شرم الشيخ - 28 - 3 (كونا)-- حمل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هنا اليوم الميليشيات الحوثية والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح المسؤولية عن التصعيد الذى جرى مؤخرا في اليمن.
وقال الشيخ تميم في كلمة أمام مؤتمر القمة العربية في دورتها العادية ال 26 ان مخرجات الحوار الوطني الذى تم وفقا للمبادرة الخليجية وبرعاية الامم المتحدة كانت تشكل اساسا متينا لمرحلة جديدة في اليمن على أساس المشاركة بين جميع الاطياف على النحو العادل والمتكافئ .
واكد أن الأحداث الأخيرة التي قامت بها جماعة (انصار الله) الحوثية وبالتنسيق مع الرئيس اليمني السابق "هي اعتداء على عملية الانتقال السلمي في اليمن وتفرغ نتائج الحوار الوطني من مضمونها وتصادر الشرعية السياسية وتقوض مؤسسات الدولة".
ودعا كافة الاطراف والقوى السياسية الى تغليب مصلحة اليمن وشعبها واحترام الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته المعترف بها من المجتمع الدولي بسحب الميليشيات من مؤسسات الدولة الأماكن العامة والعمل على استكمال تنفيذ العملية السياسية.
وقال أمير دولة قطر إن القمة العربية تعقد في ظل أوضاع اقليمية ودولية معقدة وتحديات خطيرة تواجهها الأمة العربية مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية تأتي في مقدمة هذه التحديات.
وأكد "أن السلام والاستقرار والأمن في منطقتنا لن يتحقق الا بالوصول الى تسوية عادلة وشاملة تستند الى قرارات الشرعية الدولية والعربية وفق مبدأ حل الدولتين".
ودعا مجلس الأمن إلى تحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية والى أخذ المبادرة لتحديد الاجراءات والتدابير اللازمة لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للقرارات الصادرة عنه ذات الصلة وفى مقدمتها (242) و(338) بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة وضمن خطة عمل سياسية واضحة وفى اطار برنامج زمني محدد .
كما أكد ضرورة التحرك العربي دوليا لوقف الاستيطان الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة الذى يعانى أزمة انسانية غير مسبوقة .
وحول الوضع في سوريا قال أمير دولة قطر إن "الجامعة العربية في بداية التحرك الشعبي السوري سبق وأن طرحت حلا سياسيا يؤمن تغيير سلميا توافقيا وتسوية تشمل النظام نفسه كطرف فيها" مشيرا الى أن النظام رفض واطلق عملية الابادة والتهجير ضد شعبه.
وأضاف "ولا يفوتني هنا ان أؤكد مجددا ان علينا كعرب وعلى المجتمع الدولي القيام بالواجب الانساني تجاه الشعب السوري في مناطق النزوح في سوريا أو في مناطق اللجوء في دول الجوار وتقديم كل أنواع المساعدات لهم للمساندة وشد أزرهم في مواجهة المصاعب الحياتية التي يعانون منها".
وأشار الى أن العالم شهد خلال السنوات القليلة الماضية تنامي ظاهرة الارهاب وامتدادها في دول عربية عديدة وأصبحت تمثل خطرا جديا على الأمن الاقليمي العربي والامن الدولي على حد سواء مؤكدا أنه لا يمكن فصل ظاهرة الارهاب عن عوامل عديدة تراكمت على مدى العقود الماضية "كيأس الخاسرين من عمليات التحديث دون تنمية".
وعن الوضع في ليبيا قال الشيخ تميم "ان موقفنا ثابت ازاء التطورات الأوضاع في ليبيا الشقيقة وسيبقى داعما للحوار الوطني بين جميع الاطراف انطلاقا من رؤيتنا في انه لا حل عسكريا في ليبيا".
وأكد أن المخرج الوحيد من تداعيات الازمة يتمثل في حل سياسي يحترم ارادة الشعب الليبي ويلبي طموحاته المشروعة في الامن والاستقرار ويهيئ الظروف لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها بمشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية الليبية ودون اقصاء أو تهميش بعيدا عن التدخلات الخارجية .
كما اكد دعم قطر ومساندتها للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ودول الجوار الليبي الهادفة الى تفعيل الحوار الوطني بين جميع مكونات الشعب الليبي للوصول الى حل سياسي يحقق تطلعات وامال الشعب الليبي. (النهاية) م ش / م ف م / ا س م / ط م ا