غزة 16 - 2 (كونا) -- اتهم مسؤول فلسطيني اليوم اسرائيل باتباع سياسات الاعتقال في سجون سرية اقامتها لاحتجاز معتقلين فلسطينيين وعرب اختفى الكثير منهم في ظروف غامضة بعد اعتقالهم خلال عقود الصراع معها.
وابلغ مدير قسم الاحصاء في وزارة شؤون الاسرى والمحررين عبدالناصر فروانة وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان افتتاح سجون سرية واخفاء او اختفاء المعتقلين من اهم سمات الاحتلال التي مارسها بحق ابناء شعبنا عبر سنين طويلة.
ونبه الى ان حكومات الاحتلال رفضت ولا تزال فتح ابواب سجونها امام الرأي العام ومؤسسات حقوق الانسان المحلية او الدولية بحرية تامة ودون رقابة مشيرا الى ان بعض هذه السجون السرية بات معروفا للجميع.
وكان فروانة يعلق على حال الجدل القائم في اسرائيل بعد الكشف عن وفاة استرالي الاصل يدعى بن زايغر عمل مع جهاز (الموساد) الاسرائيلي والذي اخفت الاخيرة خبر وفاته في زنزانة انفرادية في سجن ايالون لمدة تزيد على العامين.
ويتردد ان اجهزة الاستخبارات والامن في اسرائيل تبذل الان جهودا مكثفة لمنع انتشار أي معلومات بشأن قضية هذا العميل وتعمل على فرض تعتيم كامل على قضيته خشية افتضاح ما تقوم به من انتهاكات.
وشدد فروانة على ان كل الشواهد تؤكد ان ممارسات اجهزة امن الاحتلال اجرامية ولا انسانية واثبتها فتح سجون سرية اخفت الكثير من المعتقلين الذين لم تعترف بوجودهم لديها واعدمت العديد منهم بعيدا عن الاعين.
ودعا المسؤول الفلسطيني الى بذل المزيد من الضغط على المؤسسات الحقوقية الدولية كي تتحرك وتتخلى عن موقفها السلبي للكشف عن تلك السجون ايا كان موقعها وانقاذ حياة المعتقلين فيها قبل ان يختفوا للابد.
وضرب فروانة مثلا على وجود هذه السجون بمعسكر اعتقال سري شمال اسرائيل ترفض الاخيرة السماح لاي جهة دولية بدخوله معربا عن تخوفه من وجود انتهاكات جسيمة بحق الموقوفين فيه.
ونبه الى ان هذا المعسكر اقيم في منطقة تبدو عادية غير مثيرة للريبة من حيث الموقع الذي يحاط ما يحدث به من جرائم وانتهاكات مخالفة للقانون الدولى بكثير من السرية والتكتم الشديد.
واوضح ان اسرائيل مازالت تنكر وجود هذا السجن رغم مرور عدة سنوات على افتضاح امره وانه لا يعرف اجمالي عدد نزلائه المحتجزين به حتى الآن مشيرا الى انه من المعروف ان من يدخله قد يختفي للابد.
وترفض اسرائيل السماح للمؤسسات الحقوقية بزيارته او زيارة المنطقة التي يعتقد أن السجن السري بداخلها ومازالت تنكر وجود اعداد كبيرة من المفقودين في سجونها.
ويقع هذا السجن رقم 1391 وسط منطقة محاطة بالاشجار الحرجية والجدران المرتفعة بالقرب من خط يونيو 1967 الفاصل بين الضفة الغربية والمناطق التي احتلتها اسرائيل عام 1948.
كما استخدم كمركز للشرطة في عهد الانتداب البريطاني ووضع على مدخله لافتة كبيرة كتب عليها (الشرطة في خدمتك دائما) ثم حوله الاحتلال لقاعدة عسكرية فاستبدل اللافتة بأخرى كتب عليها (اسم المعسكر 1391).
ويعتقد وفق فروانة أن اللافتة هذه ازيلت بعد تحويله لسجن سري او خشية من اكتشاف امره بعد اللجوء الى استخدامه بشكل اوسع ما يعني ان تحوله لسجن ربما جرى في مطلع التسعينيات من القرن الماضي.
ونبه الى ان اكتشاف هذا السجن رقم 1391 جرى اواخر العام 2003 وان اعضاء الكنيست الاسرائيلي ممنوعون من زيارته والاطلاع على ظروفه اوالالتقاء بالمعتقلين فيه.
وقال فروانة ان عائلات فلسطينية ولبنانية واردنية عديدة تقدمت في السنوات الاخيرة بشكاوى تشير لاختفاء ابنائها وكأن الارض انشقت وابتلعتهم حيث تعتقد هذه الاسر بأن ابناءهم مازالوا احياء معتقلين بسجون الاحتلال السرية ومنها السجن السري رقم 1391.
واكد ان هناك ترابطا وثيقا بين اختفاء المئات من الاسرى الفلسطينيين والعرب منذ عقود وسنوات طويلة الذين اعتبروا في تعداد المفقودين وبين السجون السرية ومقابر الارقام السرية التي اقامتها اسرائيل للشهداء من الفدائيين الفلسطينيين والعرب.
واقامت اسرائيل عددا من مقابر الارقام دفنت فيها المئات من المقاتلين والاسرى الفلسطينيين واللبنانيين خلال العقود الاخيرة منها واحدة تقع بجانب جسر بنات يعقوب في منطقة غور الاردن وتضم جثث المئات من هؤلاء الذين استشهدوا خلال حرب لبنان الأولى.
ورأى فروانة ان من اختفوا واصبح مصيرهم مجهولا ربما كانوا احياء في هذه السجون او ان بعضهم استشهد ونقل جثمانه الى ثلاجات الموتى ليقضي حكما بالسجن بعد موته او دفن في ما يعرف بمقابر الارقام السرية وهذا لايوجد سوى في اسرائيل.
وقال فروانة ان اسرائيل هي الوحيدة في العالم التي تعاقب الانسان بعد موته وتصدر احكاما عليه وتحتجز جثامين الشهداء في جريمة تعتبر من اكبر الجرائم الانسانية والاخلاقية والقانونية.
واعترفت اسرائيل اليوم بأنها مارست ولا تزال عمليات اعتقال وتوقيف تجري بسرية بحق اشخاص منهم اسرائيليون اشتبه في تورطهم في قضايا امنية خطيرة قبل اخفائهم في سجونها.(النهاية) م ت / خ ن ش كونا161132 جمت فبر 13