الكويت - 10 - 9 (كونا) -- بعد الاجازة الصيفية للمدارس وتوقف دام اكثر من ثلاثة اشهر يعود طابور الصباح المدرسي الذي يصادف غدا معلنا تدشين اليوم الأول من الفصل الدراسي الاول لعام 2011 لتلامس اصوات اكثر من 650 ألف طالب وطالبة موزعين على 1450 مدرسة سارية العلم الذي يحمل علم الكويت يرفرف عاليا خفاقا بقوة وبصوت واحد يحيون العلم (تحيا الكويت.. عاش الأمير).
وحول تاريخ انشاد النشيد الوطني في مدارس الكويت يقول الباحث في التراث الكويتي صالح المسباح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان كل دولة تحرص على ان تكون لها هويتها الخاصة من خلال نشيدها الوطني الذي يعبر عن امجادها وآمال شعبها وتراثها وتاريخها العريق ويجسد كفاحه في سبيل تحقيق الاستقلال.
واضاف المسباح ان وزارة التربية تحرص على طابور الصباح وان كانت مدته الزمنية لا تتعدى خمس عشرة دقيقة قبل بداية الحصة الأولى حيث تتضمن هذه الفترة العديد من الأنشطة منها بعض التمارين الرياضية وعزف السلام الوطني ورفع وتحية العلم وبرامج الاذاعة المدرسية المنوعة لافتا الى ان المشرفين والموجهين في الوزارة يؤمنون ان طابور الصباح يعزز الانضباط وتنشيط الدورة الدموية والذاكرة ومن ثم القدرة على التفكير والاستيعاب.
وعن النشيد الوطني لدولة الكويت قال المسباح ان اكثر من نشيد وطني عرفه اهل الكويت اما اول وأقدم نشيد وطني ويمكن ان نعده الاول من نوعه والذي عرفته الكويت وانشده طلبة المدارس فيقول في مطلعة (الشعب الكويتي لك البشرى / فمجدك يا وطني ازدهرا) وقد انشده اول مرة طلاب مدرسة المباركية منذ الثلاثينيات من القرن الماضي.
واوضح ان مدرسة المباركية تعد اول مدرسة نظامية في الكويت حيث افتتحت منذ نحو قرن من الزمان في 22 ديسمبر 1911 وسميت بذلك تيمنا باسم حاكم الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح وبلغ عدد الطلبة عند افتتاحها 245 طالبا.
وذكر انه عندما تولى الشيخ أحمد الجابر الصباح الحكم تمت كتابة النشيد الوطني الأول اما اللحن فقديم ويطلق عليه (سلام أفندينا) في مصر وكان النشيد الوطني لمصر في زمن الخديوي وقد سجله أكثر من مطرب على اسطوانة بنص مختلف مثل عبداللطيف الكويتي وتم تلحينه على مقام الراست.
واشار المسباح الى ان كلمات النشيد هي من قصيدة للمرحوم الشاعرالكويتي فهد العسكر وتقول كلماتها.. الشعب الكويتي لك البشرى / فمجدك يا وطني ازدهرا وطالع سعدك مبتسم / بعهد حزت به الفخرا بعهد المفدى أحمد من / سما أصلا وعلا قدرا سليل المجد فأجمعنا / نزف لسدته الشكرا لنبذل جهد مساعينا / لاحياء سؤدد ماضينا كذلك الله يؤيدنا / بروح ومنه يهدينا شباب الكويت ألا فأنهضوا / فنحن بعصر المدنية بعصر فيه الشعوب رقت / فهبوا واحيوا القومية ولتسمى الكويت بأحمدها / شهم ونبراس الوطنية وليحيا أحمد وأسرته / ولتحيا الأمة العربية وبين ان هذا النشيد يأتي على بحر المتقارب ولحنه على نغم يسمى نغم الرصد وكان يردد في المدارس في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح وحتى وفاته وبعد تولي الشيخ عبدالله السالم الحكم من بعده تغير هذا النشيد وجاءت فكرة عمل النشيد الوطني الحالي من مجلس الوزراء الذي كان يترأسه الشيخ جابر الأحمد الصباح عندما كان وليا للعهد ورئيس لمجلس الوزراء في عهد الشيخ صباح السالم الصباح.
ولفت الى تشكيل لجنة من مجلس الوزراء برئاسة الشيخ جابر الأحمد وتم عمل مسابقة مفتوحة لتقديم كلمات وألحان النشيد الوطني ليحل محل السلام الأميري والذي كان مستخدما منذ استقلال الكويت عام 1961 وانتهت أعمال اللجنة الى اختيار هذا النشيد كي يكون النشيد الوطني للكويت وتم تحديد يوم العيد الوطني في تلك السنة كي يكون اليوم الأول لاستخدام النشيد.
واضاف انه على الرغم من أن اختيار النشيد تم في عهد الشيخ صباح السالم الصباح إلا أنه لم يستخدم في عهده بسبب وفاته بتاريخ 31 ديسمبر 1977 الا انه وكما كان مقررا بدأ استخدام النشيد في يوم الاحتفال بالعيد الوطني وكان وقتها قد تم الانتهاء من فترة الحداد على الأمير الاسبق الشيخ صباح السالم الصباح.
وافاد بانه في عام 1978 تم تغيير السلام الاميري بنشيد وطني وضع كلماته المرحوم الشاعر احمد مشاري العدواني وقام بتلحينه الملحن والفنان الموسيقي ابراهيم الصولة وتم اختيار اللحن ضمن مسابقة لعدد كبير من الملحنين اما توزيع اللحن فكان للفنان احمد علي واذيع النشيد الوطني الكويتي لاول مرة في العام 1978 الذي يقول مطلعه (وطني الكويت سلمت للمجد / وعلى جبينك طالع السعد) في ذكرى العيد الوطني السابع عشر لدولة الكويت.
وقال انه منذ اكثر من ثلاثة عقود والشعب الكويتي يردد في مختلف المناسبات الوطنية هذا النشيد وتغنى به الكويتيون وهتفوا به عاليا في المناسبات الوطنية والقومية والشعبية والرسمية على مدى السنوات الماضية.
واوضح انه في السنوات التي سبقت الاستقلال كان يعزف السلام الاميري منذ عام 1951 واستمر العمل به حتى 25 فبراير عام 1978 وتم اعتماد ذلك النشيد بعد حصول الكويت على استقلالها في 19 يونيو عام 1961 حيث نصت المادة الخامسة من الدستور الكويتي على ان يكون للدولة علمها وشعارها وشاراتها واوسمتها ونشيدها الوطني.
وذكر ان القانون رقم 26 لسنة 1961 الصادر في 7 سبتمبر عام 1961 حدد في مادته الاولى شكل علم الدولة الرسمي وألوانه الاربعة المستقاة من قول الشاعر العربي صفي الدين الحلي (انا لقوم ابت اخلاقنا شرفا ان نبتدي بالاذى من ليس يؤذينا / بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر مرابعنا حمر مواضينا) وختم المسباح بقوله ان النشيد الوطني الحالي جاء ليعبر عن مشاعر شعب الكويت في مختلف المناسبات وليكرس مفهوم الولاء والانتماء للوطن.(النهاية) م ف / ر ض ا كونا101129 جمت سبت 11