الكويت - 24 - 3 (كونا) -- ليس الفن السابع بإبداع غائب عن الساحة الفنية والثقافية الكويتية إذ لا يمكن أن تغفل الذاكرة عن أفلام سينمائية كويتية لما تزل حاضرة بقوة من فيلم (بس يا بحر) الذي أنجز قبل أكثر من 40 عاما وليس انتهاء بفيلم (تورا بورا) بكل ما تركته من أصداء طيبة في المهرجانات الإقليمية والدولية.
من هنا تأتي جدارة الكويت بتنظيم مهرجان سنوي للسينما على المستوى المحلي لما لها من حضور قوي في الدراما سواء المسرحية والتلفزيونية أو الإذاعية وقد آن لها أن يكون إنجازها على المستوى ذاته في ميدان السينما.
ووسط أجواء احتفالية رائعة انطلقت اليوم الجمعة فعاليات مهرجان الكويت السينمائي الأول متضمنة عروضا فنية وسينمائية تلخص المسيرة السينمائية الرائدة لدولة الكويت التي انطلقت في بواكير القرن الماضي.
وعلاوة على ذلك شهد حفل افتتاح المهرجان في مسرح الدسمة تحت رعاية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح تكريم عدد من الشخصيات المميزة صاحبة الدور الأبرز في الساحة الفنية السينمائية على مستوى الكويت والعالم.
فالثقافة والفنون والآداب وفق ما أفاد به الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة في كلمة ألقاها بالنيابة عن راعي المهرجان يعتبرها المفكرون وأصحاب القرار في العالم من مقومات الدولة الحديثة وأحد المظاهر الحضارية لمدى تقدم الدول ورقيها.
أما الفن السابع (السينما) فهو أحد أبرز تلك الفنون..وصناعة السينما بالتحديد تطورت وأصبحت مرآة لتقدم الشعوب ورقيها وعنوانا جذابا لنهضتها وتحضرها.
ولم يغفل الإشارة إلى حرص معظم الدول على تنظيم المناسبات والمهرجانات للاطلاع على أحدث ما توصلت إليه صناعة السينما من خلال عروض لأهم الإنجازات وآخر ما يقدمه صناع الأفلام ولا ننسى تسابق الدول في دعم مبدعيها ومساندة جهودهم في هذا التوجه الثقافي المهم لدوره البارز وتأثيره الواضح في تطور المجتمعات ورقيها.
أما على الساحة الكويتية وفق اليوحة فقد قطعت الكويت خطوات مهمة في المجالات الثقافية على اختلافاتها وكان لها حضور مميز في السينما منذ فيلم (بس يا بحر) الذي أنجز قبل أكثر من 40 عاما وليس آخرها فيلم (تورا بورا).
ومن هنا - والكلام لليوحة جاءت جدارة الكويت في تنظيم مهرجان سنوي للسينما على المستوى المحلي خصوصا وسط إيمان الكويت بقدرة مبدعينا ودعما لهم..وتقديرا لمكانة هذا الفن الوليد في الكويت والخليج العربي سعى المجلس الوطني للثقافة إلى إقامة هذا المهرجان أسوة بمهرجانات المسرح المحلية وبقية الأنشطة الثقافية الأخرى.
وعن أهمية مهرجان الكويت السينمائي الأول لفت إلى رؤية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في أن المهرجان سيدعم ويساند توجه الدولة لاحتلال مكانة مرموقة في ميادين الثقافة والفنون والآداب تماشيا مع خططها التنموية البارزة للوصول بالوطن إلى مبتغاه بالتحول إلى مركز مالي مرموق ترجمة لمضامين النطق السامي والتوجيهات السامية لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
أما مدير المهرجان شاكر أبل فأكد في كلمته أن المهرجان لن يقتصر على عرض أعمال سينمائية للمخرجين فقط إنما سيفتح مجالا واسعا للتعلم وتبادل الخبرات والأفكار وسيكون فرصة للقاء أناس جدد جمعهم الشغف بالسينما.
وعلاوة على ذلك أوضح أبل أنه سيتم تقديم سلسلة من المحاضرات والعروض والندوات الحوارية وإتاحة الفرص لخلق علاقات مهنية بالإضافة إلى ورش العمل مع شخصيات من أصحاب الخبرة في الوسط السينمائي العربي والدولي.
وللاشارة فإن المهرجان الذي افتتح اليوم تميز بحضور ضيوف رواد في ميدان صناعة السينما من مصر والأردن وقطر ولبنان والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا وكندا وألمانيا ومالطا والتشيك.

في سياق مواز قال المخرج القدير خالد الصديق الذي تكرمه اللجنة المنظمة للمهرجان بتخصيص جائزة (لجنة التحكيم الخاصة) باسمه إنه سعيد بانطلاقة هذا المهرجان معربا عن التقدير لجهود وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة بتنبي هذا المهرجان الذي لطالما كنا تواقين له.
وأوضح الصديق من خلال كلمته التي عرضت على الشاشة خلال الحفل أن المهرجان "لا يعتبر منافسة أو تقليدا للمهرجانات المشابهة في الدول الأخرى بل يفضل أن نبدأه خطوة خطوة مثلما بدأنا في إنتاج الأفلام السينمائية".
وذكر أنه عندما أنجز أول فيلم روائي قصير عام 1964 مع حياة الفهد وسالم الفقعان قام بكتابة السيناريو وبالتمثيل والإخراج لقلة الكوادر الفنية وتم تصوير الفيلم ومدته 20 دقيقة بما يقرب ثلاث ساعات مبينا أن الخطوات الأولى دائما تواجه المصاعب معربا عن الفخر والاعتزاز برؤية هذا العدد الكبير من نجوم ورواد السينما والتلفزيون والفن.
وتم خلال الحفل عرض فيلم وثائقي عن مسيرة وأبرز أعمال المخرج خالد الصديق ومن بينها فيلم (بس يا بحر) و(عرس الزين) و(الصقر) و(الحفرة) وغيرها من الأعمال.
وقام كل من الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون الآداب المهندس علي اليوحة والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي ومدير المهرجان شاكر أبل خلال الحفل بتكريم أبرز رواد السينما الكويتية تقديرا لجهودهم في هذا المجال ودورهم في رفد صناعة السينما الكويتية الجديدة.
فقد تم تكريم المخرج القدير هاشم محمد الشخص صاحب عدة أعمال قيمة حيث قام بإخراج فيلم الصمت وسلسلة أفلام الغوص وغوص العدان وكم آخر من الاعمال السينمائية والروائية والوثائقية.
كما تم تكريم المخرج عبدالله المخيال الذي عمل على توثيق جوانب من القضايا والموضوعات المهمة في تاريخ الكويت والمنطقة وهو أحد أهم صناع السينما في مجال توثيق الصحراء وكائناتها وسكانها وتقاليدها وعرض عدد من أعماله في قنوات عالمية مثل ناشيونال جيوغرافيك وغيرها.
وعلاوة على ذلك تم تكريم المخرج المتميز خالد النصرالله الذي قدم للسينما الكويتية عددا مهما من الأعمال السينمائية الوثائقية والتسجيلية ومنها (المحميات الطبيعية).
كما تم خلال الحفل التعريف بأعضاء لجنة تحكيم المهرجان وهم الفنان محمد المنصور والمخرج خالد النصرالله والناقد السينمائي فاروق عبدالعزيز والكاتبة الروائية مي النقيب والفنان والمخرج ناصر كرماني.
يذكر ان فعاليات مهرجان الكويت السينمائي الاول تستمر حتى 28 مارس الجاري وستكون جميع الفعاليات في مكتبة الكويت الوطنية. (النهاية) ش ه د / ت ب