من ايمان العوضي وارسو - 30 - 11 (كونا) -- اعار الملوك والنخبة على مدى قرون من الزمن ولعا وشأنا كبيرين للحلى المصنوعة من حجر الكهرمان الذي يعرف باسم "ذهب البلطيق" لكن البولنديين لا يتزينون بها لقيمتها الجمالية فحسب وانما ايضا لخصائص علاجية يعتقد بأن الحجر الثمين يتمتع بها.
وسيشعر السائحون الذين يزورون أي مدينة بولندية دون شك بالانجذاب نحو هذا الحجر شبه الكريم المعروض في متاجر الحلي التي تتباهى بالتجارة في الكهرمان وتقديمه في عدة صور تتراوح بين هدايا تذكارية بأسعار معقولة وقلائد وأساور وخواتم باهظة الثمن.
وتعتمد قيمة الكهرمان في المقام الأول على حجم الحجر الذي يعثر عليه بألوان تتراوح بين الذهبي والأخضر والأحمراء والأبيض.
وعادة ما يكون الكهرمان الشفاف أعلى ثمنا من الانواع غير الشفافة منه الا انه اذا احتوى على حشرات مرئية بداخله فان قيمته تصبح مكلفة بصورة أكبر.
وغالبا ما تطعم الحلي المصنوعة من الفضة بهذا الحجر الكريم في بولندا التي تتباهى بانتاجها الكبير من الفضة لكن براعة الحرفة ربما ترفع سعر حلي الكهرمان بصورة أكبر.
ويعتقد منذ آلاف السنين بأن الكهرمان البولندي يتمتع ببعض الخصائص العلاجية منها علاج تضخم الغدة الدرقية عند ارتداء الحلي المصنوعة منه حول الرقبة بجانب انه يساعد على تهدئة التوتر وتخفيف الألم.
وقالت بائعة بمتجر لبيع حلي الكهرمان في وارسو لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان "الكهرمان عنصر رئيسي في أساليب العلاج التي يصفها المعالجون هنا حيث يعتقدون بأنه يهدأ التهاب المفاصل والآلام العصبية ويساعد أيضا على تخفيف الألم والحد من حالات القلق".
واوضحت ان الكهرمان يحتوي على كميات كبيرة من مركب حمضي يعرف بأنه يساعد على الشفاء والتعافي من الأمراض.
ويستخدم نوع واحد من الحجر شبه الكريم يعرف باسم (الكهرمان) عند المعالجين الشعبيين في العلاج بالروائح لاسيما وان العادات الشعبية (الفولكلور) تقول ان ارتداء حلي الكهرمان يمنح الدفء بل ويساعد على اتخاذ القرارات السليمة.
وبغض النظر أكانت هذه الادعاءات صحيحة او لا فان القلائد والأقراط المصنوعة من الكهرمان ستضيف لمعانا وبريقا على رونق المرأة التي ترتديها.
ويفوح عبير رائع من الكهرمان عند تعرضه للحرارة لانه عبارة عن مادة صمغية تفرزها جذوع بعض أنواع الاشجار من العائلة الصنوبرية.
ولا يقل عمر الكهرمان الاصلي عن 30 مليون عام فيما يعتبر الموطن الحقيقي له مدينة (غدانسك) البولندية المطلة على ساحل بحر البلطيق الذي تجرف الامواج عليه في بعض الأحيان قطعا من الحجر شبه الكريم بعد هبوب العواصف.
وبلغ فن صناعة حلي الكهرمان في (غدانسك) ذروة تطوره في مطلع القرن السابع عشر وباتت التحف التي يصنعها الحرفيون في هذه المدينة تقدم هدايا لحكام أوروبا.
ودخلت العديد من السلع والأغراض والمنتجات مثل الأكواب والتماثيل وأطقم طاولة الطعام والصناديق والشمعدانات والخزانات الصغيرة المزخرفة لتطعم هي الأخرى بمجموعة متنوعة من أحجار الكهرمان.
وقالت باربرا كوسموفسكا كارانوفيتش في كتاب بعنوان (بولندا .. قصة الكهرمان) ان "الكهرمان يحمي أسراره ومن ثم فانه سيواصل اثارة الناس لدراسته بينما لن يوقف المعجبون بالحجر رغبتهم في تصميم مجموعات جديدة من الحلي والمجوهرات المطعمة بالكهرمان".
ولا شك في ان الكهرمان البولندي ليس مبهجا وجميلا فحسب ولكنه ايضا أنيق يتماشى مع كل زمان ما يجعله مثاليا اذا كان المرء يبحث عن شيء يرتبط في ذاكرته بمكان زاره من قبل.(النهاية) ا م ع / ط م ا كونا300909 جمت نوف 09