(خبر موسع)

رام الله - 1 - 8 (كونا) -- التصعيد على الساحة الدولية كان القرار الذي اتخذته القيادة الفلسطينية في اجتماع طارئ عقدته الليلة الماضية في أعقاب الجريمة الشنيعة التي ارتكبها مستوطنون بحق أفراد عائلة الرضيع الفلسطيني علي دوابشة وهم نيام في الضفة الغربية فجر أمس وأودت بحياة الرضيع حرقا وأصيب فيها ثلاثة من أفراد عائلته بجروح خطيرة.
وقررت القيادة الفلسطينية اجراء اتصالات عاجلة مع الدول العربية لطرح مشروع قرار امام مجلس الامن حول جرائم المستوطنين وارهابهم وحمل ملف النشاطات الاستيطانية في الاراضي المحتلة للمجلس الدولي.
واوضحت انها ستجري اتصالاتها مع الاشقاء العرب وخاصة اللجنة العربية المشكلة برئاسة مصر وعضوية الاردن العضو العربي في مجلس الامن والمغرب والامين العام للجامعة العربية لطرح المشروع على مجلس الامن.
وتعتزم القيادة الفلسطينية كذلك التوجه الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لتفعيل طلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس انشاء نظام خاص للحماية الدولية للشعب الفلسطيني وبدء الاجراءات مع الفرق القانونية لرفع ملف جريمة حرق عائلة الرضيع علي دوابشة الى المحكمة الجنائية الدولية.
كما قررت تعزيز وتفعيل المقاومة السلمية الشعبية لمواجهة وردع الارهاب الممارس من قبل المستوطنين بحماية الحكومة الاسرائيلية وتنفيذ قرارات المجلس المركزي بتحديد العلاقة مع سلطة الاحتلال ورفض ما تطرحه اسرائيل من ابقاء للوضع على ما هو عليه اي "سلطة بدون سلطة".
ويأتي ذلك على خلفية تشكيك عباس في تقديم اسرائيل المستوطنين الذين اضرموا النيران في منزل عائلة دوابشة الى عدالة حقيقية حيث اكد في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية الذي عقدته في رام الله انه "منذ عام 2004 ارتكب المستوطنون 11 ألف جريمة وكلها تسجل اما ضد مجهول واذا لزم الامر والقي القبض على احدهم لا يمكث في التحقيق سوى ساعات ثم يخرج ليقوم بهذه الاعمال القذرة".
واضاف ان "ما يقوم به المستوطنون ليس فقط عداء وانما نتيجة للعمل الاستيطاني الذي تقوم به الحكومة الاسرائيلية وهي مسؤولة مباشرة عن العمل وتعرف المستوطنين واماكن سكنهم وتستطيع ان تأتي بهم الى عدالة حقيقية واشك انهم سيقدمون للعدالة".
واشار عباس الى ان اسرائيل فيها تنظيمات كثيرة ويعترفون بانها "ارهابية" مؤكدا "سنطالب المجتمع الدولي والامم المتحدة وامريكا المنحازة دائما بان تسمي هذه المنظمات ارهابية لانه لا فرق بين ما يسمونها ارهابية في العالم العربي والاسلامي وهذه ربما هي اكثر سوءا".
واوضح ان المطلب الفلسطيني الدائم هو المطالبة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني مضيفا "غدا اطلب من وزير الخارجية ان يحمل هذا الملف للمحكمة الجنائية الدولية".
ورغم ذلك طالب عباس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة محاربة الارهاب ومحاسبة مرتكبي جريمة حرق الرضيع علي دوابشة.
وقالت وكالة انباء (وفا) الفلسطينية ان عباس ابلغ نتنياهو خلال مكالمة هاتفية امس ان الجريمة الارهابية البشعة يجب الا تمر من دون محاسبة مرتكبيها في حين ابلغ نتنياهو عباس بانه زار جرحى الاعتداء الارهابي الذي وقع في قرية (دوما) جنوب نابلس.
ويأتي هذا في وقت توفي فيه فتى متأثرا بجراح اصيب بها خلال مواجهات وقعت بين جيش الاحتلال وشباب على حاجز عطارة شمال مدينة رام الله امس غضبا على جريمة احراق المستوطنين الرضيع دوابشة.
وكانت نقاط التماس مع جيش الاحتلال في الضفة الغربية شهدت مواجهات اسفرت عن اصابات بالرصاص المطاطي وحالات اختناق بالغاز كما وقعت مواجهات في مدينة القدس اسفرت عن اصابات بحالات اختناق بالغاز.
كما خرجت مسيرات عدة بقطاع غزة أمس رفضا لسياسة اسرائيل الاستيطانية وتنديدا بالجريمة النكراء التي اقترفت بحق عائلة دوابشة في وقت قتل فيه شاب فلسطيني (17 عاما) في شمال قطاع غزة برصاص الجنود الإسرائيليين المتمركزين على الشريط الحدودي.
وعلى صعيد الدولي توالت ردود الافعال الغاضبة على جريمة قتل الرضيع الدوابشة من جانب منظمات دولية واقليمية اضافة الى دول دائمة العضوية في مجلس الأمن وعدد من الدول العربية والغربية ترافقت مع اجماع على ضرورة جلب مرتكبي هذا العمل الارهابي الى العدالة. (النهاية) م ع ع