A+ A-

قمة الأنهار الكبرى تنطلق في روما تمهيدا لإصدار ورقة حول المياه والمناخ

جانب من أعمال مؤتمر (المياه والمناخ: ملتقى الأنهار الكبرى في العالم)
جانب من أعمال مؤتمر (المياه والمناخ: ملتقى الأنهار الكبرى في العالم)
روما - 23 - 10 (كونا) -- افتتح رئيس الوزراء الايطالي باولو جينتيلوني اليوم الاثنين أعمال مؤتمر (المياه والمناخ: ملتقى الأنهار الكبرى في العالم) المقرر أن يصدر في ختامه ميثاق (ورقة روما) لتحسين النظم المائية وادارتها ومواءمتها مع أهداف اتفاقية باريس حول المناخ.
وشدد جينتيلوني في كلمته أمام المؤتمر الذي ينعقد للمرة الأولى في العالم بقصر بلدية روما على الحاجة الى "عولمة المسؤولية" وتقاسمها كشرط أساسي لمواجهة تحديات عظمى كتحدي التغير المناخي مؤكدا أن ذلك "يتأتى قبل كل شيء بالدفاع عن اتفاقية باريس وتطبيقها".
وأعرب عن تطلعه لأن "يرجع أصدقاؤنا الأمريكيون عن قرارهم" بالانسحاب من الاتفاقية مضيفا "اننا نعلم أنه ليس كافيا في حد ذاته التوصل لهذه الاتفاقية بل ان اتفاقية باريس تستلزم أنشطة مستمرة والتزاما ماليا دوليا لتطبيقها بما يسمح بشكل خاص للبلدان الأقل نموا بمواجهة تداعيات التغير المناخي".
وفي هذا الصدد أشار الى ان الحكومة الايطالية رصدت 5ر4 مليار يورو (3ر5 مليار دولار) في موازنتها الجديدة من أجل تقليص الهدر المائي من شبكات الري بالإضافة الى خطة ضد الجفاف بإنشاء ألفي حوض متوسط وصغير لتخزين المياه.
ونبه جنتيلوني الى أن "شحة المياه تعد قضية بيئية عالمية" والى أن 800 مليون شخص في العالم مازالوا لا يحصلون على مياه الشرب النقية لافتا كذلك الى المشكلات التي برزت خلال الثلاثين عاما الماضية والناجمة عن اثار التغير المناخي مثل جفاف بحيرة تشاد وتداعياتها من مخاطر اندلاع التوترات والحروب وظواهر الهجرة.
وفي رسالة وجهها الى المؤتمر شدد بابا الفاتيكان فرانشيسكو على الحاجة الى نهج أكثر تكاملا بشجيع النمو ونشر ثقافة العناية من أجل حماية الموارد المائية ومكافحة الاحترار العالمي متمنيا للمجتمعين النجاح بعملهم في تحديد سبل تكفل "الحفاظ على نعمة المياه لمستقبل البشرية".
ومن جانبه قال وزير البيئة الايطالي جان لوكا غالليتي الذي ترعى وزارته المؤتمر ان "الأنهار الكبرى تشكل النظام العصبي للبيئة العالمية وشبكة توزيع المورد الطبيعي الأثمن وهو المياه العذبة بينما تشكل للبحيرات الكبرى المخزن الجماعي للبشرية".
وأضاف أن الهدف من هذه القمة الأولى من نوعها هو اعطاء صوت ومسرح دولي لمن يدير ويحمي هذه المنظومة الحيوية بالنسبة للانسانية مشيرا الى الظروف الاجتماعية الاقتصادية الصعبة التي تعيشها بلدان تعبرها مجاري الأنهار التي تعد أهم مورد طبيعي استراتيجي في عديد من مناطق العالم.
وذكر غالليتي أن القمة الدولية حول (المياه والمناخ - ملتقي أنهار العالم الكبرى) المنعقدة على مدى ثلاثة أيام حتى 25 أكتوبر بمشاركة ممثلي 100 دولة و47 حوضا مائيا في العالم ستصدر في نهاية أعمالها وثيقة ختامية بتوصياتها بمسمى (ورقة روما) لتكون احد محاور النقاش المناخية الأساسية في العاصمة الألمانية بون في قمة (كوب23) لقمة الأمم المتحدة حول التغير المناخي.
وأرادت ايطاليا بتنظيم واستضافة هذه القمة أن تأخذ زمام المبادرة بعقد اجتماع لأول مرة في روما لأنهار العالم الكبرى "من أجل تحفيز حوار يجمع جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة باسم التضامن والاستعداد لتقاسم الخبرات والمعرفة بشأن وحماية هذا المورد الحيوي وترشيد إدارته". (النهاية) م ن