A+ A-

(التقدم العلمي) تؤكد التزامها ببذل الجهود لمواجهة التحديات العلمية

الكويت - 19 - 11 (كونا) -- أكدت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التزامها ببذل الجهود المناسبة للتعامل مع التحديات الرئيسية التي تواجه الكويت عبر مشاريع ومبادرات علمية تركز على الأولويات الوطنية وفي مقدمتها البيئة والمياه والطاقة.
وقال مدير إدارة الثقافة العلمية في المؤسسة الدكتور سلام العبلاني في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر (بحارنا..البيانات والنظريات والسياسات) اليوم الأحد ان المؤسسة تدعم الأهداف المدرجة في رؤية الكويت لعام 2030 إلى جانب الأهداف المحددة في الخطة الخمسية للتنمية للبلاد عبر التركيز على تمويل مشاريع تعالج قضايا حيوية كالبيئة بشتى مجالاتها لاسيما البرية والبحرية.
وأضاف العبلاني ان هذا المؤتمر الذي يستمر يومين يمثل منتدى مهما للحوار بين المشاركين من داخل الكويت وخارجها وتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب المتميزة وبحث إمكانية التعاون المشترك ويسلط الضوء على القضايا ذات الصلة بالبحار من حيث الاستفادة من البيانات والتطرق إلى السياسات المختلفة والنظريات الحديثة.
وأوضح أن المستقبل يحتم اعتماد العلم والمعرفة كأساس لاستدامة التنمية وتطوير المجتمع مبينا ان ذلك لن يتحقق إلا من خلال اقتصاد المعرفة وتعزيز المنظومة الوطنية للعلم والتكنولوجيا والابتكار وتعزيز الاستثمارات المخصصة للتعليم العالي والبحث العلمي والتطوير وهي تطلعات تسعى المؤسسة لتحقيقها.
من جهته اكد المدير الاقليمي لاتفاقية الأمم المتحدة الاطارية للتغير المناخي (مكتب غرب أسيا) الدكتور عبد المجيد الحداد اهمية المؤتمر لكونه يسلط الضوء على أحد الموضوعات البيئية ويتطرق إلى جميع الجوانب المعنية به.
وقال الحداد ان موضوع البيئة البحرية وما تعانيه من تحديات مختلفة أمر يهم جميع الدول التي تقع على الشواطىء ومنها دول مجلس التعاون الخليجي مشيرا الى اهمية التعاون الاقليمي والدولي في معالجة المشكلات البيئة المختلفة التي تواجه البحار المحيطة بالمنطقة العربية لاسيما الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي.
وذكر ان المؤتمر يتطرق الى أحدث ما توصل إليه الفهم العلمي حول ارتفاع مستوى سطح البحر في الماضي والحاضر والمستقبل ويرسم صورة واضحة للآثار المترتبة على ذلك بالنسبة إلى الأجيال الحالية والمستقبلية والضغوط الناجمة عن الممارسات مثل الإفراط في صيد الأسماك والتلوث وتدمير الموائل وتدهورها والافتقار إلى بروتوكولات للإدارة البيئية السليمة والضغوط السكانية الساحلية والعالمية.
وأفاد ان المؤتمر يبحث في التأثير العالمي لتغير المناخ وارتفاع حرارة الكرة الأرضية ومخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة درجة حرارة سطح البحر واستنفاد الأكسجين المذاب في الماء وتأثر منطقة الخليج بذلك.
بدوره ألقى الخبير العالمي في مجال التغير المناخي الدكتور جون إنغلاندر محاضرة على هامش المؤتمر حذر فيها من الآثار الكارثية البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي ستنجم عن ارتفاع مستوى مياه البحار بسبب ظاهرة التغير المناخي داعيا إلى تضافر الجهود العالمية من أجل الحد من انبعاث غازات الدفيئة المسببة لتلك الظاهرة.
وقال إنغلاندر ان ارتفاع مسوى سطح البحر سيكون التغير الجيولوجي الأكثر عمقا في تاريخ البشرية المسجل وسيحول عالمنا المادي إلى أبعد من أي شيء يمكن تصوره مضيفا أنه سيتسبب في تقزم القارات ويقضي على بعض الدول الواقعة على شواطىء البحار والمحيطات.
ودعا إلى معالجة ظاهرة التغير المناخي وتضافر جهود الدول والمنظمات المعنية بالبيئة للحد من تفاقمها وتداعياتها مشيرا إلى أهمية إدراك الشعوب لأخطار تلك الظاهرة وضرورة تعزيز الوعي البيئي للعمل على تفادي بعض الأسباب المؤدية إلى استفحالها.
وعلى هامش المحاضرة وقعت مديرة برنامج نشر المعرفة العلمية والتكنولوجية في إدارة الثقافة العلمية بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتورة ليلى الموسوي ومترجمة كتاب (المد العالي على الشارع الرئيس) نسخا من الكتاب الصادر عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
وقالت الدكتورة الموسوي إن الكتاب يتطرق إلى الأساس العلمي لارتفاع مستوى سطح البحر والخرافات وأنصاف الحقائق المستخدمة للتعتيم على القضية ويبين أن ارتفاع مستوى مياه البحر هو أكثر جوانب التغير المناخي طويلة المدى عمقا غير أن عامة الناس في غفلة كبيرة عن جسامة المشكلة.
وذكرت ان الكتاب يشير إلى تصاعد مستوى مياه البحر وانخفاضه بشكل منتظم على مدار ثلاثة ملايين سنة بواقع 400 قدم بالاتساق مع دورات العصور الجليدية وإلى دخول الكرة الأرضية بعد مرور ستة آلاف سنة من التغير المحدود في حقبة من الارتفاع المستمر لمستوى مياه البحار.(النهاية) ز ا ك / ع ب د