من عمر الحلبي بيروت - 8 - 6 (كونا) -- دخل وباء نقص المناعة المكتسبة (ايدز) الى لبنان سنة 1984 حيث جرى تشخيص اول اصابة به ومنذ ذلك الحين بدأ العدد يزداد الى ان بلغ في شهر ديسمبر الماضي 985 اصابة بالعدوى .
وبدأ الانتشار المحلي للفيروس القاتل واقعا اذ ان 49 في المائة من الاصابات هم لدى اشخاص ليس لهم اي علاقة بالسفر او الاغتراب مع ان عددا كبيرا من الاصابات المبلغ عنها في فترة التسعينات كان لاشخاص لهم علاقة بالسفر والهجرة الى مناطق مستوطن فيها الوباء (حوالي 39 في المائة من الاصابات) .
وتعتبر طريقة انتقال الوباء الاكثر انتشارا هي عبر العلاقات الجنسية اذ ان 72 في المائة من الاصابات يتم عبر الجنس وتشكل العلاقات الجنسية المختلطة 52 في المائة من الاصابات .
وتتركز اكثرية الاصابات في الفئة العمرية بين 31 و50 سنة خصوصا لدى اولئك الاشخاص من الذكور والاناث الذين يتعاطون المخدرات بالحقن الوريدي وعاملات الجنس والمساجين والمثليين الجنسيين .
وقال رئيس البرنامج الوطني لمكافحة الايدز في وزارة الصحة اللبنانية الدكتور مصطفى النقيب لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هناك عددا كبيرا من الممارسات الخطرة المتعلقة بالسلوك الجنسي والتشارك في ادوات حقن المخدرات متوقعا ان يزداد انتشار وباء الايدز في حال لم تتخذ التدابير اللازمة .
واشار الى تزايد العلاقات الجنسية لدى الفئات العمرية المنخفضة "ما يشكل خطرا على فئة الشباب في حال تدني مستوى المعرفة لديهم عن مرض الايدز".
وذكر النقيب ان عدد الاصابات المسجلة لدى وزارة الصحة حتى اواخر عام 2006 بلغ 985 اصابة وهي موزعة بين 82 في المائة من الرجال و18 في المائة من النساء كاشفا ان 55 اصابة جديدة سجلت منذ بدء عام 2007 ما يدل على ان هناك تزايدا مطردا في اعداد المصابين بمرض الايدز رغم الاجراءات العملية والمحاولات لكبح جماح هذا المرض .
واضاف ان عدد مرضى الايدز في لبنان هو اكبر بثلاثة اضعاف على الاقل من الاصابات المسجلة لدى وزارة الصحة اي اكثر من ثلاثة الاف اصابة.
وقال ان البرنامج الوطني لمكافحة الايدز يقوم حاليا بمفاوضات مع البنك الدولي من اجل الحصول على دعم مادي اضافي بشكل هبة لتامين استمرارية مشاريعه السابقة المدعومة من البنك الدولي نفسه لمكافحة هذا المرض عبر تنفيذ برامج التوعية المتعددة وتأمين الدواء الثلاثي الاساسي للمرض
وينشط في لبنان عمل الجمعيات الدولية والمحلية لمكافحة هذا المرض اذ يقوم برنامج عمل الامم المتحدة لمرض الايدز بحملات التوعية والعمل مع الاشخاص الذين يتعاطون المخدرات من خلال الابر والاناث العاملات في الملاهي الليلية المنتشرة من خلال حملات التوعية والعمل معهم على الارض.
وقال برنامج الامم المتحدة في دراسة له ان الهدف من هذا العمل "هو تسهيل اعتماد برنامج الايدز للحد من المخاطر واعتماد التصرفات السليمة عند هذه الفئة الاجتماعية كذلك خلق جو من الدعم لتامين استمرارية تطبيق هذه القواعد والتصرفات عند تلك الفئات".
من جهة ثانية يقوم البرنامج الوطني لمكافحة الايدز في لبنان بتنفيذ عدد من المشاريع مدعوما من جهات عالمية تهدف الى تقوية جهاز المراقبة والتقييم والاحصاء الوطني لمرض الايدز والقيام بمشاريع لزيادة المعلومات عن الايدز وطرق الوقاية منه وتحسينها عند الاحداث في السجون وتشجيع القيام بحلقات توعية عن الايدز عند طلاب المدارس الخاصة والرسمية .
كما يهدف الى تقوية قدرات الجمعيات الاهلية المحلية وشركائها بشكل يمكن الجميع من ادخال وتنفيذ برامج تتوجه الى القيام بنشاطات التوعية والوقاية عند الفئات الاكثر عرضة للخطر ومراقبة وتقييم نشاطات توزيع الادوية لمرضى الايدز والتاكد من الحفاظ على مخزون كاف من الدواء.
وذكرت دراسة صدرت اخيرا عن المركز الوطني لمكافحة الايدز ان الاحصاءات المحلية والعالمية للعام 2006 دلت على تزايد مطرد في اعداد المصابين بمرض الايدز لافتة الى ان ديناميكية انتشار هذا المرض تختلف باختلاف المناطق الجغرافية في العالم وان تطور مسيرته الوبائية تتشابه حيثما وجد.
وبينت الدراسة فشل معظم وسائل مكافحة مرض الايدز في الحد من انتشار المرض على المستوى العالمي نظرا لسوء تقدير عدد الحالات الفعلى .
وقالت انه "لم يتم الانتباه الى حالات الاصابة غير المعروفة التي تشكل بمجملها غالبية الاصابات المقدرة في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط والعالم انما كان التركيز على الحالات المبلغ عنها وعليه كانت ترسم الخطط والمشاريع لمكافحة هذا المرض".
وتقوم استراتيجية البرنامج الوطني لمكافحة الايدز على ثلاثة اهداف اساسية هي الفحص المخبري الطوعي المجاني واجراء عملية توعية قبل وبعد الفحص من قبل مرشد صحي ونشر المعرفة عن كيفية تقليل المخاطر من الاصابة بفيروس الايدز.(النهاية) ع ح / ز ع ب