A+ A-

الركيبي اول عربي يحصل على الدكتوراة الفخرية من الجامعة الامريكية في باريس

لقطة جماعية لوكيل الشؤون المحلية في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي نايف الركيبي وع سفير دولة الكويت لدى فرنسا ومسؤولة من  الجامعة الامريكية في باريس
لقطة جماعية لوكيل الشؤون المحلية في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي نايف الركيبي وع سفير دولة الكويت لدى فرنسا ومسؤولة من الجامعة الامريكية في باريس

من شروق صادقي باريس - 19 - 7 (كونا) -- منحت الجامعة الامريكية في باريس وكيل الشؤون المحلية في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي نايف الركيبي شهادة الدكتوراة الفخرية ويعد الركيبي العربي الأول الذي يحصل على تلك الشهادة الفخرية من قبل الجامعة.
واقيم احتفال بهذه المناسبة في مقر الجامعة الامريكية في العاصمة باريس الليلة الماضية بحضور السفير الكويتي لدى فرنسا علي سليمان السعيد ومسؤولين في الجامعة تم خلالها منح الركيبي ايضا جائزة التميز في الاتصالات وحل النزاع (لويد دي لاماتر).
وكان قسم دراسات الماجستير المشتركة في كل من الشؤون الدولية والاتصالات العالمية في الجامعة الامريكية في باريس اختار الركيبي ليكون مشرفا عاما على برنامج درجة الماجستير في الاتصالات وحل النزاع للطلبة القادمين من الشرق الاوسط.
وتعد شهادة الدكتوراة الفخرية هي اعلى تكريم اكاديمي وهي اعلى من شهادة الماجستير الفخرية التي سوف يتلقاها الركيبي في حفل التخرج السنوي في مايو 2009.
وقال الركيبي في كلمة القاها بهذه المناسبة خلال الحفل الذي اقيم امس ان الاتصالات وحل النزاع هما مفهومان ازدادت اهميتهما خلال العقود الماضية.
وأضاف انه من خلال الاتصالات اصبح العالم اكثر تقاربا نظرا لتنامي التفاعل الدولي على المستويات الرسمية وغير الرسمية حيث "تم انشاء وفتح قنوات جديدة من الاتصالات العالمية الحديثة".
وأكد الركيبي انه في ظل هذه البيئة والتعليم العالي العالمي اثبتت الاتصالات انها "اداة فعالة" اذ تمكنت من جمع الناس من مختلف الثقافات والحضارات للتعلم على ايدي اساتذتهم ومن بعضهم البعض كيفية الاتصال ونزع فتيل التوتر من خلال الحوار الفعال.
وشدد على انه من خلال "تجربتي المتواضعة في التعامل مع الشؤون المحلية في ديوان سمو رئيس الوزراء الكويتي ادركت انه بامكاننا تجنب التوتر من خلال الحوار الفعال اذ ان المشاكل سواء كانت على الصعيد المحلي او الدولي لا يمكن حلها الا من خلال الاتصال الفعال".
وعبر عن سعادته لتدشين برنامج الماجستير في الاتصالات وحل النزاع لطلبة الشرق الاوسط في الجامعة الامريكية في باريس الذي من شأنه ان يساعد على "صقل مفهوم فن الحوار الفعال" والذي من خلاله يصبح الاتصال الفعال "الوسيط الرئيسي في قلب حل الازمات بين مختلف الاطراف".

واعرب عن امله في ان يزداد عدد الطلبة الكويتيين في الجامعة الامريكية في باريس في المستقبل القريب مؤكدا تأييده "الكبير" لذلك مضيفا ان السفير الكويتي في باريس سوف ينسق مع وزارة التعليم العالي في الكويت لتفعيل هذه الخطوة.
وقال الركيبي في مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش الاحتفال انه يقدر عاليا القرار الذي اتخذته الجامعة والثقة التي اولوه اياها عبر اختياره كأول عربي وأول كويتي على وجه الخصوص ليتم ترشيحه لنيل هذه الجائزة المرموقة.
واعرب عن "فخره" بالتكريم الذي ناله من قبل جامعة مرموقة مثل الجامعة الامريكية في باريس قائلا انه تكريم "لبلدي الذي علمني.. وهذا من ثمار الجهود الكويتية" وأهدي الجائزة "الى بلدي والقيادة السياسية الكويتية وسمو رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح اول من علمني كيفية التعامل مع اي نزاع".
واضاف انه يهدي هذا التكريم ايضا الى أسرته لما قدموه له من دعم والى "الجنود المجهولين ممن يفضلون عدم الكشف عن هويتهم".
واعرب عن اعتقاده بان هذا التكريم هو نتيجة "الجهود التي مارستها وتعلمتها على مدار السنوات الماضية" مهديا هذه الجائزة الى أبناء جيله الذي عمل بجد في خدمة دولة الكويت.
من جهته اعرب السفير السعيد عن سعادته البالغة في المشاركة في هذا الحفل الذي اقيم في الجامعة الامريكية في باريس معربا عن فخره الكبير "بأن تكرم هذه الجامعة شخصية كويتية عملت لفترة طويلة في الشؤون المحلية".
واشار الى ان هذا التكريم يدل على ان كل ما يجري في الكويت محل اهتمام جميع دول العالم والمؤسسات الامر الذي أثبته اختيار الجامعة الامريكية في باريس للركيبي الذي يلعب دورا نشطا في الساحة المحلية الكويتية.
واعتبر ان "تكريم الركيبي يعد تكريما للكويت والقيادة الكويتية والشعب الكويتي" معربا عن تأثره بهذا التقدير الذي نالته دولة الكويت والمسؤولين الكويتيين على الجهود التي يمارسونها على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي.
وعلى صعيد متصل اعربت رئيسة شعبة السياسات والحكومات الدكتورة سوزان اتش بيري في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عن سعادتها لقبول الركيبي هذه الجائزة لانه يعتبر بمثابة قدوة ممتازة يحتذى بها مشيرة الى ان العديد من الطلبة الكويتيين هنا يدركون العمل الذي يقوم به ويتابعونه منذ سنوات عدة.
واشارت الى ان هذه الجائزة "ترمز الى ايماننا بأن التعاون المتعدد التخصصات - الذي يشبه الى حد كبير التعاون الدولي - هو الطريق الى المستقبل" مضيفة اننا بمنح هذه الجائزة الى الركيبي نقوم بافتتاح برنامج الماجستير أيضا الذي سوف يعد الشباب لمواجهة تحديات الغد.

واضافت الدكتورة بيري انه بوجود العشرات من الطلبة الكويتيين في الجامعة "نعتقد ان لدينا صلة قوية بمنطقة الشرق الاوسط" معربة عن املها في ان نتمكن من زيادة التبادل التعليمي والفكري بين المنطقة واوروبا والولايات المتحدة.
واوضحت ان برنامج الماجستير الموحد الجديد "يتطلع الى معرفة هؤلاء الافراد الذين بامكانهم احداث فرق في تنمية المجتمع المدني والاستخدام المبتكر للاتصالات داخل البنية التقليدية المحلية مثل الديوانية في الكويت فضلا عن الاشخاص الذين نرى انهم يعملون ليس من اجل الديمقراطية فقط وانما من اجل مجتمع اكثر ملاءمة".
واشارت بيري الى ان الركيبي يتمتع بخبرة طويلة في المجال الصحافي والسياسي ما منحه الفرصة "لاستكشاف- ومن مسافه قريبة- الصيغة الفريدة لبنية التوافق في المجتمع المدني التي تعد جزءا لا يتجزأ من ثقافة الكويت الا وهي الديوانية".
واضافت ان برنامج الماجستير الجديد في الاتصالات وحل النزاع هو برنامج مشترك بين التخصصات التي تتم عبر الاتصالات في الشؤون الدولية للنظر في كيفية تأثير الاتصالات على تشكيل السياسة العامة وفي تطوير العلاقات بين البلدان.
وقالت بيري في كلمة وجهتها بهذه المناسبة ان الركيبي يعتبر "شخصية رئيسية في حل الصراع السياسي الداخلي في الكويت".
وأكدت انه كرس طاقاته في العمل على ارض الواقع لجعل الكويت نابضة بالحياة الديموقراطية ودولة غنية بالمجتمع المدني التي تندمج فيها التقاليد الكويتية مع المعايير العالمية في حل الصراع والادارة السلسة للشؤون الداخلية.
واضافت مخاطبة الركيبي ان "الجامعة الامريكية في باريس ترى انك قدوة غير عادية يستلهم منها طلاب الشرق الاوسط الدارسون لدينا والذين يطمحون لان يصبحوا لاعبين رئيسيين في التقدم والحداثة ضمن اطار الثقافة المحلية".
واعتبرت الركيبي "المرشح المثالي لهذا التكريم" باعتباره احد "بناة المجتمع المدني وصانعي السلام".
واختتمت بيري بالقول ان عمل الركيبي - ومنذ فترة طويلة - مثير للاعجاب الوظيفي في خدمة الكويت حيث لديه خبرة متنامية في ادارة السياسة الداخلية وتسوية النزاعات ما دفعه الى تقلد مثل هذه المناصب الحكومية الرفيعة وان يكون ضمن الفريق التنفيذي لسمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح.(النهاية) ش ص / م ه ا