من آمنة الشمري

الكويت - 14 - 9 (كونا) -- سوق الحلوى أحد أهم وأشهر الأسواق التي تميزت بها الكويت قديما فكان مقصد أهل الكويت ومن يفد إليها للتزود بألذ أنواع الحلويات حتى وصل صيته إلى دول الخليج والعراق والهند وباكستان.
ولدى الحديث عن سوق الحلوى تتبادر إلى الأذهان مختلف أنواع الحلويات الشعبية ذات المذاقات المميزة مثل (الرهش) و(البقصم) و(اللقيمات) و(الزلابية) و(الغريبة) و(الدرابيل) و(القرص العكيلي) و(بيض القطا) و(جبدة الفرس) و(السمسمية) و(القبيط) وغيرها.
وفي السياق قال الباحث في التراث الكويتي الدكتور عادل العبدالمغني لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن سوق الحلوى يقع متفرعا عن سوق الخضرة القديم ويتجه من الشمال إلى الجنوب ليلتقي بسوق (الغربللي) وكان يضم أكثر من 15 دكانا لبيع مختلف أنواع الحلوى الشعبية ومنها الحلوى (المسقطية) الشهيرة.
وللعلم هناك مدخل آخر لسوق الحلوى القديم في الكويت عن طريق (سكة بن دعيج) وهي حارة ضيقة لمرور القادمين من الشرق إلى الأسواق القديمة حيث تطل على ساحة الصرافين وصولا إلى (دروازة عبدالرزاق) لتنتهي بمحلات الحلوى ومن أشهرها محلات (بوفتين) و(البقصمي) و(جمال) وغيرها من العائلات التي اشتهرت بصناعة الحلويات الشعبية الكويتية.
وأوضح العبدالمغني أن سوق الحلوى القديم ضم عددا من أهالي عمان الذين اشتهروا بصناعة (الحلوى المسقطية) أو (المسكتية) كما كان يلفظها أهل الكويت وآخرون من بلاد فارس أجادوا صناعة حلوى (الرهش) و(البقصم) وأنواع أخرى من الحلويات التي كانت غالبا ما تصنع في البيوت ثم تنقل إلى المحلات لبيعها.
وأضاف أن من الحلويات التي كانت تباع في سوق الحلوى (الرهش) التي اشتهرت بها عدة أقطار عربية لكن تميزت بها الكويت لأنها تضيف زيت السمسم (الهردة) إليها مما يكسبها طعما لذيذا لاسيما عند تناولها مع خبز التنور والحليب في فصل الشتاء البارد كما يقدم الرهش للمرأة في مرحلة النفاس بعد الولادة.
وذكر أن (البقصم) أو (البخصم) كما يلفظها البعض يعود أصله إلى بلاد فارس حيث انتقل إلى الكويت وتطور على أيدى صناع الحلوى فيها الذين عملوا أيضا على إيجاد عدة أنواع وأشكال من البقصم منها (لسان الثور) الذي يختلف عن البقصم في حجمه فهو أعرض بما يقارب حجم كف اليد وأكثر حلاوة.
وتطرق إلى أنواع أخرى من الحلوى التي تباع في سوق الحلوى القديم مثل (الزلابية) وهي دائرية الشكل تقريبا وعلى شكل حلقات متصلة بعضها مع بعض وهناك أيضا (الغريبة) التي تصنع من الطحين الأسمر والأبيض ويضاف إليها (دهن العداني) ثم تحمر على نار هادئة حتى تصبح متماسكة القوام وعلى شكل دوائر صغيرة.
ولفت العبدالمغني إلى أن بعض الدول الخليجية تفوقت في صناعة الحلوى (المسكتية) والحلوى البحرينية لكن الحلوى الكويتية مازالت مرغوبة ومحببة لدى الكثيرين.
وأشار إلى أن (الدرابيل) و(القرص العكيلي) و(بيض القطا) لها مذاقها الخاص في سوق الحلوى ف(الدرابيل) عبارة عن رقائق من العجين ملفوفة (مطوية) على بعضها بعد تحميرها على نار هادئة وإضافة السكر الناعم والقرفة (الدارسين) والهيل وسميت بذلك لأنها تشبه المنظار الذي يسميه الكويتيون (الدربيل) أما (القرص العكيلي) فنوع من أنواع (الكيك) لكن يدخل مع عجينة الطحين الأبيض والأسمر مقدار من البيض والهيل والزعفران أما (بيض القطا) فهي كروية صغيرة من عجينة الطحين شبيهة ببيض طائر القطا ويوضع في داخلها خليط من الجوز والسكر والقرفة والهيل والزعفران مما يكسبها مذاقا لذيذا.
وبين أن من الحلويات التي تباع في سوق الحلوى أيضا (جبدة الفرس) التي تسمى في الوقت الحاضر ب(راحة الحلقوم) وتكون على شكل مكعبات صغيرة ومتعددة الألوان وطبيعتها مطاطية بسبب خلط (علك البان) معها ويدخل في صناعتها الطحين والسكر وماء الورد والنشا بنسب معينة.
وأشار أيضا إلى (السمسمية) وهي مزيج من السكر المعقود (المخلوط) بالسمسم بكثافة عالية وتقطع وتشكل حسب الطلب إما دوائر كروية أو على شكل المستطيل أما (القبيط) فهو مزيج من الطحين الأسمر والأبيض والسكر والنشاء و(علك البان) ثم يصبح المزيج متماسكا وغليظ القوام ومطاطيا بنفس الوقت ويضاف بعد تماسك (القبيط) مقدار من الطحين فيعطيه نكهة خاصة. (النهاية) أ ش / ت ب