A+ A-

مجموعة قصص كويتية تحاكي خيال الاطفال تسعى الى الوصول الى مستويات عالمية

من جو معكرون

 واشنطن - 4 - 8 (كونا) -- يسعى الكويتي نايف المطوع الى تحويل فكرة محلية تحاكي خيال الاطفال من خلال ما يشبه عالم ديزني يتضمن نكهة اسلامية تعمل على تشجيع حل النزاعات دون الخوف من الاندماج بالعالم.
وتقوم "مجموعة تشكيل الاعلامية " التي اسسها المطوع منذ سبتمبر عام 2006 باصدار كتب باللغتين العربية والانجليزية تروي مغامرات ابطال خارقين شخصياتهم مستوحاة من اسماء الله الحسنى ال99.
وقال المطوع لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش زيارته الى واشنطن ان قصص الاطفال الامريكية لا ترتكز على الدين او الكتاب المقدس لكن ابطالها دائما مرسلون ولا اهل لهم ويأخذون افكارهم حتى من كواكب آخر مثل "سوبرمان" وترتكز على ثقافة الفرد حيث "البطل قادر على فعل كل شيء".
لكنه يرى ان قوة الاسلام هي " قوة الاطفال" وان كل اسم من اسماء الله الحسنى يمثل قيمة انسانية مضيفا ان البنية التحتية لهذه الاسماء هي الثقافة الاسلامية.
وتابع ان تعاليم القران ليست ظاهرة في القصص.
ففي العدد الرئيسي لفكرة ال99 تبدأ القصة في بغداد عند غزو المغول في عام 1258 حين دمرت مكتبة "دار الحكمة " الشهيرة ورموا كتبها في نهر دجلة الذي تغير لونه الى دموع الحبر الاسود بحسب الاسطورة.
وسعى الخليفة وحراس المكتبة الى حماية المعرفة داخل اروقة هذه المكتبة فحولها في خلطة كيميائية الى "احجار نور" تحمل في طياتها قدرات انسانية خارقة.
وبينت القصة ان رجلا يدعى الدكتور رمزي يلقي خطابا في الامم المتحدة حول مصادر الطاقة البديلة ويتجنب اتصالا من السكرتير العام كوفي انان ويحاول اقناع السفراء في نيويورك بفرصة وجود هذه الاحجار كأفضل طريقة عملية لنقل الطاقة في الكرة الارضية قبل ان ينتقل الى باريس والرياض وهونغ كونغ من اجل التأكد من ان هذه الاحجار ومن يلمسها يعمل لصالح العالم

 في مواجهة الدكتور رمزي يحاول رجل يدعى رغال وضع يده على هذه الاحجار ليحصل على قوتها من اجل السيطرة على العالم ويأتي اسمه من "ابو رغال" الذي دل ابرهة الاشرم عندما غزا الحجاز في عام 570 على طريق البيت الحرام في الكعبة قبل ان يدفن في قبر على الطريق.
   وقال المطوع ان كل قصة تعالج مشكلة معينة وتنتهي بعبرة تساعد الاطفال على ايجاد طرق لحل النزاعات عبر شخصيات مثل "جبار" القوي و" مميتة " المقاتلة المزاجية و"وداد" التي تحمل سلاح الحب و"سميع" في قوة اذنيه و"نصير" بعيونه و " نورا " العارفة بأمور الناس.
   فالشخصية المحببة عند الاطفال هي " جبار" الذي يحل المشاكل بقوته لكنه يدرك ان لهذه القوة حدودا ولا تحل المشاكل وحدها بل تحتاج بعض المواقف الى التعاون والحكمة والشخصيات نفسها تتنازع في داخلها قبل ان تقف في النهاية الى جانب الدكتور رمزي.
   ويساهم في الكتابة اسماء امريكية كبيرة في هذه المهنة مثل كاتب "اكس من " فابيان نيسييزا .
   وبين المطوع انه حريص جدا مع فريق عمله على عدم الخروج على التقاليد العربية والاسلامية في ما يتعلق بالثياب والمشاهد لان هذه القصص موجهة الى فئة من القراء تتراوح اعمارهم بين العاشرة و16 عاما.
   وقال المطوع ان فكرة ال99 هي "ملكية فكرية كويتية تصل الى العالم عن طريق بيع الرخص " وهي متوفرة في 25 دولة باللغات العربية والانكليزية والاندونيسية والهندية والاردية.

 كما تتفاوض مجموعة (تشكيل الاعلامية) حاليا مع شركة تلفزيونية اوروبية مرموقة لانتاج رسوم متحركة حول القصص لتوزع حول العالم وابدت حتى الان محطات تلفزيونية اسيوية استعدادها شراء هذه البرامج.
   وقال المطوع ان " هناك اهتماما كثيرا في الغرب وحكوماته " في مشروع ال99 الذي جذب انتباه وسائل الاعلام والحكومات الاجنبية الا انه اشار الى قيام وزارة الاعلام السعودية بتوزيع هذه القصص في المملكة.
   كما بين الاهتمام الكبير بالاستثمار في الكويت متمنيا أن تلقى مجموعة القصص " دعما معنويا من الحكومة وتقدير الرسالة التي احاول ايصالها الى العالم " وخاصة ان مجموعة ال 99 ستمثل دولة الكويت في مهرجان الثقافة العربية في مركز كيندي بواشنطن العام المقبل.
   ووزع في الكويت حاليا حوالي 1500 نسخة من المجموعة بالعربية والانكليزية كما قامت الجامعة الامريكية في الكويت بتدريس صف عن فكرة ال99.
   ونشرت "مجموعة تشكيل الاعلامية" التي تعمل برأسمال قيمته اربعة ملايين دينار كويتي 17 قصة حتى الان بمعدل واحدة شهريا يوزع حوالي 100 الف نسخة منها في الشرق الاوسط تقسم بين 20 الفا من قصص ال 99 بالانكليزية والعربية والباقي قصص ل" باتمان" و "سوبرمان" و"سبايدرمان" وغيرها من ابطال قصص الاطفال.
   وبعد شهرين ستبدأ مجموعة تشكيل بانشاء منتزهات في الخليج لفكرة ال99 في مشروع يموله البنك الاسلامي وسيتم افتتاح المنتزه الاول في منطقة الجهراء في اكتوبر المقبل ليصبح المنتزه الاول في الخليج الذي يعنى بموضوع واحد وليس مثل سائر المنتزهات الترفيهية.
   وقال المطوع ان الحافز وراء فكرة ال99 هو "طموح فكري ومادي" طامحا ان تصل فكرته الى مستوى عالم ديزني والعمل لبناء شركة تقف قوية قادرة على توصيل رسالة اجتماعية الى العالم.
   واضاف ان "طموح الطفل العربي يتغير عندما يقرأ هذه القصص ... حتى لو تمكنا من ابعاد هذا الطفل فقط لخمس دقائق عن مخاوفه اليومية فقط لاعطائه عالما اخر وقدرة على التخيل".(النهاية)

   ج م / ف ف