الكويت - 2 - 3 (كونا) -- تناول بيت التمويل الكويتي (بيتك) واقع ومستقبل التمويل الإسلامي في أفريقيا معتبرا ان هذه القارة تمتلك مستقبلا واعدا للصيرفة الاسلامية لاسيما في دول الغرب والجنوب ويتواجد فيها نحو 38 مؤسسة مالية ومصرفية اسلامية.
وقال تقرير اعدته شركة (بيتك للابحاث) صدر اليوم ان دول شمال أفريقيا تمتلك مجالا واسعا لانتشار الصيرفة الاسلامية لم يستغل بشكل مناسب بسبب ضعف الكوادر البشرية والبنى التحتية.
واضاف التقرير أن الفرص عديدة ومتنوعة لنمو صناعة الصيرفة الإسلامية في القارة السمراء خصوصا في دول الشمال الافريقي وكينيا ونيجيريا والسنغال وجنوب أفريقيا حيث تعد سوقا واعدة للمعاملات المالية الإسلامية وفق الشريعة.
وأشار إلى ان معظم دول القارة الافريقية غيرت من تشريعاتها للسماح بعمل البنوك الاسلامية كما تسعى دول مثل كينيا ونيجيريا لتكون مركزا مهما للصناعة الناشئة على مستوى القارة.
ولخص التقرير العوامل التي ساهمت في نمو التمويل الاسلامي في القارة الافريقية خلال السنوات الماضية والتي تمثلت بزيادة الوعي في دول القارة لاسيما دول جنوب الصحراء مدعومة بنمو العلاقات التجارة بينها ودول الشرق الأوسط.
كما ساهم الطلب المتزايد على المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والخدمات للمسلمين في نمو التمويل الاسلامي اضافة الى زيادة الطلب على هذه الصناعة في أعقاب الأزمة المالية العالمية الأخيرة.
وذكر انه رغم بدء العمل المصرفي الاسلامي في مصر منذ عام 1960 إلا ان هذه الصناعة لا تزال في مراحلها الأولى في كافة أنحاء القارة مشيرا الى ان كينيا تمللك زمام المبادرة في الخدمات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
واوضح ان شمال افريقيا تمثل سوقا كبيرة غير مستغلة لنحو 190 مليون شخص يمثل المسلمون منهم نحو 91 في المئة مبينا ان غرب افريقيا شهد بدوره تطورا في الصناعة المصرفية الإسلامية لاسيما في نيجيريا بعد ان قامت بتعديل قوانينها في تسعينيات القرن الماضي.
ولفت التقرير الى بدء العمل المصرفي الاسلامي في كينيا عام 2008 عندما سمحت الحكومة الكينية للبنك التجاري الكيني بالبدء في العمليات التشغيلية لبنك الامانة الاسلامي كأول بنك اسلامي في البلاد اضافة الى تأسيس البنك الخليجي الأفريقي.
واضاف ان المسلمين يشكلون نحو 3ر2 في المئة من عدد السكان في جنوب افريقيا في حين يقدر الذين يستخدمون الخدمات المصرفية الإسلامية في تعاملاتهم ب 10 و15 في المئة فقط من مجموع السكان المسلمين في الدولة مشيرا الى وجود ثلاث مؤسسات تتعامل بالمصرفية الإسلامية في جنوب افريقيا حاليا.
وعن افاق الصناعة المصرفية الاسلامية في جنوب افريقيا قال التقرير ان التدابير المختلفة التي اتخذتها دول هذه المنطقة جعلتها تحظى بافاق مشرقة حيث تعمل جنوب أفريقيا حاليا على إدخال قوانين الحياد الضريبي لكل من عمليات المضاربة والمرابحة وتسعى وزارة الخزانة الوطنية الى تحقيق الرؤية بان تصبح جنوب أفريقيا مركزا لتطوير المنتجات الإسلامية.
وتوقع أن تكون البنوك الإسلامية ومنتجاتها أكثر شعبية في أجزاء من أفريقيا بحسب تمركز المسلمين كمنطقة شمال أفريقيا وأجزاء كبيرة من غرب أفريقيا وجنوب الساحل الشرقي.
وحول التوقعات المستقبلية للقارة الافريقية افاد التقرير بان الصناعة المصرفية الإسلامية ستستمر في التوسع في أفريقيا بدعم من عوامل عدة اهمها التحولات التي تحدث في البلدان الأفريقية من كونها تعتمد على المساعدات الى دول نامية في مجال التجارة وعلاقات الأعمال مع الشرق الأوسط اضافة الى الإصلاحات السياسية والتجارية في دول القارة والتي اهلتها لتكون ثالث اسرع المناطق نموا في العالم.
وذكر التقرير ان عدد الأفارقة من الطبقة الاجتماعية المتوسطة تضاعف ثلاث مرات خلال السنوات ال 30 الماضية ووصلت نسبتهم إلى أكثر من 34 في المئة من سكان القارة حيث يعتبر ذلك ايضا من العوامل التي ستساهم في نمو الطلب على المنتجات المصرفية الاسلامية للأفراد إلى جانب قيام دول القارة بتعديل القوانين المصرفية لاستيعاب الصناعة المصرفية الإسلامية.
ورأى ان من العوامل الداعمة ايضا لنمو الصيرفة الاسلامية ان ثاني اكبر تعداد سكاني للمسلمين في العالم يتواجد في افريقيا حيث يبلغ عدد المسلمين في هذه القارة نحو 540 مليون نسمة ما نسبته 4ر52 في المئة من سكانها.
كما ذكر التقرير ان ابرز التحديات التي تعترض صناعة الصيرفة الاسلامية هي عدم وجود بنية تحتية كالاسواق المالية الإسلامية اضافة الى عدم امتلاك معظم البلدان الأفريقية تشريعات ضريبية متعلقة بالمنتجات والخدمات المالية الإسلامية.(النهاية) ف ن ك / ر ض ا كونا021629 جمت مار 12