عمان – 11 – 11 (كونا) -- أكدت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي روز غوتمولر سعي بلادها الى الوصول الى منطقة شرق أوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل مشددة على أهمية إيجاد خطة مشتركة لحظر الانتشار النووي في المنطقة.
جاء ذلك في كلمتها خلال افتتاح أعمال (منتدى عمان الأمني) الذي تستضيفه الجامعة الأردنية لمدة يومين وينظمه المعهد العربي لدراسات الامن بمشاركة وحضور مختصين في الشأن الأمني العالمي والإقليمي.
وقالت غوتمولر إن الاتفاق النووي الأخير مع إيران "ألزم إيران أن تبقي استخداماتها النووية ضمن حدود الأغراض السلمية والعلمية ما شكل حلا سلميا مع طهران دون تأثر العلاقات السياسية والدبلوماسية معها".
وأضافت أن إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل يتطلب تعاون جميع دول المنطقة واجتماعها على طاولة الحوار والسعي الى إنهاء الخلافات وإرساء السلم العالمي.
وذكرت في هذا الصدد أن المنطقة على مفترق طرق تجاه إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل كما ان دولا كالولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا فضلا عن الامم المتحدة تتعاون لتسهيل الحوار المباشر بين أطراف عدة في منطقة الشرق الأوسط.
وبينت ان الدول العربية تعتبر الاتفاقية المبرمة مع ايران حيال برنامجها النووي "خطوة" نحو تحقيق السلام وخلو المنطقة من اسلحة الدمار الشامل موضحة ان هذا لا يعني ان المنطقة لا تشهد حالة من "افتقاد الثقة" لكن الحل يقع بالحوار والنقاش.
من جانبه قال الأمين العام المساعد في حلف شمال الأطلسي (ناتو) زورين دوكارو في كلمة مماثلة ان المنطقة تواجه الكثير من التحديات الناشئة التي يجب التصدي لها ومواجهتها لافتا الى ان ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وخطر الإرهاب أحد أبرز هذه التحديات.
وأضاف دوكارو أن التحديات التي تواجه (ناتو) في أوروبا والشرق الأوسط "متفاوتة" إلا أنها ذات قاسم مشترك "ففي كلتا الحالتين نواجه قوى ترفض قيمنا وتسعى لقلب النظام القائم على القواعد الدولية".
ورأى أن "الإيديولوجية العنيفة التي ينتهجها تنظيم الدولة تشعل التطرف والطائفية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
واوضح دوكارو أن التعامل مع تهديدات المنظمات الإرهابية يتطلب جهدا متعدد الجنسيات واسع النطاق يشمل مجموعة من التدابير المختلفة مشددا على ضرورة تكامل البعد العسكري مع الجهود الرامية إلى تعطيل الأنشطة العملية والمالية والتصدي لايديولوجية هذه التنظيمات على شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية.
وبين أن دول حلف (ناتو) تشارك حاليا في عمل عسكري لهزيمة التنظيم وإعادة بناء قدرات قوات الأمن العراقية المحلية وغيرها مؤكدا ضرورة منع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق فضلا عن الحاجة لزيادة الإغاثة الإنسانية لملايين اللاجئين.
وأكد دوكارو أهمية منع التنظيمات الارهابية من امتلاك قدرات غير تقليدية وأسلحة دمار شامل بيولوجية وكيميائية خاصة وأن لدى بعضها موارد مالية وبشرية لامتلاك مثل ذلك.
بدوره تحدث رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان عن أثر ما يسمى ب(الربيع العربي) على البرنامج النووي الأردني والاحتياطات التي تتخذها الهيئة في ظل تنامي التطرف بالمنطقة.
وقال طوقان إن البرنامج النووي الأردني باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية يعد برنامجا شموليا متكاملا يتكون من ثلاث مشاريع كبرى هي تطوير وتعزيز البنية التحتية البشرية بما في ذلك إنشاء وتشغيل مفاعل نووي بحثي وبناء وتشغيل المحطة النووية الأردنية وتعدين اليورانيوم.
وأضاف ان تنامي حاجة الدول العربية لامتلاك برامج نووية يعود لتبعات الصراع العربي الإسرائيلي واحتكار إسرائيل للطاقة النووية وامتلاكها لغايات عسكرية عدوانية توسعية.
من ناحيته قال مدير مركز دراسات الأمن عضو اللجنة التنسيقية للمنتدى الدكتور أيمن خليل إن (منتدى عمان الأمني) يعد أحد أهم التجمعات المتخصصة على المستوى الإقليمي التي تعقد بشكل منتظم وتعنى بالقدرات غير التقليدية والتي تشمل القدرات النووية والبيولوجية وتهدف إلى القاء الضوء على المشهد الدولي للحصول على رؤية متوازنة واضحة.
وأضاف خليل أن المؤتمر يهدف أيضا إلى بحث خيارات السياسة الخارجية والتعاون الإقليمي ونزع السلاح وحظر الانتشار النووي مع التركيز بوجه خاص على منطقة الشرق الأوسط.
ومن المقرر أن يختتم المنتدى أعماله غدا لاستكمال النقاشات حول تطوير برامج الطاقة النووية للأغراض السلمية في الوطن العربي وبحث التهديدات التي تواجه المنشآت النووية وتعزيز نظام الأمن النووي وتنمية القدرات اللازمة لتوفير الأمن الفعال للمحطات النووية. (النهاية) م ج ب / ب ش ر