A+ A-

عادل ..احتمال شن هجوم عسكري امريكي على ايران مع انه غير مستحيل الا انه ضعيف

جانب من الحضور أثناء المؤتمر الصحافي لرئيس مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور غلامعلي حداد عادل
جانب من الحضور أثناء المؤتمر الصحافي لرئيس مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور غلامعلي حداد عادل

الكويت - 10 - 6 (كونا) -- قال رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور غلامعلي حداد عادل اليوم ان احتمال شن هجوم عسكري امريكي على بلاده "مع انه غير مستحيل الا انه ضعيف".
واستبعد عادل الذي يزور البلاد في مؤتمر صحافي عقده في مقر جمعية الصحافيين الكويتية "ان تقدم الولايات المتحدة بعد تجربتها في افغانستان والعراق على اعادة المحاولة للمرة الثالثة في ايران" معتبرا ان ما يثار في بعض وسائل الاعلام عن "اتفاق خلف الكواليس" مجرد "شائعات".
وذكر انه في حال توجيه ضربة عسكرية امريكية الى ايران من القواعد العسكرية داخل المنطقة "فانني اقول ان اصدقاءنا في المنطقة بما فيهم دولة الكويت يعلمون جيدا اننا لن نستخدم مطلقا امكانياتنا لشن اي هجوم على اي بلد من البلدان الجارة لنا".
واردف قائلا "اثبتنا احترامنا لسيادة الكويت عندما شن صدام هجومه على هذا البلد الجار والصديق .. وهذا الموقف الايراني حصل وتبلور في الوقت الذي شهدنا ان هناك العديد من البلدان العربية لم تحترم سيادة دولة الكويت".
وتابع يقول "نستبعد ان تقوم البلدان الجارة بمثل هذه الاعمال وان تسمح باستخدام اراضيها من اجل استهداف ايران عسكريا..لكن وبرغم كل ما ذكرت فنحن نعتبر ان احتمال شن هجوم عسكري امريكي على ايران هو احتمال ضعيف".
بيد انه استدرك قائلا "لكن اذا حصل هذا الشيء على ارض الواقع فسنضطر الى الدفاع عن وطننا وانفسنا ومن الطبيعي عندما يشن أي هجوم من أي قاعدة على ايران فسوف يتوجه الرد الايراني الى تلك القاعدة".

وقال عادل ردا على سؤال عن محادثاته مع المسؤولين الكويتيين لم تتطرق الى الملف النووي الايراني مضيفا ان الكويت اميرا وحكومة سبق ان اكدت حق بلاده في استخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية وقناعتها بأن هذه المسألة وهذا الملف يتم التعاطي معهما بالحوار وان الخيار العسكري مرفوض وغير مقبول.
وحول وجود خلافات في وجهات النظر بين المسؤولين الايرانيين حول الملف النووي قال "من الممكن ان تكون التعابير مختلفة يذكرها المسؤولون بين حين وآخر لكن من حيث المبدأ فان أسس ومرتكزات الرؤى متطابقة وموحدة".
وعلى صعيد متصل اكد عادل ان بلاده "لن تضحي بقضايا الشعبين العراقي واللبناني من اجل الملف النووي" مشددا على ان "كلامنا وتصريحاتنا في ما يتعلق بالملف النووي الايراني كلام واضح ومحق ولا تعوزنا أي مساومة من اجل التعامل مع هذا الملف".
ومضى الى القول "لسنا بحاجة الى ان نلعب على ورقة العراق او لبنان من اجل تعاطي الملف النووي الايراني" قبل ان يكمل بقوله "لكل موضوع شأنه الخاص والشعبين العراقي واللبناني يثقون بايران ويعلمون اننا لا ولن نضحي بمصالحهما استنادا الى ايماننا بالتعاليم الاسلامية".
وردا على سؤال عن حرية التعبير في ايران اكد ان الصحف اليومية الايرانية خير شاهد على حرية التعبير والكتابة واختلاف وجهات النظر والانتقاد للسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.
ومضى يقول "ارباب الصحافة في ايران يعلمون أنه من اجل صون حرية التعبير وتفادي تكبيلها ومنع تحويلها الى عمل فوضوي فانه يتعين عليهم مراعاة القانون والضوابط".
كما اعرب عن اعتقاده بان ذلك "يشكل قاعدة على المستوى العالمي وفي أي مكان توجد فيه الحرية فينبغي ان تكون مشفوعة بالقانون".

وعلى صعيد متصل اشاد عادل بالتعاون الامني بين الكويت وايران مؤكدا ان مباحثاته مع المسؤولين الكويتيين تطرقت الى موضوع ترسيم حدود الجرف القاري بين البلدين.
وقال في هذا السياق ان الجانبين اعربا عن استعدادهما لمتابعة المحادثات من اجل حل المسألة بصورة نهائية" مشددا على ان الموضوع "لا يمكن اعتباره مشكلة كبيرة بين البلدين".
كما اكد ان ايران تلقت تأكيدات وتطمينات صريحة من بعض دول الخليج بأنها لن تسمح باستخدام القواعد الامريكية على اراضيها في حال شن هجوم على ايران مضيفا ان "بعض البلدان في المنطقة طرحت في برلماناتها موضوع تأكيد اهمية عدم السماح لآي دولة باستخدام قواعدها من أراضيها لشن هجوم على ايران".
وتابع يقول "هذا الموضوع طرح ايضا في بعض البرلمانات العربية..ونحن لم نتطرق الى هذه القضية في محادثاتنا مع المسؤولين في دولة الكويت لان احتمال الهجوم ضعيف اضافة الى عدم وجود ضرورة للتطرق الى هذا الموضوع".
وبشأن ما نسب الى وزير الخارجية الايراني من انه في حال وقوع أي عدوان على ايران ستكون كافة المصالح الامريكية في المنطقة معرضة للخطر اوضح ان التصريح كان لمعاون وزير الداخلية الايراني ومفاده انه من الطبيعي ان يقوم أي بلد تتعرض مصالحه الى اخطار "بشن هجوم ضد مصالح العدو مراعاة لمبدأ المعاملة بالمثل".
وقال ان التصريحات التي وردت على لسان الرئيس الايراني بشأن اسرائيل لا تعني ان ايران لديها نية القيام بعمل عسكري ضد اسرائيل "بل ان اسرائيل وبشكل طبيعي تسير نحو التداعي والزوال لانها تتواجد في المنطقة ظلما وعنوة وعلى اساس باطل ومن الواضح والجلي بان كل باطل يسير نحو الزوال والتداعي ونحن نشهد ذلك من خلال تنامي المقاومة ضد ذلك الكيان".
وتابع "هذا الكلام لم يرد على لسان الرئيس الايراني فحسب بل ايضا من داخل اسرائيل ايضا".
وقال ردا على سؤال عن المناورات الامريكية-الاسرائيلية في صحراء النقب الفلسطينية ان التعاون العسكري الامريكي-الاسرائيلي ليس بجديد ويعود الى اكثر من 60 عاما.
وحول نتائج زيارته للكويت اكد انها كانت فرصة للجانبين لتأكيد ضرورة تفعيل وتعزيز العلاقات القائمة بين الحكومتين والشعبين والعلاقات الاقتصادية والثقافية معربا عن رضاه التام ازاء نتائجها التي وصفها بانها "ايجابية للغاية".

واشار عادل الى ان وجهات النظر في اللقاءات التي عقدها مع سمو امير دولة الكويت بحضور سمو ولي العهد واجتماعه مع رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي وسمو رئيس مجلس الوزراء الذي حضره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية كانت متقاربة.
وقال في هذا الصدد انها "كانت متماثلة بين الجانبين الى حد بعيد..وما من عقدة غامضة ومعقدة في العلاقات بتاتا..وكل المباحثات كانت تتمحور حول توثيق وتمتين وتطوير العلاقات بين الجانبين".
واشاد بالعلاقات "المميزة والفريدة" القائمة بين ايران ودولة الكويت مؤكدا انه وفي الاشهر القليلة الماضية زار الكويت العديد من المسؤولين الايرانيين رفيعي المستوى منهم الرئيس احمدي نجاد والنائب الاول لرئيس الجمهورية ووزير الخارجية منوشهر متكي ورئيس الجمهورية الايرانية السابق محمد خاتمي.
وقال ان زيارته هذه تأتي بدعوة من رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي الذي زار ايران في العام الماضي وشارك في اجتماع الاتحاد البرلماني الاسيوي.
واستذكر عادل ان احد القواسم المشتركة بين البلدين هو المعاناة نتيجة عدوان صدام معتبرا ان "هذا القاسم يمهد الارضية لمزيد من التعاون الوثيق لتسوية المشاكل القائمة حاليا على الساحة العراقية" التي قال ان محادثاته مع المسؤولين الكويتيين تطرقت اليها ايضا.
وعن الوضع الاقتصادي في ايران اكد وجود تعاون "وثيق" بين الحكومة الايرانية والبرلمان لاحتواء ما يشهده الاقتصاد الايراني من تضخم والدفع تجاه تحسين المستوى المعيشي للمواطن الايراني.
كما قال انه من السابق لاوانه الحديث عن نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية المقبلة والتوقعات بشأنها "لان هناك حرية كاملة في ايران..لذا فان من الصعب التنبؤ بنتائج أي حدث".
واعاد دعوة بلاده الى المزيد من التعاون بين البلدان الاسلامية الكبيرة بما فيها مصر والسعودية لتسوية القضايا التي تنتاب العالم الاسلامي "وعلى استعداد ايران للمشاركة في مثل هذا التعاون والتنسيق..ونحن اثبتنا جهوزية ايران للمشاركة في مثل هذا التعاون في مختلف الاوساط والمجالات".
وحول الاستجواب المقدم لوزير النفط الكويتي شدد حداد عادل على ان هذا الموضوع "شأن داخلي لدولة الكويت واي قرار يتخذه المسؤولون الكويتيون نكن له الاحترام ولا نتدخل في الشؤون الداخلية للكويت".
وابدى اعجابه بفكرة الديوانيات في الكويت التي قال انها "تبرز العلاقة الوثيقة بين هذا التقليد والديمقراطية العريقة التي تتمتع بها دولة الكويت" مشيدا بنشاطات (مكتبة البابطين) وما تقدمه للشعر العربي والتراث. (النهاية) م ش / ب ش ر كونا102145 جمت يون 07