A+ A-

سمو أمير البلاد يفتتح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي ال12 لمجلس الأمة

حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح اليوم يفتتح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي ال12 لمجلس الأمة
حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح اليوم يفتتح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي ال12 لمجلس الأمة

الكويت - 21 - 10 (كونا) -- تفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح اليوم بافتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي ال12 لمجلس الأمة.
واستهل سموه الجلسة بالنطق السامي ايذانا ببدء دور الانعقاد الجديد للمجلس .

 وفي ما يلي نص النطق السامي الذي تفضل به صاحب السمو أمير البلاد الحمدلله الذي من علينا بنعم لا تحصى ورزقنا أمنا واستقرارا وطمأنينة ورغدا في العيش ورخاء فلنشكر الله تعالى على ذلك ولنبقى على نهج الآباء والأجداد من التحاب والتعاون والتضحية والاجتماع على المصلحة العامة لنكون دائما من الفائزين والصلاة والسلام على نبينا الأمين محمد وعلى آله وأصحابه الغر الميامين .
الأخ الرئيس .. الأخوة أعضاء مجلس الأمة المحترمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بعون من الله تعالى وبتوفيق منه نفتتح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي ال12 لمجلس الامة .

 وبالأمس القريب كان لقاء جامع مع افتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الثاني عشر..وتحدثت اليكم بصراحة الأخ لاخوانه..والأب لابنائه ولعلنا نتذكر جيدا مضامين حديثنا حول أهمية الوحدة والثوابت والمصلحة الوطنية وعلى تطبيق القوانين وحتمية التعاون الايجابي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية..والحاجة الى العلاقة الحكيمة بمحيطنا وضرورات العلم والتخطيط ووجوب تقويم التجارب السابقة استرشادا للسبيل الأقوم في بلوغ المقاصد.
ولم أغفل التذكير بهذه المضامين وأنا أتوجه الى أهلي ابناء ديرتي الحبيبة بأطيب وأصدق التمنيات مع وداع شهر رمضان المبارك في العشر الاواخر منه وهي تذكرة وتبصرة وهداية الى اتقاء الله في بلدنا.
واذا كان عضو مجلس الأمة حر فيما يبديه من آراء داخل قبة البرلمان فان ذلك منوط بالمصلحة العامة والقواعد الدستورية التي تبين حدود وصلاحيات كل سلطة فلا يجوز التدخل في اختصاص السلطات الاخرى.

 وقد بينت أكثرمن مرة ان تعيين رئيس مجلس الوزراء والوزراء حق اصيل للامير وحده وفقا لاحكام الدستور ولا يجوز لاحد التجاوز عليه والتدخل فيه كما انني لن اقبل لأي كان وتحت اي ذريعة ان تمس الوحدة الوطنية في اي من مكامنها الامنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية أو أن تمس السلطة القضائية بأي شكل من الاشكال أو أن تخدش وحدة الصف لابناء هذاالوطن باثارة النعرات الطائفية والعصبية القبلية .
فأمن الكويت واستقرارها وازدهارها واستقلال قضائها أمانة في أعناقنا وواجب الحفاظ عليها مسؤولية جماعية.
الاخوة الاعضاء اننا نعيش فى ظل ظروف اقليمية ودولية حساسة تتطلب منا اليقظة والحذر وحماية جبهتنا الداخلية والوقوف فى وجه الفتن والدسائس التي تفرق بين أبناء الوطن وتمس وحدتنا الوطنية ولنتمسك بقوله تعالى " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " صدق الله العظيم .. فمسؤولية الحفاظ على امن الوطن واستقراره وازدهاره تقع على الجميع فالكويت لمن احبها واخلص العمل من أجلها وأوفى بانتمائه وولائه لها .
فاتقوا الله في وطنكم واحفظوا الامانة كما ينبغي وانبذوا مشاعر التباغض والخصومة حتى لانضيع المكاسب والمنجزات في مسيرة وطننا العزيز فطوبى للذين حاسبوا انفسهم قبل ان يحاسبوا وعملوا بعفيف اللسان وصميم الوجدان .
كلمة اوجهها لوسائل اعلامنا والقائمين عليها بأن تسمو المصلحة الوطنية العليا والحفاظ على أمن البلد واستقراره فوق كل مصلحة فتكون امانة الكلمة مصانة وامانة النقل والنقد نهج تتبناه فتبرز الخلل دون تهويل وتطرح الحل دون تضليل فان لها دورا فعالا في خلق رأي عام مستنير يسهم في جهود التنمية ويعزز الولاء للوطن ويرسخ القيم الفاضلة لمجتمعنا وينشر المحبة بين الناس ويسهم في كسب الاصدقاء وفي مد جسور الاخوة والصداقة بين دولة الكويت والدول الشقيقة والصديقة وتجنب كل ما يسيء الى علاقة دولةالكويت مع هذه الدول ولن نقبل لوسائل اعلامنا الا أن تكون وسائل بناء صالحة كما نتمناها دائما.

 الأخ الرئيس الأخوة الاعضاء ان الظروف الصعبة التى يمر بها الاقتصاد العالمي بشكل عام والقطاع المالي بشكل خاص تستدعي منا تظافر الجهود لتفادي الآثار السلبية لهذه الازمة فالاقتصاد الكويتي ليس بمنأى عن هذه الاخطار بالرغم من ثقتنا بمتانة اقتصادنا وقدرته على التعامل مع تداعيات هذه الازمة وتجاوزها بأقل قدر من الخسائر نتيجة تجاربنا السابقة مع أزمات مالية مماثلة مر بها اقتصادنا ولا يمنع ذلك من التفكير باقرار تشريعات ونظم فعالة تحمي وتحصن اقتصادنا من أية هزات مماثلة مستقبلا .
ولا شك انكم تتابعون الاجراءات التى تتخذها الجهات المسؤولة في الحكومة بالتنسيق والمتابعة الحثيثة مع الاطراف المعنية بغية مواجهة تداعيات هذه الازمة على الاقتصاد الوطني وتعزيز الثقة بمتانة مؤسساتنا المالية ونظامنا الاقتصادي .
الأخ الرئيس الأخوة الأعضاء ان علينا تنويع مصادر دخلنا والتوجه نحو اعطاء القطاع الخاص دورا اكبر للمساهمة في نهضة وطننا وعدم وضع العقبات واثارة الشبهات دون دليل أمام تنفيذ مشاريعنا التنموية الكبرى كي لا تتضاعف تكلفة تنفيذها عن تقدير اعتماداتها المالية التي من شأنها الاضرار باقتصادنا.
ولقد كررت مرارا على أهمية الاستفادة من فرص ارتفاع أسعار النفط لبناء اقتصاد متين ومتنوع وتطوير نشاطات اقتصادية جديدة منتجة تعتمد على كفاءة وانتاجية الانسان الكويتي وتعزيز قدراته التنافسية في اطار انطلاقة تنموية مستدامة وفق برنامج حكومي واضح المعالم نحسن استغلاله في وقت زمني محدد لاننا تأخرنا كثيرا عن ركب قطار التنمية والتطور ولم يعد من المقبول أي مبرر لهدر الوقت والامكانات والبقاء على مانحن عليه.
ولعلها مناسبة طيبة لنذكر بما سبق ان حذرنا منه بأن متحصلات الفوائض المالية التي ينعم بها اقتصادنا قد تكون مؤقتة وخادعة وان مستقبل الامة واجيالها مرهون بحسن استغلال هذه الفوائض في مواضعها وترشيد انفاقها وتوجيهها الوجهة الصحيحة التي تكفل تأمين مقومات الاقتصاد القوي الراسخ

 فلنجعل تنمية الانسان الكويتي والانفتاح الاقتصادي هوالعنوان الرئيسي لمرحلتنا القادمة وليكن التعاون جامعا لنا من اجل الكويت ولننطلق على بركة الله .
فالتحديات أمامنا كثيرة وكبيرة وجميعنا معني بمواجهتها كل في مجال موقعه اذ لاانتصار الا في الالتزام بالقسم العظيم الذي أديناه بما يضعنا أمام مسؤولياتنا الوطنية التي ينبغي أن لا نتردد في انجاز كل مايلزم لتلبية متطلباتها سائلين المولى القدير أن ييسر أمورنا ويصلح أعمالنا.
كما نبتهل اليه تعالى أن يرحم شهداءنا الأبرار ويسبغ عليهم واسع رحمته ومغفرته ورضوانه ويسكنهم فسيح جناته.
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
(النهاية) م م س / ط ش كونا211118 جمت اوك 08