روما - 8 - 3 (كونا) -- اكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم الثلاثاء ضرورة التحرك ضد الارهاب والفوضى ودعم الحل السياسي الحقيقي في سوريا بينما حث رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتسي الليبيين على عدم اضاعة الوقت في تولي حكومة الوفاق السلطة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك لهولاند ورينتسي عقب ترؤسهما جولة اولى من القمة الحكومية المشتركة الايطالية - الفرنسية ال33 والتي انطلقت في مدينة البندقية الايطالية مساء اليوم الثلاثاء وتركزت مناقشاتها على الملفات الدولية وخاصة على الاوضاع في سوريا والعراق وليبيا التي وصفت بالمأساوية.
وبشأن التطورات الليبية والحديث عن تدخل عسكري متوقع عبر الرئيس الفرنسي عن تفهمه لتمسك رئيس الوزراء الايطالي بشرط تشكيل حكومة جديدة في ليبيا بوسعها طلب الدعم الدولي لمواجهة الارهاب واحلال الاستقرار.
وقال هولاند "سوف نفعل كل ما بوسعنا حتى تقوم في النهاية حكومة في ليبيا وفي الوقت ذاته يتعين شن الحرب ضد داعش وبوسع الدول الاوروبية التي يجب عليها التحرك ضد الارهاب ان تكون على مستوى المطلوب في محاربة داعش سواء في ليبيا او سوريا".
من جانبه قال رينتسي ان "تشكيل حكومة في ليبيا يعد اولوية بالنسبة للشعب الليبي" مؤكدا ان المجتمع الدولي رغم الصعوبات التي تجددت اليوم "سوف يفعل كل ما بوسعه حتى تنال الحكومة ثقة البرلمان وان تبدأ عملها في طرابلس سريعا".
واضاف انه "على الليبيين انفسهم ان يدركوا قبل غيرهم بأن الوقت المتاح في حوزتهم ليس بلا نهاية" مؤكدا الحاجة لرؤية واسعة حول ليبيا التي تعد "مصبا" لكل المنطقة الافريقية - التي تعج بالمشكلات.
وحول الجدل الدائر في ايطاليا بشأن الكشف عن غارات امريكية في ليبيا قال رينتسي ان ذلك لا يمثل سبقا صحفيا بل وقع بالفعل مفصحا عن ان روما وباريس ولندن والحلفاء كانوا على علم مسبق بالغارة الامريكية ضد عناصر ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) والمسؤول عن اعتداء متحف الباردو التونسي.
واتفق الزعيمان الفرنسي والايطالي على دعم بلديهما القوي لتونس باعتبارها على قمة اولوياتهما لما تمثله من "رمز" لنجاح الربيع العربي والتجربة الديمقراطية والاستقرار بالمتوسط في مواجهة تعرضها بالفعل لتهديدات الفوضى الليبية والخطر العظيم الذي تمثله عودة آلاف المقاتلين في صفوف (داعش).
واكد هولاند ان بلاده تساعد بالفعل الحكومة التونسية حتى على المستوى العسكري وستعاونها في مواجهة خطر المقاتلين العائدين. (النهاية) م ن / ر ج