الكويت - 2 - 12 (كونا) -- أشاد رئيس مجلس الوزراء بالانابة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح بدور الراحل الامير سعود الفيصل آل سعود في خدمة قضايا الوطن والامتين العربية والاسلامية واسهامه في حفظ السلام العالمي.
جاء ذلك في كلمة للشيخ صباح الخالد بالحفل الذي اقامه مجلس العلاقات العربية الدولية مساء امس لتكريم الراحل الامير سعود الفيصل ال سعود الذي شغل منصب وزير خارجية السعودية لما يقارب الاربعة عقود وذلك تحت عنوان (سعود الفيصل .. السياسة في حضرة الاخلاق).
وقال الشيخ صباح الخالد ان مجلس الوزراء قرر اطلاق اسم الفقيد على أحد المعالم الرئيسية لدولة الكويت تقديرا وتخليدا "للمسيرة العطرة لهذا الرجل وإسهاماته المشهودة على كافة الاصعدة وعرفانا بمواقفه البطولية تجاه دولة الكويت وشعبها".
واوضح ان وزارة الخارجية تعكف على تحديد واختيار انسب هذه المعالم الرئيسية لتلبي وتعبر عن مكانة هذه القامة العالية.
وثمن الشيخ صباح الخالد مبادرة مجلس العلاقات العربية والدولية بإقامة هذا الحفل التكريمي تحت هذا الشعار "وهو ما يدل على إدراك عميق وتقدير معبر من قبل المجلس لمن أفنوا جل حياتهم في خدمة الأمة والتعبير عن مصالحها والدفاع عن قضاياها".
وقال إن "الحديث عن الأمير سعود الفيصل هو استحضار للحنكة السياسية ولكريم الأخلاق" مبينا ان الفقيد كان سياسيا محنكا جمع بين الحكمة والرأي السديد في مختلف مراحل قيادته للسياسة الخارجية لبلاده ولأربعة عقود متواصلة.
وذكر انه تشرف بالتعامل المباشر مع الأمير سعود الفيصل "ولمست كم كان أصيلا بمناقبه وأخلاقه سخيا ببذله وعطائه عظيما بمواقفه وآرائه متفردا بدبلوماسيته وريادته" معتبرا ان الفقيد "أسس بموسوعية علمه وثقافته وسداد حكمته وذكائه مدرسة راسخة في السياسة والدبلوماسية".
واوضح الشيخ صباح الخالد ان الفقيد أفنى جل حياته الغنية في خدمة الدين والوطن وقضايا الأمتين العربية والإسلامية والاسهام في تعزيز السلام العالمي مشيرا الى انه منذ أن تشرف بثقة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كوزير للخارجية وجد من الفقيد كامل الدعم ووافر النصح والمشورة "وكان ذا مواقف واضحة وصلبة يقول ما يملي عليه ضميره ومصلحة بلاده وأمته".
وذكر ان الفقيد "رفع بغزير عطائه من معايير الدبلوماسية الخليجية والعربية وارتقى بفكرة العمل الدبلوماسي من كونه مهمة الى رسالة نبيلة يحملها الدبلوماسي للدفاع عن قضايا بلاده والحفاظ على مصالحها العليا".
واضاف ان الفقيد ومنذ المراحل المبكرة لتسلمه قيادة الدبلوماسية السعودية ادرك الدور الهام والمسؤوليات الجسام التي تقع على كاهل بلاده "التي شاءت إرادة البارئ عز وجل أن تكون مهبط الوحي وموطن الحرمين الشريفين".
واشار الى ان الفقيد نشأ في كنف وزير الخارجية المؤسس للسياسة الخارجية السعودية الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه "الذي وضع اللبنات الأساس للسياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية وعلى مختلف الأصعدة العربية والإسلامية والدولية".
واستذكر الشيخ صباح الخالد بكل التقدير والاعتزاز الدور الفاعل والشجاع الذي لعبه الأمير سعود الفيصل في نصرة "أهله واخوانه في الكويت ابان محنة الاحتلال البغيض" لافتا الى انه "كان عضدا لاخيه ورفيق دربه سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية خلال فترة الغزو".
وقال ان الكويتيين لن ينسوا ما ذكره وردده الأمير سعود الفيصل منذ الأيام الأولى للغزو عندما اكد "لن يغمض لنا جفن حتى تعود الكويت لأصحابها وأن الكويت ستتحرر رغم أنف الغزاة الحاقدين".
واوضح ان الأمير الفيصل رحمه الله كان من بين الدعاة الكبار للتلاحم الخليجي على اعتبار أنه يمثل رافدا أساسيا للعمل العربي المشترك مشيرا الى انه كان من دعاة تطوير الإمكانات الدفاعية الخليجية وعدم الركون فقط إلى التحالفات الدولية من منطلق قراءته الثاقبة للسياسة الدولية وتقلباتها.
وذكر ان الفقيد كان يحمل هموم العرب وقضاياهم في قلبه وفكره مؤكدا ان القضية الفلسطينية كانت في وجدانه اذ كرس مكانته الدولية في الدفاع عنها وكان من أبرز الدعاة لمبادرة السلام العربية حين خاطب العالم قائلاً "إذا لم تقدم هذه المبادرة الأمن لإسرائيل أؤكد لكم أن فوهة البندقية لن تقدم لها الأمن المنشود".
واضاف ان دعوة الأمير سعود الفيصل المتواصلة لإحداث الإصلاحات والتطوير في عمل ومؤسسات جامعة الدول العربية عكست إيمانه بأهمية وجدوى العمل العربي المشترك.
وقال الشيخ صباح الخالد ان الفقيد عبر باستمرار عن الدور البارز لبلاده في إطار منظمة التعاون الإسلامي موضحا ان أروقة الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية تستذكر الدور البارز والمؤثر الذي لعبه الأمير سعود الفيصل في العمل من أجل إشاعة قيم السلام والتعاون بين دول وشعوب العالم.
ومن جانبه قال رئيس مجلس العلاقات العربية الدولية محمد الصقر في كلمة مماثلة ان "فارس الدبلوماسية السعودية ترجل عن المنصب الوزاري بعد 40 عاما من العمل اجتمعت له فيها عبقرية الموهبة وكفاءة المجهود".
واوضح ان القائمين على المجلس "شعروا بأنهم اول من يجب عليهم تكريم الامير سعود الفيصل" مشيرا الى ان الفقيد "رحل دون ان نقول له ما لا يجهل عن اعجابنا بكفاءته واحترامنا لشمائله وعرفاننا بفضله".
وذكر ان مبادرة تكريم الامير سعود الفيصل "مبادرة وفاء لأمير عز مثل وفائه لوطنه وامته ودينه وتظاهرة احتفاء بالقيمة التي يمثلها الفقيد بسيرته ومسيرته".
ومن جهته استعرض عضو مجلس العلاقات العربية الدولية رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة في كلمة مماثلة مواقف الأمير سعود الفيصل مع لبنان "والتي من أبرزها سعيه الحثيث لإيقاف الحرب الأهلية وإسهامه المباشر في وقفها".
وقال السنيورة أن الفقيد رحمه الله "كان يحمل معه إلى المحافل الدبلوماسية أصالة وسكينة وصفاء فضلا عما كان يتميز به من حنكة البادية وحداثة المدينة وتعقيداتها ودقتها وكل ذلك كان متناغما في شخصيته".
واشار الى موقف الفقيد إبان الغزو العراقي لدولة الكويت وقوله في مقر الأمم المتحدة بنيويورك "إن الاعتداء الآثم على سيادة دولة الكويت وأرضها كان ينبغي مكافحته وإنهاؤه عربيا لكن في حالة عدم الاستطاعة ولأن احتلال الكويت يهدد السلام والأمن الدوليين فإن العرب ينبغي أن يعملوا مع المجتمع الدولي لتحرير الكويت وإعادة الشرعية إليها".
ومن ناحيته قال عضو المجلس الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى أن دعوة نخبة من الساسة العرب والدبلوماسيين لإقامة حفل وفاء لذكرى الأمير سعود الفيصل "أمر طبيعي باعتبارهم عرفوا فضله وكفاءته واحترموا قيادته ونهلوا من فيض دبلوماسيته".
واضاف "إلا أنني أسرع وأقول أنني وجدت حين أعلن النبأ الحزين بوفاة الأمير أن البسطاء والمواطنين قد حزنوا عليه أيضا وعبروا بأصدق المشاعر عن حزنهم بوفاته رغم أنهم لم يلتقوا به ولكنهم تابعوه ورأوا فيه الشخصية العربية المتفردة التي تعبر عن مشاعرهم العربية وكبريائهم الوطني".
واشاد بشخصية الراحل الأمير سعود الفيصل التي "جمعت بين الشهامة والمقدرة والكياسة والكبرياء والترفع والتواضع" مشيرا الى أنه كان "صاحب سمو أخلاقي". (النهاية) ح ر ز /أ م ح / ف ش