من محمود بوشهري

 الكويت - 10 - 5 (كونا) -- اجمعت بعض مكاتب السياحة والسفر على ان الوجهات الرئيسية للمسافرين والسياح الكويتيين صيف 2011 تتركز على اسطنبول ودبي وجدة تليها بدرجات متفاوتة رحلات شرق آسيا (كوالالمبور وبانكوك) وأوروبا (لندن وجنيف وباريس وميونخ).
وأوضح مديرو ومسؤولو تلك المكاتب في لقاءات متفرقة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان عطلة صيف 2011 ستكون مختلفة بعض الشيء عن غيرها من الاعوام السابقة بالنسبة للكويتيين الراغبين بالسفر بسبب عاملين رئيسيين.
واضافوا ان اول هذين العاملين يتمثل بالاوضاع السياسية غير المستقرة في بعض العواصم السياحية في منطقة الشرق الاوسط التي اعتاد الكويتيون قضاء عطلة الصيف فيها كالقاهرة وبيروت فيما يتمثل العامل الثاني باستحواذ شهر رمضان المبارك على 30 يوما من العطلة بتزامنه مع شهر اغسطس المقبل.
ورأوا ان هذين العاملين لاسيما مايتعلق بالاوضاع السياسية غير المستقرة لم يؤثرا بحدة على حركة السفر عند الكويتيين بل انحصر التأثير على تغيير وجهات السفر من هذه المناطق المتوترة الى مناطق أخرى مستقرة.
وذكروا ان دخول جدة كوجهة رئيسية في العطلة الصيفية المقبلة يأتي بغرض السياحة الدينية لاداء فريضة العمرة في مكة المكرمة (حوالي 80 كيلو متر عن مطار جدة) في شهر رمضان المبارك.
واشاروا الى ان أسعار تذاكر السفر ارتفعت أربع مرات منذ شهر مارس الماضي حتى الان لاسباب معينة تنحصر باقتراب موسم السفر وارتفاع اسعار البترول عالميا والطلب المتزايد من المسافرين على بعض الوجهات الرئيسية.
واعتبروا ان بعض المواقع الالكترونية المتخصصة بحجوزات السفر والسياحة أثرت سلبا ونسبيا على نشاط شركات السياحة وان الخدمات المقدمة عبر هذه المواقع لم تخل من مشكلات وعراقيل بوجه من يقوم بالحجز عبرها.
وقال مدير مكتب شركة (كناري للسفريات) محمد التسابحجي ان تركيز المسافرين الكويتيين على رحلات اسطنبول هذه السنة سببه تميز تركيا عن دول اوروبا بسهولة الحصول على تأشيرة دخول (فيزا) من المطار لاسيما التأشيرات الخاصة بالعمالة المنزلية وانخفاض تكلفتها.
واضاف التسابحجي ان تأشيرة (شنغن) الاوروبية او تأشيرة بريطانيا تتطلب وقتا لاصدارها كما ان هناك اجراءات احترازية كثيرة متعلقة في شأن اصدارها للعمالة المنزلية.
وذكر من الاسباب التي جعلت اسطنبول وجهة رئيسية في هذا العام ايضا غلاء تكاليف الحياة المعيشية في بعض مدن اوروبا مقارنة مع تركيا التي تمتاز بانخفاض نسبي في هذه التكاليف.
واشار الى قيام الخطوط الجوية التركية بزيادة عدد رحلاتها من مطار الكويت الى مطار اسطنبول من سبع رحلات الى عشر رحلات اسبوعيا وذلك في شهر يونيو الى شهر اكتوبر المقبل.
وعزا الارتفاع في اسعار التذاكر الى اقتراب موسم السفر ووصول اسعار البترول لمعدلات عالية (والضغط) على بعض الوجهات الرئيسية مبينا ان اسعار التذاكر ارتفعت من ثلاث الى اربع مرات منذ شهر مارس دون سابق انذار من شركات الطيران.
وقال انه على سبيل المثال سعر تذكرة رحلة اسطنبول وصلت الى 260 دينارا كويتيا للفرد البالغ بعد ان كانت 130 دينارا في وقت سابق من العام وارتفع سعر تذكرة دبي بنسبة 50 في المئة تقريبا مع قرب موعد العطلة الصيفية.
وذكر ان امارة دبي الاماراتية احتلت المرتبة الاولى بين اكثر الوجهات العربية التي يقصدها الكويتيون هذا العام بسبب الاوضاع السياسية المتوترة في منطقة الشرق الاوسط لاسيما في القاهرة وبيروت والمنامة ودمشق ما جعل العائلات الكويتية والشباب يختارون دبي كبديل مناسب لهم لقضاء العطلة الصيفية فيها.
ورأى التسابحجي مؤشرا "مهما" يدل على ابتعاد الكويتيين عن قصد القاهرة للسياحة ويتعلق بعدد الرحلات المسيرة من شركة مصر للطيران (من الكويت الى مطار القاهرة) الذي تقلص بنسبة 50 في المئة بمعدل 3 رحلات يوميا في فترة الصيف بعد ان كان 6 رحلات يوميا في العام الماضي كما ان حجم طائرات نقل الركاب تغير ليستوعب عددا اقل من المسافرين.
من جهته قال موظف حجز التذاكر لدى شركة (اكسبرس للعطلات والسياحة والسفر) فادي ابوعليا ان عامل الطقس وتوفر الاماكن السياحية وسهولة الحصول على تأشيرة الدخول (الفيزا) اضافة الى تكلفة المعيشة (المعقولة) من أهم اسباب توجه العائلات الكويتية للسياحة في تركيا.
واضاف ابوعليا ان غالبية حجوزات الكويتيين لدى شركته تبدأ أواخر شهر يونيو وتنتهي في اخر شهر يوليو أي قبل دخول شهر رمضان بينما يمتد جزء من حجوزات الوافدين المقيمين في الكويت الى ما بعد شهر رمضان لاسيما الوافدين من الجالية المصرية.
وذكر ان هناك اقبالا شديدا على تذاكر جدة في اغسطس المقبل الذي يتزامن مع دخول شهر رمضان فيه حيث يرغب الناس بتأدية فريضة العمرة مشيرا الى عدم توفر حجوزات للفنادق في مكة المكرمة وبالاخص في عطل نهاية كل الاسبوع من هذا الشهر.
وقال ان ماليزيا تستحوذ على عدد لا بأس به من اعداد المسافرين الكويتيين الى شرق آسيا باعتبارها بلدا اسلاميا وذات مناظر طبيعية خلابة اضافة الى امتلاكها مرافق ومناطق سياحية كثيرة كالمجمعات التجارية والجزر.
وعن مدى تأثر مكاتب السياحة والسفر في الكويت بسبب الحجوزات التي تتم بواسطة المواقع الالكترونية قال أبوعليا ان حجوزات تذاكر الطيران والفنادق عن طريق الانترنت (اونلاين) اثرت سلبا "وبشدة" على شركات السياحة والسفر وخدماتها كونها تقدم اسعارا تنافسية متاحة للجميع.
واوضح ان بعض هذه المواقع تقوم باقتطاع (عمولة الخدمة) المقدرة بنسبة 15 في المئة عند القيام بالحجز وهو ما يغفل عنه كثير من مستخدمي هذه المواقع وبالتالي يجب أخذ التكلفة الاجمالية بعين الاعتبار ومقارنتها بأسعار شركات السفر.
من جانبه وجه المدير العام في شركة المستقبل للسياحة والسفر مدحت مريد "نصيحة" الى الراغبين بالسفر بتنظيم حجوزاتهم مع مكاتب السياحة قبل موعد السفر بفترة زمنية مناسبة وذلك للحصول على سعر معقول وعروض مناسبة وتوفر بدائل لوجهات السفر.
ودعا مريد المسافر الكويتي الى تنظيم رحلة سفره قبل مدة "مريحة" من موعد المغادرة حيث بامكانه توفير ما لا يقل عن 40 في المئة من تكلفة حجوزاته في حال قام بعملية الحجز قبل ستة اشهر من تاريخ سفره على الاقل.
وبين ان حركة الحجوزات بدأت بالازدياد منذ منتصف شهر ابريل الماضي وهو موعد "متأخر" لتنظيم رحلات السفر.
وذكر ان الاوضاع المتوترة في بعض العواصم العربية السياحية كالقاهرة وبيروت والمنامة ودمشق جعلت كثيرا من الكويتيين يختارون دبي كوجهة اساسية في هذه المنطقة لما تملكه هذه الامارة الخليجية من مقومات سياحية.
ورأى مريد ان خروج احدى شركات الطيران من السوق المحلية وتوقفها عن تسيير رحلاتها الى دبي ساهم بزيادة اسعار التذاكر اليها.
وعن حركة السفر المتوقعة في شهر رمضان المبارك قال ان غالبية حجوزات المسافرين تنتهي مع نهاية شهر يوليو الا للراغبين بالسياحة الدينية في مكة المكرمة لاداء فريضة العمرة. واشار الى ان الحركة بعد شهر رمضان تنخفض بشكل كبير ما عدا رحلات اوروبا خصوصا للعائلات الصغيرة.
واضاف ان العائلات الكويتية ما زالت تفضل اوروبا لقضاء عطلة الصيف فيها كالنمسا وسويسرا والمانيا وبريطانيا الى جانب اسطنبول التي اصبحت وجهة مفضلة لدى كافة فئات المجتمع في الكويت علما ان معدلات طلب السفر الى ماليزيا "في انخفاض عن السنوات الماضية".
وفيما يتعلق بالحجوزات عبر شبكة الانترنت ذكر مريد ان هناك جانبا سلبيا للخدمة المقدمة عبر الشبكة العنكبوتية وهي أن "من الصعب تعديل موعد الحجز فيها او الغائه كما ان المسافر يقضي وقتا طويلا في البحث عما يناسبه في السفر".
بدوره قال يوسف احمد وهو رب أسرة اعتاد على السفر الى اوروبا سنويا ان هناك بعض العوائق التي واجهته هذا العام وتتمثل بصعوبة تحديد موعد لرحلته نظرا الى عدم وجود تاريخ محدد يفيد بموعد تسجيل الطلبة في الجامعات والكليات والمعاهد اضافة الى دخول شهر رمضان في منتصف العطلة الصيفية.
وبين احمد ان فترة ما بعد انتهاء شهر رمضان المبارك الى تاريخ بدء الدراسة تكفي لتنظيم رحلة للسفر خارج الكويت مشيرا الى ان سبب قيامه بالحجز عن طريق مكاتب السفر هو انها توفر برامج سياحية وبأسعار مناسبة اضافة الى وجود وكلاء لهذه المكاتب في الخارج لتنظيم سير الرحلة.
من جانبه قال محمد الجريسي وهو مسافر شاب انه ينوي السفر الى باريس ولندن معا نظرا الى قرب المسافة بينهما مبينا انه أتم حجزه قبل اسبوعين من موعد السفر.
وعن سبب قيامه بالحجز لدى احدى شركات السياحة والسفر دون استعمال شبكة الانترنت أوضح انه لا يفضل الحجز عبر الانترنت بسبب عدم توفر وسائل الحجز لديه (كالبطاقة الائتمانية) علاوة على انه لا يملك الوقت الكافي لتنظيم الرحلة.
من جهته قال حسين صفر الذي سيقصد امارة دبي لقضاء اجاز الصيف هذا العام ان البيئة البحرية التي تتمتع بها دبي وتميزها بالانشطة المائية اضافة الى وجود الفنادق والمنتجعات العالمية من أهم اسباب اختياره لها وجهة سياحية هذا العام.
(النهاية) م ج ب / ت ب كونا101149 جمت ماي 11