A+ A-

(ضلع وضحة) و(السدر الأربع) و(حولي).. مرابع الكشته والترفيه للكويتيين قديما

ترفيه الكويتين قديما
ترفيه الكويتين قديما

من شيخة اللوغاني (تقرير)

الكويت - 14 - 12 (كونا) -- (ضلع وضحة) و(السدر الأربع) و(حولي) مرابع الكشته والترفيه التي اعتاد الكويتيون في الماضي على التنزه والانطلاق في فضاءاتها الرحبة ذات الطبيعة الفطرية.
وكان التنزه يتم سيرا على الأقدام للمناطق القريبة داخل السور أو حتى خارجه من أجل الترفيه عن أنفسهم بعد أشهر قضوها داخل البيوت خلال موسم الصيف الحار والشمس اللاهبة.
وعن الكشتات في الماضي قال الباحث في التراث الكويتي حسين القطان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إنه في الماضي ومع بداية دخول موسم الشتاء وأيضا بداية الربيع حين تفترش الأرض باللون الأخضر وتظهر النباتات وينتشر زهر (النوير) وقبل وصول السيارات إلى الكويت كانت (الكشتات) على أطراف السور في المناطق البعيدة عن البيوت والفرجان والسوق والميناء بعيدا عن ضجيج المدينة.
وأوضح القطان أنه بعد وصول السيارات إلى الكويت أصبح المسير إلى المناطق التي تقع خارج السور أسهل مثل (حولي) و(الفنطاس).
وذكر أن التجهيز للكشتات عادة ما يكون في الليل كي يكون الخروج في الصباح الباكر فتحرص النسوة على طهو وجبة الغداء ليلا والتي تكون عادة من (مموش) أو (معدس) وهي عبارة عن الأرز المطبوخ مع حبوب الماش أو العدس وخالية من (الايدام) أي خالية من أنواع اللحوم الحمراء أو البيضاء.
وبين أنه قبل مغادرة المنزل يغطى (جدر الغداء) أي القدر بالخيش لأن خام الخيش يساعد في حفظ الحرارة إضافة إلى (الزبلان) وهي جمع لكلمة سلة وتحتوي على دلال الشاي والقهوة والتمر وبعض الحلويات الكويتية البسيطة كالغريبة والزلابية وقرص العقيلي.
ولفت إلى أن وقت الانطلاق للكشتات قديما كان يبدأ في الصباح الباكر وينتهي قبل المغرب حيث يجب العودة قبل مغيب الشمس إلى البيوت بالنظر إلى عدم توافر الإنارة في الشوارع آنذاك.
وأشار القطان إلى أنه بعد الاستعداد المادي للكشته من تجهيز الطعام واللوازم الأخرى تجتمع النسوة من الأهل أو الجيران مع الأولاد الصغار ويسيرون مشيا على الأقدام حتى يصلوا إلى منطقة هادئة ومريحة يكثر فيها (السدر) ليستظلوا تحت الشجر.
وقال إن الصبية بدورهم ينطلقون إلى اللعب والركض و(التنبط بالنباطة) أي صيد الطيور المهاجرة التي تعبر البلاد في موسم الربيع عن طريق أداة بسيطة تصنع يدويا من أغصان الشجر أو (السيم) وهو الحديد الخفيف اللين و(سيور المطاط) وقطعة صغيرة من الجلد التي توضع بداخلها صخرة أو حصاة صغيرة الحجم ليرمى بها الطائر.
وذكر أنه حين الوصول إلى مكان الكشته المحدد تهم النسوة بتثبيت المناصب لشب الشبوب وعمل الشاي والقهوة وتسخين وجبة الغداء تحت ظل السدرة ترافقها نسمات الهواء العليل الربيعية ولعب الصبية والبنات وضحك وأحاديث النسوة التي لا تمل.
وبين أن هناك أيضا كشتة خاصة للصبية (كشتة صبيان) حيث يجتمع الأصدقاء وأولاد الفريج والاهل لينطلقوا للكشتة مؤكدا أن أجمل ما يخص كشتة الصبيان أنهم كانوا يخيطون مجموعة من قطع (الخياش) وتثبيتها على أعمدة الخشب فتكون مثل (الذرى) أي الساتر الذي يحمي مجلسهم من الهواء والشمس.
وعن مناطق الكشتات المشهورة في الكويت أفاد القطان بأن من أفضل وأحب الأماكن للكويتيين للتنزه وتغيير الجو قديما كانت في شرق بمنطقة تسمى (السدر الأربع) وهي بعيدة عن البحر وكانت تكثر فيها النباتات والأشجار والطيور الربيعية.
وذكر أن هناك أيضا منطقة (ضلع وضحة) وهي (صيهد) أي تل مرتفع تنبت فيه الأشجار والفقع قال عنه الشيخ الراحل عبدالله الجابر الصباح رحمه الله أنه سمي (ضلع أوضح) لأنه يتضح للقادمين من مسافة بعيدة وقد قيل فيه قصيدة مطلعها "يا ضليع وضحه غشاك النور كل المزايين دلنه".
وأشار إلى أن من أماكن الكشتات القديمة في الكويت أيضا منطقة (حولي) التي اشتهرت بمائها العذب والمزارع ذات الأشجار الوارفة الظلال لا سيما (سدرة الشعب) وهي سدرة ضخمة قريبة من حولي. (النهاية) ش ع ل / ا ع س