A+ A-

استشاري اطفال.. ازدياد ملحوظ في حالات الاصابة بالتسمم الغذائي (السلمونيلا) في الكويت

الكويت - 8 - 6 (كونا) -- قال استشاري الاطفال والعناية المركزة للخدج وحديثي الولادة الدكتور سليمان السعد ان الكويت تشهد ازديادا ملحوظا في عدد حالات الاصابة بمرض السلمونيلا (التسمم الغذائي) في كثير من المستشفيات وعيادات الاطفال.
واضاف الدكتور السعد في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان تلك الاصابات مسجلة بين شريحة كبيرة بين الاطفال من أعمار تحت أربع سنوات حيث تكون الاصابة شديدة الخطورة وللأسف فإن كثيرا من الأسر لا تعي خطورة تلك الظاهرة التي تعزى غالبا الى تناول الاطعمة من مطاعم الوجبات السريعة و مكوناتها من الدجاج والبيض كالنجت والشاورما وخلط البيض بالمايونيز وتشكل بمجملها بيئة خصبة لانتشار تلك البكتيريا.
واوضح ان مرض السلمونيلا يتمثل بمجموعة أعراض ناتجة عن تناول أغذية ملوثة بالبكتيريا أو السموم التي تنتجها هذه الكائنات والتسمم بسبب تناول الاغذية الملوثة بأنواع مختلفة من الفيروسات والطفيليات ومواد كيماوية سامة مثل التسمم الناتج عن تناول (الفطر).
وذكر ان التسمم الغذائي يصنف أنه متفش اذا حدث أن أعراض المرض قد ظهرت في أكثر من شخصين واظهرت الدراسة المخبرية ان الغذاء المتناول هو السبب المباشر للمرض لوجود البكتيريا المسببة للتسمم. وبين أن التسمم الغذائي الناتج عن البكتيريا يشكل سببا رئيسيا في أكثر من 80 في المئة من حالات التسمم الغذائي وقد حصر العلماء أنواع البكتيريا الرئيسية المسببة للتسمم الغذائي ب12 نوعا ويعد التسمم الناتج عن (السالمونيلا) ابرزها وفي بعض الدراسات يشكل 50 في المئة من حالات التسمم الغذائي البكتيري.
وأشار الى ان السالمونيلا تشكل مجموعة كبيرة من الفصائل تقدر بحوالي الفي صنف ومن الممكن اكتشاف هذه البكتيريا في مياه الصرف الصحي ومياه الأنهار والبحار وهي تنتقل في الطبيعة عن طريق الحشرات والأغذية والفضلات لكن رغم وجود هذه البكتيريا بكثرة في الطبيعة الا أن حالات التسمم الغذائي تصنف انها "محدودة" ويكون الأطفال دون سن العام الواحد والكبار بعد عمر ال60 عاما أكثر الفئات عرضة لهذا التسمم.
وقال الدكتور السعد ان احدى الدراسات العلمية واثر البحث في 500 انتشار وبائي للتسمم الغذائي وعلى مدى عشر سنوات أثبتت ان 50 في المئة من حالات انتقال التسمم البكتيري كانت عن طريق الدواجن والبيض واللحوم والحليب ومشتقاته.
وذكر أن السالمونيلا تتوطن في الدواجن المنزلية كالدجاج والبط وتنتقل عموديا الى البيض كما تتوطن في الأبقار وبقية الحيوانات المنزلية ومن الممكن ان تتعايش السالمونيلا مع الحيوانات فلا يحدث مرض واضح عليها.
وبالنسبة الى اللحوم المعلبة أوضح ان السالمونيلا قد توجد في كثير من تلك اللحوم التي لا يتم حفظها جيدا وبطريقة سليمة او تلك التي تم توزيعها بطريقة سريعة أو يتم استهلاكها بعد فترات طويلة.
وعن الأعراض الناتجة عن التسمم بالسالمونيلا بين الدكتور السعد انها تقسم الى خمسة اعراض رئيسية وهي النزلات المعوية الحادة في 75 في المئة من الحالات و ظهور البكتيريا في الدم ودون اعراض اخرى في 10 في المئة من الحالات وحمى التيفوئيد وهي تختص بأنواع معينة من السالمونيلا والتهابات محدودة في العظام والمفاصل والأغشية الدماغية في 5 في المئة من الحالات.
وقال انه توجد حالات كذلك لاتظهر فيها اي اعراض جانبية لدى حامل (السالمونيلا ) وفي هذه الحالات تتوطن السالمونيلا في حوصلة المرارة الصفراوية ولاتظهر أعراض مرضية تذكر اما فيما يختص بالتسمم الغذائي المؤدي الى النزلات المعوية فبعد تناول الطعام الملوث تستغرق فترة حضانة المرض من ست ساعات الى 48 ساعة ومن الممكن ان تمتد الى 15 ساعة.
وذكر ان المرض يبدأ عادة بالغثيان والاستفراغ تليه آلام في البطن والاسهال وعادة تستمر هذه الاعراض بين ثلاثة الى اربعة ايام مصحوبة في بعض الأحيان بارتفاع في درجة الحرارة في 50 في المئة من المرضى وعادة ما تكون آلام البطن في المنطقة المحيطة بالسرة ومنها تنتقل الى المنطقة السفلية اليمنى من البطن.
وقال ان حالات الاسهال تكون بين ثلاث الى أربع مرات يوميا أواسهال شديد ودموي مصحوبا بمخاط صديدي أو اسهال شديد شبيه بالكوليرا كذلك يمكن ان يحدث التهاب شديد في القولون ما يزيد من فترة المرض من عشرة الى 15 يوما وعادة يكون البراز دمويا ويمكن ان تستمر هذه الحالة المرضية الى شهرين او ثلاثة شهور ولكن المتوسط هو ثلاثة اسابيع.
وبين ان ارتفاع درجة الحرارة يعني ان البكتيريا وصلت الى مجرى الدم وهو تطور خطير يجب عدم اهماله كما يمكن للسالمونيلا أن تستوطن الأغشية الدماغية أو الصمامات القلبية أو العظام او المفاصل عندما يستمر تواجد السالمونيلا في البراز لمدة تزيد عن السنة يقال ان المريض اصبح حاملا مزمنا للسالمونيلا وتقدر هذه النسبة ب(2) و(6) بين كل الف شخص مريض وعادة يكون الأطفال وكبار السن اكثر عرضة.
وذكر أن الدول لا تستطيع القضاء على هذه المشكلة كليا ولكن من الممكن الحد من هذه المشكلة عن طريق سن القوانين ومراقبة اماكن تحضير الأطعمة والفحص الدوري للمعنيين بتحضير الطعام كما يتناسب حجم المشكلة عكسيا مع وضع الدولة من الناحية الاقتصادية والثقافية ودرجة التعليم لدى العاملين في محلات اعداد الطعام ولدى الجمهور المستهلك لهذه الأطعمة.
وشدد الدكتور السعد على محال اعداد الطعام ضرورة التحلي بالقدر الأكبر من المسؤولية تجاه المستهلك وشراء اللحوم من اماكن معتمدة و ذات خبرة في حفظ الأغذية علاوة على توفير المعدات اللازمة لحفظ اللحوم خاصة والأنواع الأخرى من الأطعمة على وجه العموم لمنع البكتيريا والتي غالبا ما تحتاج الى درجات حرارة معتدلة للنمو وكذلك الاهتمام بأماكن التحضير من ناحية الصرف الصحي والنظافة العامة.
واشار الى وجوب عدم ترك الأطعمة مكشوفة أو معرضة للحشرات او الجو الحار لفترات طويلة مع استعمال القفازات عند لمس الأطعمة والتخلص من الأطعمة القديمة يوميا وعدم خلط الأطعمة القديمة مع الطازجة مع ضرورة الاحساس بالمسؤولية تجاه المستهلكين وعدم التصرف من منطلق مادي بحت.(النهاية) ش ه د / ت ب كونا081447 جمت يون 11