من المصطفى الصوفي

 الرباط - 9 - 5 (كونا) -- تعتبر "الزربية" المغربية الاصيلة شكلا ساحرا من الابداع اليدوي النسائي الجميل وزينة الصناعة التقليدية في المملكة وشمال افريقيا لما لها من تاريخ عريق يحمل فيضا من الرموز والدلالات والمعاني.
وتشتهر قرية الفنون المغربية (الولجة) بمدينة سلا بضواحي العاصمة الرباط بانتاج وتسويق هذه الافرشة التقليدية الجميلة حيث تستعمل افرشة في المنازل التقليدية وزينة وديكورا اصيلا لدى مختلف العائلات وفي اماكن سياحية عدة.
وقال مدير قرية الفنون المغربية خالد السنتيسي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان هذه الزربية ذات اصول امازيغية في جبال الاطلس" موضحا ان انواعها كثيرة ومنها(الوزانية) نسبة الى مدينة (وزان) شمال المغرب فضلا عن (الزيانية) و(الرباطية).
واكد ان اشهر انواع الزرابي في المغرب هي زربية منطقة (تازناخت) الواقعة بنواحي مدينة مراكش في الجنوب معللا ذلك بكونها ذات ميزة تتسم بالجودة والقيمة التاريخية والفنية العريقة وبابداعاتها المتنوعة والفريدة.
واضاف السنتيسي ان السياح الاجانب يقبلون على اقتناء مختلف انواع الزربية المغربية وياتي في مقدمتهم سياح الاتحاد الاوروبي فضلا عن الصينيين والبريطانيين وغيرهم.
واعتبر هذه الصناعة من الصناعات اليدوية القديمة في المغرب موضحا ان النساء اللاتي يصنعنها مبدعات وفنانات بالفطرة وبخاصة انهن يقمن برسم العديد من الاشكال الفنية والابدعات الساحرة وهو ما يجعلها تتحول الى لوحة تشكيلية رائعة.
وعن علاقة الفنون التشكيلية المغربية بالزربية المغربية قال السنيتسي "ان العديد من الفنانين التشكيليين مغاربة واجانب يستلهمون اعمالهم من رسومات واشكال الزربية مؤكدا ان ذلك يخلق نوعا من الانسجام والتلاحم بين الفن البصري والفن اليدوي الاصيل.
واضاف في هذا السياق ان الزربية المغربية تتحول في هذا الجانب الى بطاقة بريدية تلعب دورا اساسيا في التعريف باهمية التراث المغربي والعربي. وتعمل على تنشيط الحركة السياحية برمتها.
ودعا بالمناسبة الى ايجاد مدارس خاصة وذلك من اجل صقل مواهب مبدعات الزربية والحفاظ عليها من كل ما من شانه ان يهدد هويتها وقيمتها التاريخية ورمزيتها الوطنية.
واكد ان قيمة الزربية التي تصنع باليد وليست تلك التي تصنع بطريقة عصرية تكمن في كونها تصنع بمواد اولية سواء من الصوف او القطن او بالبيد وبادوات تقليدية بسيطة موضحا ان ذلك يجعل منها صناعة تقليدية بامتياز وذات ابعاد تراثية وحضارية عريقة جدا.

من جهتها اعتبرت كريمة الفاطمي وهي مسؤولة عن رواق لبيع الزربية بقرية الفنون في تصريح ل(كونا) هذه الصناعة اليدوية فن ابداعي نسائي خاص موضحة ان المرأة المغربية ابدعت في هذا اللون الفني بشكل كبير وعلى مر السنين.
   واكدت ان منتجات هذه الصناعة التقليدية العريقة تصنع محليا فيما الباقي ياتي من عدد من القرى والارياف وبخاصة من المناطق الامازيغية ك(الخميسات) و(بولمان) و(ايموزار كندر) و(ورزازات) جنوبا حيث تعكف النساء شهورا على ابداعها وباثمنة زهيدة جدا.
   وكشفت عن عدد من الادوات التقليدية التي تستعمل لصناعة الزربية ومنها(المنسج) وخيوط (اللحمة) و(السدى) فضلا عن (النيرة) و(المدرة) و(القرشال) وغيرها.
   اما اللازم مينة وهي صانعة متخصصة في الزربية فاكدت في تصريح مماثل اهمية الرسومات والاشكال التي تبدعها النساء على بساط الزربية، مؤكدة انها تحمل رموزا جميلة وذات معنى ودلالات.
   وقالت "ان رسومات الزربية المغربية ترتبط بزينة التراث الاسلامي العريق والهندسة الاندلسية وغيرها" مؤكدة ان اللون الاحمر يدل على التضحية والحب فيما الاصفر له رمزية الخير والصفاء والدفء الامومي السخي.
   كما اشارت الى ان الازرق يرمز الى خصوبة البحر بخيراته وسحره وجماله فيما اللون الابيض يدل على البراءة والسلام اما الزرابي المزركشة ذات الالوان المنسجمة فتوضح الثراء الطبيعي الجميل الذي يميز المغرب عن باقي بلدان ضفتي المتوسطي.
   واضافت اللازمة ان قيمة الزربية التراثية في المغرب تبرز ايضا في كون العديد من القبائل تتباهى بزينتها وكبرها بخاصة في مواسم الفروسية وحفلات الاعراس حيث تستعمل افرشة فاخرة في الخيام التي تصنع من وبر الماعز او الجمل.
   واضافت ان محافظة (خريبكة) ما تزال تحافظ على صناعة الزربية بطريقة تقليدية فضلا عن صناعة افرشة تقليدية اخرى ومنها(الهدون ) و(الفراش) و(الحرشيش) وغيرها.
   ودعت بالمناسبة الى رعاية وايلاء الصناع والصانعات التقليديين اهمية كبيرة وبخاصة في القرى والارياف سواء من حيث دعمهم بالمواد الاولية او تحسين ظروفهم الاجتماعية ولاسيما انهم يقومون بدور مهم وكبير في صون الفنون التراثية الاصيلة والحفاظ على اصناف كثيرة من الصناعات اليدوية العريقة.(النهاية)

   ص ف / ز ع ب