برلين - 13 - 11 - (كونا) -- انطلقت في العاصمة الالمانية برلين اليوم الاثنين المرحلة الاخيرة من مشاورات تشكيل الحكومة الالمانية الجديدة بين المحافظين من جهة والخضر والليبراليين من جهة اخرى وسط توقعات بنجاح هذه المشاورات.
ووفق برنامج المشاورات الذي قدمه البرلمان الالماني (بوندستاغ) للصحفيين فإن زعماء الاحزاب الاربعة المحافظان المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي البافاري من جهة والخضر والليبرالييين من جهة اخرى سيجرون مشاورات لمدة ساعة فقط حول الملفات الخلافية قبل تسليمها للجان المختصة في الاحزاب الاربعة.
ويؤكد البرنامج ان المشاورات ستبحث في ساعاتها الاولى اهم الملفات الخلافية وهي الطاقة والبيئة قبل الانتقال الى ملفات اخرى ستكون اهمها التعليم والبحوث والاستثمارات والاعلام.
ويضيف ان المتشاورين سيبحثون بعد ظهر اليوم ملفات الامن الداخلي وهو الملف الذي يشمل الهجرة واللجوء ودولة القانون قبل التطرق للشؤون العائلية وملفات اجتماعية اخرى.
وتعتبر ملفات الطاقة والبيئة والهجرة واللجوء ومستقبل الاتحاد الاوروبي من اهم الملفات الخلافية التي تعترض مشوار تشكيل ما يعرف بتحالف (جامايكا) نسبة الى الوان علم دولة (جامايكا) والوان الاحزاب الالمانية الاسود للمحافظين والاخضر للخضر والاصفر للليبراليين.
وعلى صعيد ملف الطاقة استهل رئيس حزب الخضر جيم اتزديمير هذه المشاورات بالقول في تصريح صحفي "الاهم بالنسبة لنا اليوم هو وضع جدول زمني لإغلاق المفاعلات الذرية كمصدر للطاقة الامر الذي يحتاج للتوصل لقرارات نافذة ومحددة في هذا الاسبوع." وتأتي تصريحات المسؤول لتشير الى مدى اهمية هذا الملف الذي يعد من ابرز الملفات التي يطالب ناخبو الحزب بالتمسك بها وبضرورة ان يقدم المحافظون بحزبيهم تنازلات اكيدة للخضر بخصوصها.
اما احد ابرز اعضاء الفريق التفاوضي لحزب الخضر رايهارد بوتيكوفر فقد اعرب عن امله في الاعلان عن الحكومة الجديدة في نهاية الاسبوع الجاري محذرا المحافظين في الاسبوع الاخير من المشاروات من التقليل من قدرة حزبه على التفاوض حتى اخر لحظة.
وقال المسؤول في تصريح للقناة التلفزيونية الاولى (ايه ار دي) "نحن في حزب الخضر نريد فعلا نجاح ائتلاف (جامايكا) ولكن النتائج التي توصلنا اليها لغاية الان ما زالت غير مقنعة بالنسبة لنا".
وعلى صعيد الملف الخلافي الاخر وهو ملف لم شمل عائلات اللاجئين الذين وصلوا في العامين الاخيرين الى المانيا فإن تصريحات المحافظين بحزبيهم تشير الى انهم مستعدون لتقديم تنازلات لحزب الخضر الذي يطالب بضرورة قدرة هؤلاء اللاجئين على استدعاء عائلاتهم الى المانيا.
وقال احد اعضاء الفريق التفاوضي للمحافظين ينس شبان "من يدخل الاراضي الألمانية بشكل شرعي ويتعلم الألمانية ويبحث عن عمل ويعتبر نفسه جزء من هذا المجتمع الألماني فإنه يسهل مهمة لم شمل عائلته".
وعلى صعيد الامن الداخلي وما لذلك من تبعات على ملف اللجوء ومكافحة الارهاب فإن الاحزاب الاربعة تقترب من الاتفاق على اصلاح ما يعرف ب "مركز مكافحة الارهاب".
ويطالب الحزبان المحافظان بضرورة تسهيل تبادل المعلومات بين اجهزة مخابرات الولايات الألمانية ال16 من جهة والشعبتين الخارجية والداخلية الاتحادية من جهة اخرى الامر الذي يصب في مصلحة ملاحقة الارهابيين واتخاذ اجراءات وقائية تجنب المانيا مزيدا من الهجمات الارهابية.
واذا تمكنت الاحزب الاربعة لغاية نهاية الاسبوع الجاري من الاتفاق على الملفات الخلافية المشار اليها فإن هذا سيعني الاعلان في نهاية الاسبوع عن نجاح المشاورات وتقاسم الحقائب الوزارية بين هذه الاحزاب الاربعة وتوقيع اتفاق الائتلاف الجديد الذي سيتكون لاول مرة منذ اعوام طويلة من ثلاثة احزاب وليس من حزبين اثنين فقط.(النهاية) ع ن ج / ع ع ح