A+ A-

المناهج الدراسية والحقائق السياسية بين العراق والكويت

لار0016 4 0412 /كوناطمك31 تربية/كويت/عراق/منهج المناهج الدراسية والحقائق السياسية بين العراق والكويت من محمد الغزي ومحمد الحشاش الكويت 3 3 (كونا) -- في تاريخ الشعوب المختلفة تلعب المناهج الدراسية دورا مهما في توجيهها واقناعها بالحقائق التاريخية لبلادها كما ترسم لها مستقبلها مع الدول الاخرى. وموضوع حقائق الغزو العراقي للكويت من المواضيع المهمة التي تعاملت معها الكويت بحذر وهي تضمها لمناهجهاالدراسية وفي المقابل تغيرت المناهج العراقية بعد سقوط الرئيس العراقي صدام حسين لا سيما المتعلق منها بالكويت لمحو الكثير من المواد المغلوطة . ففي العراق بات الكتاب المدرسي يتأرجح بين تاريخ مزيف ومنهاج مشوه وتحولت المؤسسة التربوية الى بيئة هيمن عليها جهازه الحزبي ونظامه لغرس مفاهيم مغلوطة واستغلت المناهج الدراسية للترويج لافكار صدام وممارساته وتمجيد سياساته وحروبه . وكان ما لجات اليه اول حكومة عراقية اعقبت الاطاحة بنظام صدام هو تغيير تلك المناهج للتخلص مما وصف بانه "تركة ثقيلة " فابتدأ تغيير المناهج الدراسية العراقية بتمزيق صور الرئيس البائد مرورا بالغاء ثقافته "الحزبية القومية الاشتراكية "وتواصل بازالة ما اعتبر انه تبعيث وعسكرة للمؤسسة التربوية بمختلف اشكالها . والغت وزارتا التربية والتعليم معظم المناهج الدراسية التي كانت تدرس ابان نظام صدام وكانت ملغمة كما ساحات بغداد وشوارعها بشعارات صدام وافكاره التي سعى لتكريسها وكان الغاء تلك المناهج الطريقة الوحيدة التي امكن تطبيقها في العام الاول لما بعد التغيير ولحين انجاز الكتب المدرسية والتعليمية البديلة . وقال وزير التربية العراقي الدكتور خضير الخزاعي " قامت وزارة التربية بحذف كل ما يتعلق بممارسات النظام البائد واخطائه كما اوقف التعامل مع الابواق الاعلامية لصدام حسين " . اما وزير التربية وزير التعليم العالي السابق الاستاذ الدكتور سامي المظفر فانه قال "غيرنا جميع المناهج التي تمجد النظام البائد وخاصة شخص الرئيس المخلوع اذ كانت مناهج التربية الوطنية مكرسة لفكر ذلك النظام ولفكر رئيسه " . وشاطرهما الراي وزير التعليم العالي في حكومة اياد علاوي المؤقتة الدكتور طاهر البكاء موضحا ان " اجراءات تغيير المناهج الدراسية بدأت بالغاء المناهج التي كانت تدرس فكرا أحاديا وتروج لأيديولوجية النظام البائد " . واشار الى انه جرى الغاء مادتي " الثقافة القومية الاشتراكية " و " فكر القائد " وكانت الاولى تكرس لفكر حزب البعث المنحل فيما تروج الثانية لافكار صدام وتؤلهه وهما مادتان فرضتا على طلبة الجامعات العراقية بواقع ساعتين لكل اسبوع . وقال رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب العراقي الدكتور علاء مكي " ازيلت هذه المفاهيم قطعا بشكل اولي كاجراء سريع منذ البداية لتغيير وضع الدولة ومنهجها واتجاهها السياسي كون هذه المفاهيم باتت عائقا ولا تمثل فكر الشعب العراقي ولا تعبر عن ضميره ". واوضح الدكتور محسن عبد علي مدير عام المناهج في وزارة التربية وهي الجهة المسؤولة والمشرفة على عملية تغيير المناهج الدراسية ووضع البديل لها ان خطة شاملة ودقيقة وواضحة بدئ العمل بها لاجراء التغيير في المناهج تتضمن اولا حذف كل ما يمت بصلة الى النظام السابق من مفاهيم وعبارات وافكار وتاسيس لتاليف كتب منهجية جديدة مبني على قاعدة علمية سليمة تتضمن وضع الفلسفة التربوية الجديدة التي هي الان قيد الاقرار . واشار عبد علي الى ان من بين مقولات صدام العدوانية التي حاول جاهدا تسويقها اعلاميا وتاريخيا هي اعتبار غزوه الكويت " فتحا وتحريرا " محاولا تبرير اخطائه والالتفاف على الحقائق فقام بطبع الخرائط التي تظهر ضم الكويت الى العراق وكانها جزء منه . وتابع ان بعض الكتب في المناهج التاريخية والادبية تمجد الاعتداء على الكويت بوصفه" نصرا " ويبرر ذلك بحجج واهية . وقال وزير التربية العراقي الحالي الدكتور خضير الخزاعي " حذفنا كل ما يتعلق بغزو الكويت من المنهج في المدارس العراقية ومنذ اول يوم للتغيير " . واضاف الخزاعي ان "كل عبارة فيها مديح لصدام ولاجراءاته التعسفية سواء كانت ضد الشعب الكويتي او ضد الشعب العراقي او ضد الجارة ايران حذفت اساسا من المنهج ولم يعد لها وجود لا في الكتاب ولا في وسائل الايضاح ولا في قاعات الدرس " . وتابع " تم حذف والغاء جميع الخرائط ووسائل الايضاح التي وضعها صدام وسوق فيها فكرة ان الكويت جزء من العراق .. تم حذف اي خرائط مبنية على الباطل " ماضيا الى القول " لا نريد ان نعلم ابناءنا على الباطل ولا نريد ان نتعامل بالطريقة التي يتعامل بها صدام ". من جهته اكد الدكتور علاء مكي رئيس لجنة التربية والتعليم في البرلمان العراقي انه تم رفع الخرائط ووسائل الايضاح الاخرى التي تعبر عن رؤى وافكار تتعارض مع المتعارف عليه دوليا . واشار وزير التعليم العالي السابق الدكتور طاهر البكاء الى ان بعض مفردات تدريس الجغرافيا تغيرت وخاصة فيما يتعلق بتغير الخرائط وتقسيم الحدود موضحا ان النظام البائد غير خارطة العراق عندما دخلت القوات العراقية الى الكويت وطبع الاف الخرائط الجديدة التي توضح الكويت وكأنها جزء من العراق . وقال "سرعان ما الغيت هذه الخرائط بعد ان اعترف النظام السابق بالكويت بفعل الضغوط الدولية التي تعرض لها " . واشار الدكتور علاء مكي الى اهمية دراسة موضوع غزو الكويت " وفقا لمفهوم حضاري وطني انساني شامل وانه ينبغي ادانته بوصفه اعتداء على شعب عربي مسلم وبلد جار وشقيق " . واكد الدكتور خضير الخزاعي وزير التربية الحالي ان " ما فعله صدام في المنهج الدراسي هو في الاصل لي لذراع الحقيقة ولي لذراع التاريخ وهو ما لا نريده وما لا نتبناه " . وعلى المستوى الكويتي اكد الموجه العام لمادة الاجتماعيات في وزارة التربية حسن حسين احمد ان اي تغيير في الامور المتعلقة في المناهج لا يتم عشوائيا الا بعد موافقة السياسة العليا للدولة اضافة الى مراعاة السياسات العليا للمنطقة . - وبسؤاله عما اذا كان هناك تنسيق مع الجهات العراقية للتأكد من خلو المناهج الدراسية العراقية الجديدة من كل ما يسيء الى الكويت افاد ان هناك مراسلات بين وزارة الخارجية الكويتية والعراقية لمعرفة ما لدى وزارة التربية العراقية من جديد في هذه المواضيع وما مدى امكانية الغاء اجزاء كثيرة من المقولات المغلوطة عن الكويت . واردف قائلا "اعتقد انهم استجابوا لبعض نداءات وزارة الخارجية الكويتية بتخفيف (العبء الانفعالي في مناهجهم تجاه الكويت) اما على مستوى مناهج الكويت فانه الى الان لم يحصل عليها تعديل او تغير في المصطلحات او في صياغة المادة نفسها" . وحول المصطلحات المتعلقة بموضوع الغزو العراقي للكويت قال ان "هناك ثلاثة مصطلحات تتداول في مركز البحوث لدراستها هي (التضامن العربي ) و(الغزو العراقي) و(الغزو الصدامي) اذ سيتم تحديد او اضافة المصطلح المناسب لوضعه في الكتب التي تؤلف الان . واشار الى ضرورة "ان تكون هناك مصطلحات واضحة في هذه الامور ولكننا الى الان لم نتسلم اي شيء من المركز حول هذه المصطلحات" . وبسؤاله عن البرامج العملية المصاحبة لتدريس موضوع الغزو قال ان هناك تطبيقا عمليا للعناصر الاساسية التي تأثرنا بها ومن هذه العناصر (كارثة احراق ابار البترول)مشيرا الى ان الوزارة تحتفل سنويا في المدارس باطفاء اخر بئر للبترول اذ يحرص المسؤولون في الوزارة على الحضور ومشاهدة هذه الاحتفالات اضافة الى ان هناك زيارات لمختلف المراحل الدراسية للمتاحف الموجودة لمشاهدة الاثار التي تركها الغزو انذاك. وحول امكانية ذكر الاحداث الاخيرة التي حصلت من بعض الجماعات العراقية من اعمال تخريب واعتداء على الاملاك الكويتية على الحدود في المناهج الدراسية قال ان "هناك افكارا (بعثية) ترسخت في عقول البعض وسوف نعانيها لفترة طويلة لذلك فهذه الافكار بحاجة الى علاقات انسانية واسعة بين البلدين ". وعما اذا كان للوزارة توجه لالغاء المعلومات المتعلقة بالغزو العراقي وعدم التركيز عليه من المدرسين نفى ذلك بشكل قاطع واوضح انه ليس هناك اي سياسة لوزارة التربية بالغاء جزء عن الغزو وجميع المناهج يوجد بها هذه الجزئية والمدرس لا يمكنه ان يلغي هذا الجزء لأنه سيحاسب ويوجد لدينا نماذج من الامتحانات السابقة بها اسئلة عن جزئية الغزو العراقي للكويت . وحول مدى تأثير العلاقات الكويتية - العراقية التي تتطور يوما بعد يوم على المعلومات المتعلقة بالغزو العراقي في المناهج قال "لا يمكن ان نلغي هذه الجزئية او ننساها مهما تطورت العلاقات بين البلدين ولكن سوف يتم صياغة المادة صياغة جديدة تتناسب والوضع الراهن ". وحول تدخل او تأثير السياسة العليا في بعض المواضيع في المناهج قال حسن احمد ان للدولة غايات واهداف عليا بأن يخرج الطالب من التعليم وتكون لديه حصيلة معلومات وافكار "مدنية" بعيدة كل البعد عن العنف وهذه الافكار مهمتها تغذية الطالب او الطالبة على حب الاخرين والاحسان اليهم وهذه من ضمن اهداف الوزارة التي تستمد افكارها واهدافها من السياسة العليا في الدولة .(النهاية) م ح غ /م ع س)