A+ A-

آراء تربويين واعلاميين في شؤون الطفل تتباين حول ضرورة اصدار جريدة خاصة بالاطفال

الاعلامية والتربوية المتخصصة في شؤون الطفل رئيسة قسم المرأة والاسرة والطفل في جريدة (الرؤية) جمانة الطبيخ
الاعلامية والتربوية المتخصصة في شؤون الطفل رئيسة قسم المرأة والاسرة والطفل في جريدة (الرؤية) جمانة الطبيخ

 من فاطمة خان وصالح بهمن

 الكويت - 11 - 8 (كونا) -- تباينت آراء تربويين واعلاميين في شؤون الطفل اليوم حول اصدار جريدة او مجلة للاطفال وانشاء فضائية كويتية والحاجة اليها أو افتقار الكثير منها في بلادنا العربية الى الكفاءة والمهنية.
جاء ذلك في لقاءات متفرقة اجرتها وكالة الانباء الكويتية (كونا) مع مدير ادارة الاعلام في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ورئيس تحرير مجلة (العالمية) يوسف عبدالرحمن والمربية والاعلامية الكويتية شيخة الزاحم والاعلامية والتربوية المتخصصة في شؤون الطفل رئيسة قسم المرأة والاسرة والطفل في جريدة (الرؤية) جمانة الطبيخ.
وقال عبدالرحمن ان مجلات الأطفال في يومنا هذا "كثيرة جدا ومختلفة المشارب" وفي الكويت عدد لا بأس به منها لكن أكثرها توقف لأسباب كثيرة أهمها ضعف التمويل.
وسلط الضوء على المستوى الذي وصل اليه الوعي الطفولي المعاصر اليوم في كل الميادين والأنشطة موضحا انه لم تنعكس أدبيات الصحوة الثقافية والفكرية وتطورها على دوريات الأطفال ووسائط الاعلام لاسيما مع ثروة الفضائيات سعيا نحو بناء شخصية سوية للطفل.
واضاف ان الكثير من هذه المجلات التي دخلت الى السوق اضافة الى العديد من وسائل اعلام الطفل في بلادنا العربية "تفتقر الى الكفاءة والمهنية".
وشدد على انه "ليس بوسع احد الحكم على مجلة ما بأن لها النصيب الأكبر في السوق بل كل مجلة لها قراؤها ومحبوها كثروا أم قلوا لكن الاقبال على مجلات الأطفال ليس هو بالمستوى المأمول".
وعزا اسباب ذلك الى مزاحمة القنوات الفضائية وألعاب الأطفال الالكترونية واستحواذها على وقت الطفل "فالطفل اليوم أسير القنوات الفضائية وبعضها تحكم السيطرة عليه حتى استحال بعده عن الشاشة..فألعابه ومأكله ومشربه من منتجات القناة". ومن الأسباب التي ذكرها عدم تربية الأطفال على القراءة والتعلق بالكتاب أو المجلة وهي مشكلة ينبغي أن تتضافر الجهود لحلها ما بين ركني التربية الأساسيين "المدرسة والمنزل

 واوضح عبدالرحمن ان الباحثين يؤكدون ان المهنية والكفاءة المتخصصة في مجال صحافة الطفل قد تكون معدومة أصلا فصحافة الطفل -حتى الآن- لم ترس قواعدها بشكل مهني وعلمي على مستوى الوطن العربي.
   وقال " لم نلحظ أي استراتيجية محددة في أي مجلة أطفال عربية ويكون هدفها الأسمى التركيز على ما نسميه (بناء الشخصية) لأن المجلة لا يمكن أن تكون وحدها هي الباني لشخصية الطفل".
   وذكر ان مساهمة أي مجلة في عملية البناء قد تتطلب تفاعلا ما بين المجلة والطفل وتكاملا في الأدوار ما بين المجلة وعناصر البناء الأخرى "فقد تكون للمجلة مساهمة في تعديل سلوكيات أو تعزيز قيم الطفل لكنها لن تكون الباني المؤهل بالكامل".
   واشار الى ان الأهم من كل ذلك هو "اننا لا نجد حتى اليوم مجلة تقوم كحاجة منعزلة تماما عن أي هدف بما يعني ذلك عدم توخي أي ربح من ورائها".
   واضاف ان أي شكل من التطلعات مع الوعي بأهمية البذخ على مجلات كهذه وهي -أي المجلات - لم تتمكن من ذلك حتى اليوم لاسيما الحكومية منها مثل (العربي الصغير) في الكويت و(ماجد) في الامارات وهما أكبر مجلتين للأطفال في العالم العربي.
   وعزا ذلك الى الامكانيات الضخمة المسخرة لهما مع رخص المجلتين الكبير وانتشارهما الواسع النطاق في جميع انحاء الوطن العربي "الا أنه لأسباب مختلفة لاتزال كل منهما قاصرة عن تشكيل شخصية الطفل العربي المسلم..بالشكل المطلوب".
   وقال "أصبحنا نحن كاعلاميين وأدباء وكتاب ومجلات أطفال ومنها (أولاد وبنات) لا نربي أبناءنا وحدنا لكن اشتركت معنا جهات متعددة في تنشئة أطفالنا "فالفضائيات والانترنت والكتب والمجلات المختلفة تشترك جميعا في هذا الغرض".
   واكدت المربية الزاحم ضرورة اصدار جريدة او مجلة للاطفال وانشاء فضائية كويتية داعية الدولة الى تخصيص جائزة قيمة لاعلام الطفل مشددة على ضرورة قيام الجهات الرسمية بخطوات لدعم كل ما له علاقة باعلام الطفل.

 وقالت الزاحم التي اصدرت مجلتين للاطفال في الثمانينات ل(كونا) ان ما يصدر للطفل اليوم أقل بكثير ما هو بحاجة اليه فعلا مثنية على مجلة (العربي الصغير) داعية من مختلف الجهات الحكومية الى دعمها ومساندتها.
   وتقلدت الزاحم رئيسة تحرير مجلتي (ماما ياسمين) و(دانة) كانت من أوائل المذيعات الكويتيات في اذاعة الكويت.
   واوضحت ان الاسرة تتحمل مسؤولية ابتعاد الأطفال والناشئة والشباب عن القراءة مشيرة الى ان اطفال اليوم لا يحبذون القراءة بسبب وسائل الاعلام ومختلف الالعاب الالكترونية.   من جانبها اكدت الطبيخ الحاجة الماسة الى مجلات للطفل تكتب بأقلام عربية وخليجية تعبر عن الواقع وتوصل الرسالة الثقافية المرجوة.
   وقالت ل(كونا) ان الكويت تفتقر الى الباحثين والكتاب الجادين في مجال الطفل موضحة "اننا نرى ان العديد من الاقتراحات التي يقدمها الاكاديميون من الممكن ان تبوء بالفشل لعدم تقدير الكثيرين بحاجتنا الى مواضيع هادفة وثقافية تهم الطفل العربي والخليجي.
   واضافت "نحن في امس الحاجة الى مجلات تعبر عن الواقع وتوصل الرسالة الثقافية المرجوة الى اطفالنا" داعية الى الاهتمام بالكتابة للطفل "لاننا في حاجة الى رسالة تربوية وثقافية موجهة الى فلذات اكبادنا".
   واكدت صعوبة الوصول الى قلب واهتمامات الطفل "فالنزول الى عقليته وتفهم حاجاته من الامور المهمة لاكتساب انتباهه الامر الذي يستدعي معه اهتمام المعنيين بكتابات الطفل بالصور التعبيرية المحببة لدى الاطفال وكتابة القصص والروايات بالقيم التي نود غرسها في نفوسهم من خلال الشخصيات التي يفضلون مشاهدتها.
   ودعت الى اختيار المواضيع الهادفة بالاقتران مع سن الطفل "كما نقوم نحن بدورنا الصحافي بتفهم سن الشريحة التي نتحدث اليها" واصفة الطفل ب"العنصر المهم في المجتمع الذي لا يمكن تجاهله".
   وقالت ان الكتاب الكويتيين في هذا المجال نادرين جدا مثمنة الكاتبة جمانة العوضي على حرصها في كتاباتها عن الطفل على غرس القيم الخليجية وتعزيز الهوية الكويتية في نفوس الاطفال فهي كاتبة اساسية في صفحة الطفل في جريدة (الرؤية).
    واقترحت "توفير بيئة جاذبة بمواضيع هادفة يكون لها طعم خاص وتأثير مميز وذلك بجذب الطفل" موضحة ان توفير مجلات خاصة تستقطب الاطفال "ينبغي ان يكون مشروعا وطنيا مشجعا على القراءة كما يجب الاهتمام به بالطريقة المثلى".(النهاية)

   ص ب / ف خ / ا ع