من عبدالعزيز المجرن

الكويت - 25 - 10 (كونا) -- قال الأمين العام للمجلس الاقتصادي للدول الإسلامية الدكتور علي درويش الشمالي إن المجلس يطمح إلى إنشاء بورصة للأسهم الإسلامية تقدم جميع الخدمات المالية وفقا للشريعة على أن تجد حلا إسلاميا خالصا لكل معاملاتها يجمع بين أصالة وقوة الدين ومرونة العصر الحالي.
وأضاف الشمالي في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء ان حجم تجارة الدول الاسلامية لا يتناسب مع دول تبلغ احتياطياتها النفطية نحو 73 في المئة من إجمالي الاحتياطي العالمي واحتياطياتها من الغاز 40 في المئة من الاحتياطي العالمي.
وأوضح ان حجم التجارة البينية للدول الإسلامية بلغ 9ر3 تريليون دولار في نهاية 2013 ويعادل نحو 8ر10 في المئة من إجمالى التجارة العالمية رغم أنها تتجاوز في عددها نحو 35 في المئة من دول العالم ويبلغ تعدادها السكاني 6ر1 مليار نسمة.
وأفاد بأن مشكلة الاقتصاد الإسلامى تكمن في اعتماده على مبادرات فردية واراء شخصية بعيدا عن العمل الجماعي والتوجه المجتمعي والذي يخلق قوة وصلابة للنظام الأمر الذي استدعى تأسيس المجلس الاقتصادي للدول الإسلامية.
وقال ان المجلس معني بالاقتصاد الاسلامي وبشؤون التجارة البينية لتلك الدول وليس له علاقة بالسياسة أو المذاهب الاسلامية مشيرا الى وجود تفاعل كبير من الدول الإسلامية تجاه هذا المجلس بهدف الانضمام اليه.
وأكد سعي المجلس الى تمثيل أكبر عدد ممكن من الدول الاسلامية لاسيما دول اندونيسيا وباكستان وماليزيا وتركيا ومصر والسعودية فضلا عن بعض الدول الموجودة فيها شريحة كبيرة من المسلمين مثل الهند والصين.
وذكر ان المجلس الذي تأسس في مايو الماضي سيركز على تحقيق أهدافه والابتعاد عن اي توجه سياسي علاوة على طرح بعض المشاريع الكبيرة والمهمة موضحا ان أول مشروع سيطرحه هو البورصة الإسلامية.
وأكد الشمالي سعيه إلى مشاركة أكبر الشركات في الكويت وبقية الدول الاعضاء في هذه البورصة سواء كانت عربية أو اجنبية.
وذكر ان المجلس خلق تكتلا اقتصاديا يدافع عن حقوق الدول الأعضاء اقتصاديا وتطوير وتنمية ومساعدة اقتصادات هذه الدول لمساعدتها على تجاوز المشاكل التي تواججها مثل الزراعية وانخفاض اسعار النفط.
وأوضح ان المجلس يستهدف ايضا طرح مشاريع استثمارية تربط الدول الاعضاء اقتصاديا عن طريق القطاع الخاص اضافة الى تنمية التجارة البينية بينها عن طريق تقديم تشريعات وتسهيلات في الإجراءات سواء في النقل أو الجمارك واعطاء هذه دول بعض المميزات.
وافاد بان المجلس يستهدف زيادة التبادل التجاري بين الدول الأعضاء وزيادة أصول وموجودات رأس المال طبقا للشريعة الأسلامية والدفاع عن مصالح الدول الأسلامية الاقتصادية في المحافل الدولية فضلا عن تسهيل استثمار الاموال في الدول الاسلامية بدلا من الدول الاجنبية.
وأشار الى أهمية القطاع الخاص في قيادة التنمية وخلق فرص استثمارية وفرص عمل لاسيما انه يعد الموظف الاساسي للعمالة داخل الدولة علاوة على مساهمته في خلق المجتمعات مثل المدن الجامعية والصناعية.
وبين ان القطاع الخاص يواجه صعوبات وعقبات محليا مشيرا الى أن بعض مستثمري هذا القطاع يلجأون الى الدول الاجنبية للاستثمار فيها.
وأكد سعي المجلس الى تطوير معايير الاقتصاد بين الدول الأعضاء في المجالات المالية والفنية وإعداد ميثاق اخلاقيات الاقتصاد في عدة مجالات وتقديم الدراسات والأبحاث الاقتصادية عن طريق تبادل الخبرات وعقد المؤتمرات وورش العمل الخاصة بالانشطة المالية الاسلامية.
وأعلن ان المجلس سيعقد أول مؤتمر له في يناير القادم وسيطرح افكارا مختلفة عن الشأن الاقتصادي في الدول الاسلامية والتحديات التي تواجهها هذه الدول.
وعن ميزانية المجلس وآلية دعمها اوضح الشمالي انها تمول من اشتراكات الأعضاء والتبرعات والهيئات والاعانات غير المشروطة من هيئات محلية أو اقليمية أو دولية فضلا عن المساعدات الحكومية وغير الحكومية.
واضاف ان 12 عضوا يتولون إدارة المجلس يتم انتخابهم من الجمعية العمومية مدة ثلاث سنوات ولا يجوز تولي منصب الأمين العام للمجلس اكثر من مدتين متتاليتين موضحا ان عضوية المجلس تتكون من دول وشركات ومنظمات.
وبين ان أمناء المجلس يكونون من عدة دول إسلامية مختلفة كالكويت والسعودية ومصر وتركيا والاردن وفلسطين والعراق ولبنان وعمان وباكستان وماليزيا والمالديف.
وذكر أن للمجلس عضويتين الأولى دائمة وتشمل الأفراد والأعضاء في الجمعية العمومية من الدول الاسلامية والثانية عضوية غير دائمة موضحا أنه يمكن منح صفة العضو المؤازر لأي دولة أو منظمة من الدول غير الاسلامية.
يذكر ان المجلس الاقتصادي للدول الإسلامية تأسس في مايو الماضي وهو منظمة دولية مسجلة بقاعدة بيانات الأمم المتحدة للمنظمات غير الحكومية والشفافية الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي وللمجلس ممثلون وسفراء بدول العالم والمقر الرئيسي للمجلس في سويسرا (جنيف) والمكتب الاقليمي بدولة الكويت. (النهاية) ع ع م / ه ث / ي س ع