون مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة 4 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) في 39 بلدا ومنطقة كانت أكبرها في السودان.
وذكر أن عام 2023 سجل أكثر من 705 آلاف شخص في مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة 5 من التصنيف) وهم حاليا معرضون لخطر المجاعة ما يمثل أعلى رقم في تاريخ الإبلاغ عن الجوع العالمي حيث تضاعف أربع مرات منذ عام 2016.
وأوضح التقرير أن "تفاقم الصراعات وانعدام الأمن بالاضافة الى تأثيرات الصدمات الاقتصادية والظواهر الجوية المتطرفة تشكل أهم العوامل الرئيسية لأزمة الغذاء والتسبب في انعدام الأمن الغذائي الجسيم".
وأفاد بأن هذه العوامل المترابطة تؤدي إلى تفاقم هشاشة النظم الغذائية والتهميش الريفي وسوء الإدارة وعدم المساواة والتسبب في نزوح أعداد كبيرة من السكان على مستوى العالم مع تأثر حماية السكان النازحين بشكل أكبر بانعدام الأمن الغذائي.
وأكد أن الصراعات تبقى العامل الرئيسي الذي يؤثر على 20 بلدا حيث يعاني قرابة 135 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد أي قرابة نصف العدد العالمي لاسيما في السودان الذي شهد أسوأ تدهور بسبب الصراع حيث يواجه 6ر8 مليون شخص أكثر من العام السابق مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأمام هذا الوضع دعت (الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية) بشكل عاجل إلى اتباع نهج تحويلي يدمج إجراءات السلام والوقاية والتنمية إلى جانب جهود الطوارئ واسعة النطاق لكسر دائرة الجوع الحاد الذي لا يزال عند مستويات عالية بشكل غير مقبول.
وتعقيبا على التقرير شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن "هذه الأزمة تتطلب استجابة عاجلة وأن استخدام البيانات الواردة في التقرير لتحويل النظم الغذائية ومعالجة الأسباب الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية سيكون أمرا بالغ الأهمية".
وخلصت المنظمات الأممية في تقريرها الى أن "مواجهة الأزمات الغذائية المثابرة تتطلب استثمارات عاجلة طويلة الأجل على المستويين الوطني والدولي لتحويل النظم الغذائية وتحفيز التنمية الزراعية والريفية فضلا عن زيادة الاستعداد للأزمات والمساعدات الحيوية المنقذة للحياة على نطاق واسع".
وأكدت على ضرورة كسر دائرة الأزمات الغذائية وأن يصبح السلام والوقاية أيضا جزءا لا يتجزأ من التحول طويل المدى للنظم الغذائية محذرة من أنه بدون كل هذا سيظل الناس يواجهون الجوع طوال حياتهم وسوف يموت الأشخاص الأكثر ضعفا من الجوع.
وأشار التقرير الى أنه منذ عام 2023 تجاوزت الاحتياجات الموارد المتاحة بينما تتعرض العمليات الإنسانية الآن لضغوط شديدة حيث يضطر الكثيرون إلى تقليص الدعم المقدم للفئات الأكثر ضعفا ما يستدعي حوكمة اقتصادية عالمية أكثر إنصافا وفعالية مصحوبة ببرامج تقودها الحكومات تهدف إلى الحد من الجوع والقضاء عليه. (النهاية) م ن / ر ج