A+ A-

مدينة الجم التاريخية تعيش على وقع المهرجان الدولي للفسيفساء في تونس

ورشة حديثة لتركيب لوحات فسيفسائية يدويا لحرفيين شبان تونسيين مختصين فى القطاع
ورشة حديثة لتركيب لوحات فسيفسائية يدويا لحرفيين شبان تونسيين مختصين فى القطاع

تونس (الجم) - 25 - 4 (كونا) - تعيش مدينة الجم التاريخية بولاية المهدية بالوسط الشرقى لتونس حاليا على وقع فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولى للفسيفساء الذي اشرف على افتتاحه وزير التجارة والصناعات التقليدية التونسي رضا التويتي بالقصر الرومانى الاثري في المدينة.
ويشتمل برنامج المهرجان الذي يستمر حتى يوم الاحد المقبل ويحظى باهتمام داخلي وخارجي على تنظيم سوق للفسيفساء التونسية ومعارض لقطع فسيفسائية قديمة من العهد الروماني ولمجموعات من اللوحات الفسيفسائية أعدها خبراء وحرفيون من تونس والخارج ولنماذج من اللوحات الفسيفسائية التى انجزها باحثون وطلبة من المعهد العالى للحرف والفنون بالمهدية.
كما يتضمن المهرجان معرضا لمختلف أصناف الحجارة التونسية وورشات حية حول فن تزويق الفسيفساء وترميمها يشرف عليها خبراء من تونس وايطاليا والبرتغال اضافة الى اقامة ملتقى دولي بمشاركة عدد من الجامعيين والخبراء والمبتكرين ورجال الاعمال التونسيين والاجانب.
ويبحث الملتقى ثلاثة محاور هي "الاصول التاريخية للفسيفساء فى العالم" و"فن وتقنيات الفسيفساء والآفاق الاقتصادية لقطاع الفسيفساء" و"تطوير شبكة أعمال فى مجال الفسيفساء".
وستقام فى اطار المحور الاخير عدة لقاءات بين مؤسسات حرفية تونسية وأخرى من دول عربية وأجنبية مثل ليبيا وفرنسا وايطاليا واليونان بالاضافة الى مشاركة عدد كبير من المهنيين والحرفيين وعشاق الفنون القديمة والحديثة.
ويسعى القائمون على المهرجان من خلال هذه التظاهرة الفنية ذات الابعاد التاريخية والثقافية والاقتصادية ايضا الى حث الحرفيين على ارساء وتنظيم سوق للفسيفساء لدفع هذا القطاع الحيوي والواعد للصناعات التقليدية لا سيما من خلال دعم مختلف الاطراف المعنية بقطاع الفسيفساء لتأسيس مجلس حرفة لمزيد تنظيم القطاع وتسجيل علامة جماعية خاصة بفسيفساء مدينة الجم "عاصمة الفسيفساء" التونسية بالمعهد الوطنى للمواصفات والملكية الصناعية ثم بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية لحماية المنتوجات الفسيفسائية التونسية.
وشهدت صناعة الفسيفساء التارخية والعريقة جدا منذ العصور البونية والبونيقية والرومانية القديمة في تونس تطورا ملحوظا خلال السنوات القديمة لتصبح جزءا محوريا من مكونات فن العمارة والبناء والتزويق للبيوت والمطاعم والفنادق والتجمعات السكنية والتجارية والوحدات المعمارية باشكالها وانواعها المختلفة

 - ويبرز ذلك من خلال انتشار ورشات تركيب الفسيفساء واعداد لوحات فسيفسائية مستوحاة من المناظر الفسيفسائية الرومانية الاثرية القديمة او من ابداعات الحرفيين المختصين لا سيما من خريجي المعهد العالي للدراسات التطبيقية.
يذكر فى هذا السياق ان قطاع الفسيفساء التونسى يضم حاليا حوالي 500 حرفى و30 مؤسسة منها مؤسسة واحدة مصدرة كليا حتى الان ما رفع قيمة صادراته نحو ايطاليا والولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وهولندا والمانيا الى حوالى 7ر2 مليون دينار تونسي اي ما يعادل نحو 3ر2 مليون دولار خلال السنة الماضية.
ويجمع علماء الاثار والمؤرخون المختصون من تونس والخارج على ان البلاد التونسية تحتوي على اكبر مخزون تاريخي وتراثي وكنوز عديدة ومتنوعة من الفسيفساء في العالم اثبتتها نتائج الحفريات التي اجريت في العديد من المناطق والمدن الاثرية القديمة.
ويحتوى متحف باردو الوطنى بالعاصمة على اضخم مجموعة فسيفساء من العصور البونية والبونيقية والرومانية والقرطاجينية والاغريقية اليونانية.
كما تحتوى مدينة الجم وقصرها الاثري الرومانى المعروف عالميا على مجموعة اثرية وتاريخية قديمة وضخمة ايضا من الفسيفساء لا سيما من العهد الروماني ما جعل هذه المنطقة قطبا رئيسيا لتطوير فنون الصناعات التقليدية والحرفية اليدوية لتركيب وصناعة الفسيفساء في العالم.
الى جانب مدينة الجم تعد منطقة "لبتيس الصغرى" الرومانية قديما "لمطة" ضمن "ليبتس الكبرى" التي تشمل حاليا "صيادة" ومدنا اخرى بالساحل الشرقي التونسى حديثا من اكثر المناطق التونسية ايضا ثراء من حيث الكنوز واللوحات الفسيفسائية الاثرية القديمة والثمينة تاريخيا وحضاريا والتى تم تجميعها فى متحف لمطة الاثري بالمنطقة.
ومن اهم ما تحتويه هذه المجموعة التي تشهد اقبالا كبيرا من جانب زوار المتحف من التونسيين او من السياح الاجانب لوحات من الفسيفساء النادرة لكنيسة رومانية قديمة تم اكتشافها بمنطقة صيادة وعددا من اللوحات الاخرى التي تكشف عن الرونق الذي بلغه فن التزويق المعماري الفسيفسائي وتعرض مواضيع ميثولوجية كالفصول والالهة ومحاور مرتبطة بمواضيع يبدو انها كانت محبذة كثيرا فى تلك العصور القديمة كالخصب والوفرة.(النهاية) ن م / ا ع م كونا251227 جمت ابر 08