A+ A-

تحويل موروثات صياد دمشقي شهير الى متحف للعلوم في العاصمة السورية دمشق

جانب من مئات من الحيوانات والطيور والاسماك النادرة التي اصطادها الصياد الدمشقي الشهير حسين الايبش
جانب من مئات من الحيوانات والطيور والاسماك النادرة التي اصطادها الصياد الدمشقي الشهير حسين الايبش

من طلال الكايد دمشق - 23 - 7 (كونا) -- حولت الجهات السورية المعنية موروثات صياد دمشقي شهير الى متحف للعلوم المدرسي يزوره الاف من طلاب المدارس والمعاهد وهي عبارة عن محنطات نادرة لحيوانات اصطادها خلال رحلات مثيرة على مدى 12 عاما.
واصطاد الصياد الدمشقي الشهير حسين الايبش مئات من الحيوانات والطيور والاسماك النادرة في رحلات الى غابات افريقيا والهند وغيرها وبعد مضي نصف قرن على اصطيادها وتحنيطها افرج اخيرا عنها.
وقام الايبش بتحنيط تلك الحيوانات والطيور على نفقته الخاصة في اهم مخابر بريطانيا وقرر وقبل وفاته في ستينيات القرن الماضي اهداءها لمحافظة مدينته دمشق على ان تقيم لها متحفا ولكن المحافظة لم تحقق الحلم على مدى السنوات الماضية.
وتعرض الكثير من هذه المقتنيات النادرة للتلف والتخريب بفعل الزمن وسوء التخزين فجاءت مبادرة وزارة التربية السورية التي قررت اقامة متحف خاص لعرضها في حي القصور الدمشقي اطلقت عليه اسم متحف العلوم المدرسي ليضاف هذا المتحف النادر والنوعي الجديد الى سلسلة متاحف دمشق العشرة.
وفي زيارة الى المتحف قال المشرفون عليه في لقاء اجرته معهم وكالة الانباء الكويتية (كونا) بعد تحديد مكان المتحف الجديد "واستلامنا المئات من مقتنيات الصياد الايبش من حيوانات وطيور نادرة مر العمل من اجل تجهيز المتحف بمراحل صعبة تضمنت ترميم واصلاح من الناحية الفنية والصحية والبيئية وباشراف اختصاصيين وفنانين تشكيليين تم اعداد المتحف بطابقه العلوي لعرض تلك المقتنيات ".
واضافوا "تم اعتماد اسلوب الواقع وامتلأت الجدران بنماذج من اوراق واغصان الاشجار من بيئة المقتنيات بحيث يشعر الزائر وكأنه يدخل في غابات ومجاهل افريقيا والهند والامازون كما يسمع مؤثرات صوتية طوال الوقت يشعر معها انه يتجول فعلا في هذه الاماكن البعيدة وان هذه الاصوات تصدر فعلا عن هذه الحيوانات والطيور مع صوت حفيف الاشجار اضافة لاستخدام اضاءة بشكل علمي وفني تعكس خيال الاشياء المعروضة".
وجهز بهو الطابق السفلي بالكراسي وشاشة عرض لاستقبال الوفود الزائرة حيث يتم عرض فيلم فيديو عن مقتنيات المتحف وعن حياة الصياد الايبش والذي ضم المتحف ايضا صورا نادرة له في رحلات الصيد.

وأوضح القائمون على المتحف في حديثهم ل(كونا) ان المتحف يضم 400 حيوان وطير محنط من فصائل نادرة منها رؤوس لزرافات وفهود وأسود ولبوات وغزلان وضباع وجاموس وحمار الوحش ووحيد القرن وثعالب وخرطوم فيل ونابه وذيل كركدن واذن فيل على شكل طاولة ورؤوس خنازير وسمكات وغيرها من المعروضات.
اما عن حياة الصياد الشهير حسين الايبش فهو ولد بدمشق في العام 1884 ودرس في مدارسها ثم حصل على الشهادة الجامعية في التجارة من الجامعة الامريكية في بيروت عام 1906.
وكان من ابرز ابطال رياضات القوى والسباحة في حياته الجامعية واشتهر بأعماله الزراعية الواسعة كما اشتهر بمهارته في الرماية والصيد اذ شغف بصيد الوحوش الكاسرة في مجاهل افريقيا والهند في رحلات مثيرة دامت 12 عاما (1914-1926) ونال العشرات من الاوسمة الدولية والمحلية وتوفي في العام 1967.
وتحدث العديد من جيرانه في حي ركن الدين الدمشقي عن بطولات الايبش التي تصل حد الاساطير والتي سمعوها عن ابائهم واجدادهم اذ لم يكن الايبش ميسور الحال ولكنه كان يمتلك قوة عضلية هائلة.
وفي بدايات القرن العشرين سمع ان الابنة الوحيدة لوالي دمشق انذاك عمر باشا خطفت على يد عصابة دولية ونقلوها الى المانيا لابتزاز والدها الوالي فقام الايبش بالتعهد للوالي بتخليص ابنته منهم.
وسافر الايبش الى المانيا ودارت بينه و بين العصابة معركة كبيرة انتهت الى تخليص الفتاة منهم وجاء بها الى دمشق و عندما سأله الوالي السعيد بعودة ابنته عن المكافاة التي يريدها طلب ايبش ان يتزوج الفتاة فوافق الوالي على الفور وبعد وفاة الوالي ورث ايبش املاكا كثيرة وقرى في غوطة دمشق اسس فيها مشاريع زراعية كبيرة.
كما قام برحلات صيد مكلفة كانت يتحاكى بها سكان دمشق تضمنت كيف كان يمسك بنمر او فهد بيديه دون ان تتمكن هذه الحيوانات من مقاومته. (النهاية) ط ك / ن ب ش كونا231541 جمت يول 08