جنيف - 30 - 3 (كونا) -- أكدت دولة الكويت أن (مؤتمر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتقاسم المسؤوليات العالمية لقبول اللاجئين السوريين) يجسد روح التضامن الإنساني الذي يخلو من الأجندات السياسية أو المحددات الجغرافية والدينية والعرقية.
وقال مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف السفير جمال الغنيم في كلمة الكويت أمام المؤتمر الذي انطلق اليوم الأربعاء إن أهداف هذا الحشد الأممي الدولي تتماشى مع الأهداف الأساسية للسياسة الخارجية للكويت التي رسخها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ومن هنا تأتي مشاركتها في اعمال هذا المؤتمر.
وأضاف الغنيم أن الكويت منذ بداية الأزمة السورية سخرت كل إمكاناتها لحشد الدعم الدولي للعمليات الإنسانية حيث أثمرت دبلوماسيتها عدة مبادرات ناجحة تجاه الشعب السوري من أبرزها المؤتمرات الدولية الثلاثة للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا التي استضافتها على مدى السنوات الثلاث الماضية إضافة الى المؤتمر الرابع للمانحين لمساعدة سوريا ودول الجوار الذي عقد في لندن في الرابع من فبراير الماضي برئاسة مشتركة بين الكويت وألمانيا والنرويج وبريطانيا.
وأوضح أن هذه المؤتمرات الأربعة استطاعت جمع تعهدات تجاوزت 17 مليار دولار أمريكي سددت دولة الكويت منها حتى الان مليارا و600 مليون دولار وكان النصيب الأكبر لمفوضية اللاجئين بمبلغ 5ر1 مليار دولار استفاد منها 5ر3 مليون لاجئ سوري.
وذكر أن الكويت قدمت من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية منحا مالية للاسهام في خطة الاستجابة الإنسانية للاجئين السوريين في دول الجوار وغطت نسبة 100 في المئة من إجمالي تكاليف المشاريع.
وذكر أن هذه الخطوة جاءت كجزء من التزام دولة الكويت في مؤتمر المانحين الثالث الذي ساهمت فيه بمبلغ 500 مليون دولار معظمها خصصت لمنظمات الأمم المتحدة العاملة في سوريا إضافة إلى أن الصندوق خصص 100 مليون دولار لتوزيعها على دول الجوار المستضيفة للاجئين السوريين.
وبين الغنيم أن هذه الأموال تم توزيعها بواقع تخصيص 20 مليون دولار للأردن لتنفيذ مشاريع تنموية في قطاعات الصحة والتربية والتعليم والخدمات البلدية لرفع مستوى الخدمات العامة في المناطق المستضيفة للاجئين السوريين مع ضمان استمرارية تقديم تلك الخدمات ومن المتوقع ان يتم انجاز تلك المشاريع في نهاية عام 2018.
وقال إنه خصص مبلغ 30 مليون دولار للبنان لتمويل قطاعات الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية والمياه والنفايات الصلبة مع ضمان استمرار تقديم الخدمات في تلك المناطق.
وأشار إلى تخصيص مبلغ 20 مليون دولار لمصر ومثلها لتركيا لتمويل المشاريع الرامية الى تخفيف الآثار الاجتماعية والاقتصادية في قطاع تعليم اللاجئين السوريين وبناء 30 مدرسة متعددة المراحل في مختلف المحافظات المصرية بالإضافة إلى بناء حوالي 21 مركزا للطوارئ الطبية ونحو 40 مستوصفا لرعاية صحة الاسرة في المناطق التركية.
وذكر أن تلك الخطوات والمبادرات تأتي تماشيا مع رؤية سمو أمير البلاد التي عبر عنها سموه في كلمته خلال المؤتمر الرابع للمانحين والرامية الى أهمية التفكير في فلسفة جديدة لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين واللاجئين عبر اعتماد برامج وخطط توفر لهم فرصا للتعليم بما يمكنهم من مواجهة أعباء الحياة ويعينهم على رسم مستقبلهم ويحصن عقولهم من اي افكار هدامة.
وفي الوقت ذاته أفاد السفير الغنيم ان دولة الكويت تقدم التسهيلات القانونية في منح الاقامة للسوريين المقيمين وأقاربهم تحت إطار حالات لم الشمل موضحا أنه لا يتم تصنيفهم بأنهم لاجئون فهم أخوة اشقاء يمتلكون حرية الحركة والتنقل والاقامة والعمل والدراسة.
وأوضح ان اعداد الجالية السورية الحالية في دولة الكويت ما يقرب من 146630 شخصا مايعادل 10 في المئة من اجمالي عدد المواطنين الكويتيين وهو معدل عال جدا في بلد يعاني اختلالات هيكلية في عدد السكان الاصليين.
وأكد أن الكويت على مختلف المستويات لم ولن تتوانى في بذل أي جهود ممكنة للتعاون مع المفوضية لإيجاد حلول مناسبة آخذة بعين الاعتبار الظروف الانسانية التي يمر بها السوريون.
وشدد على موقف الكويت الداعم لانهاء هذه المأساة الانسانية بحل سياسي يحقن الدماء ويعيد الاستقرار للمنطقة ووقف العمليات العدائية واستمرار تدفق المساعدات الانسانية الى المناطق السورية كافة دون انتقائية أو تمييز.
وشد على ان السوريين المقيمين في الكويت هم بين أهلهم وإخوانهم يساهمون مساهمة فعالة في المجتمع ويحظون برعاية واهتمام القيادة السياسية ويتم العمل على تذليل كافة العقبات التي تواجههم.
واكد الغنيم موقف الكويت الداعم للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في جهودها الحثيثة التي تبذلها بقيادة المفوض السامي فيليبو غراندي في تنفيذ ولايتها النبيلة لرعاية الأشخاص المنكوبين بسبب النزاعات والكوارث.
واوضح ان هذا الدعم سيكون من خلال عقد مجموعة اجتماعات لمناقشة اوضاع السوريين الذين قاموا بالتواصل مع المفوضية وعرض اخر تطورات عمل المفوضية على مستوى مجلس التعاون الخليجي.
وكان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أشاد في كلمته أمام المؤتمر وهو الأول للامم المتحدة والمخصص لإعادة توطين اللاجئين السوريين تحت عنوان (تقاسم المسؤوليات العالمية عبر المسارات الخاصة بقبول اللاجئين السوريين) في المقر الأوروبي للامم المتحدة في جنيف بالجهود التي تبذلها دولة الكويت بالتعاون مع حكومات بريطانيا والمانيا لحشد الموارد المالية اللازمة لدعم اللاجئين السوريين.
(النهاية) ت ا / خ ن ع