A+ A-

العلاقات التركية - الأمريكية تدخل فصلا جديدا من التوتر

من رضا سردار

انقرة - 13 - 10 (كونا) -- تشهد العلاقات التركية - الأمريكية توترا جديدا نشب بعد تعليق كل بلد منح تأشيرات الدخول للبلد الاخر اضافة الى امتعاض أنقرة من دعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية الكردية ومسألة تسليم زعيم ما يسمى (الكيان الموازي) فتح الله غولن الذي تتهمه الحكومة بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو 2016.
ولم يمض شهر واحد على وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة علاقات بلاده مع أنقرة بأنها "تمر بأفضل حالاتها" حتى اندلعت شرارة التوتر الجديد اثر اعلان سفارة الولايات المتحدة لدى تركيا الأحد الماضي تعليق منح تأشيرات الدخول إلى أراضيها من سفارتها وقنصلياتها في تركيا وردت أنقرة عبر سفارتها في واشنطن بالمعاملة بالمثل.
واستدعت وزارة الخارجية التركية الاثنين الماضي مستشار السفارة الأمريكية لدى أنقرة على خلفية هذا القرار مطالبة اياه بالتراجع عن قرار تعليق منح التأشيرات "غير العادل" ضد المواطنين الأتراك.
وجاء القرار الأمريكي بعد اعتقال السلطات التركية أحد العاملين بالقنصلية الأمريكية بمدينة اسطنبول في الرابع من أكتوبر الجاري على خلفية اتهامه بالتجسس والاشتباه بارتباطه بما يسمى منظمة (الكيان الموازي).
كما استدعت النيابة العامة التركية موظفا آخر لدى القنصلية نفسها للاستجواب بناء على اعترافات أدلى بها الموظف الأول.
وعلق سفير الولايات المتحدة لدى انقرة جون باس اول أمس الأربعاء على اعتقال العاملين بالقنصلية الأمريكية قائلا انه "لا يوجد مشتبه به يختبئ في البعثات الدبلوماسية الامريكية بتركيا".
واضاف باس في مؤتمر صحفي "على حد علمنا أيضا لم يطلب من موظفينا المحليين الحضور امام المدعين العامين أو المثول امام المحكمة للاعتقال".
وأشار الى انه "من غير المعتاد ان تقوم الحكومة باحتجاز واعتقال موظفين يعملون في بعثات دبلوماسية دون مناقشة سبب القيام بذلك".
وأكد باس ان البلدين يجريان مباحثات من أجل حل مسألة تعليق منح تأشيرات الدخول الذي اتخذته الحكومة الأمريكية ردا على تصريحات الرئيس التركي الذي وجه اللوم الى باس في اتخاذ هذا القرار.
وفي سياق متصل قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت امس الاول الأربعاء ان قرار تعليق منح تأشيرات الدخول في تركيا تم اتخاذه بالتنسيق بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية.
وصعد اردوغان من لهجته تجاه السفير الامريكي لدى انقرة قائلا ان "تركيا لن تعترف به ممثلا لبلاده وليست على استعداد لاستقباله في زيارة الوداع بعد انتهاء مهامه". وانتقد حزبا (الشعب الجمهوري) و(الحركة القومية) المعارضان الثلاثاء الماضي القرار الامريكي واعتبر الأول ان الاجراء غير صحيح ولن يوافق عليه بالتأكيد في حين وصف الثاني القرار ب "الفضيحة".
كما اعرب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الاربعاء عن الأمل في عودة العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة الى طبيعتها في أقرب وقت مشيرا الى ان بلاده سوف تنتهج "الحس السليم" في التعامل مع المسألة.
بدوره بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو مع وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون قرار تعليق منح التأشيرات المتبادل في اتصال هاتفي يعد الأول منذ اتخاذ القرار.
اما نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشيك الذي يجري حاليا زيارة رسمية لواشنطن فقد اعتبر ان البلدين حليفان وشريكان منذ زمن بعيد مؤكدا ان قوة تلك الشراكة لن تنال منها أي أزمات.
واشار الى ان تركيا والولايات المتحدة تعملان معا على محاربة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ولديهما تعاون وثيق في عدة مجالات خاصة الاقتصاد والدفاع.
ومن جانبهم اعرب مسؤولون اقتصاديون أتراك الاثنين الماضي عن أملهم في انهاء حدة التوتر بين انقرة وواشنطن بشكل عاجل مؤكدين أهمية الحوار الدبلوماسي لحل الأزمة التي ألقت بظلالها على الوضع الاقتصادي التركي اذ انخفضت العملة المحلية الليرة الى 61ر3 مقابل الدولار الأمريكي الواحد و49ر4 مقابل اليورو.
وعلى صعيد التعاون العسكري بين البلدين قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الثلاثاء الماضي ان التوتر القائم حاليا لن يؤثر على العلاقات العسكرية بين انقرة وواشنطن كما انه لن يؤثر سلبا على استخدام القوات الأمريكية لقاعدة (انجرليك) بمدينة (اضنة) جنوب تركيا.
وفي ملف التوتر المستمر بين تركيا والولايات المتحدة بشأن دعم الأخيرة لقوات سوريا الديمقراطية الكردية دعا رئيس الوزراء التركي الثلاثاء الماضي واشنطن الى التخلي فورا عن حماية تنظيمي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات الحماية الشعبية في سوريا من أجل استمرار التحالف بين البلدين.
وقال يلدريم ان "عمل الولايات المتحدة مع أعدائنا لا يليق بالتحالف القائم بيننا فالتحالف يعني ان نكون معا في الايام الجميلة والأوقات الصعبة أيضا".
وعن تطورات مسألة تسليم زعيم ما يسمى (الكيان الموازي) فتح الله غولن من الولايات المتحدة قال وزير العدل التركي عبدالحميد غل الجمعة الماضي ان بلاده اوفت بجميع التزاماتها تجاه هذه القضية مضيفا أنه "لا توجد الآن أي عقبات رسمية أمام تسليم غولن لأنقرة بعد تقديم جميع الأدلة التي تثبت تورطه للسلطات الأمريكية".(النهاية) ر س / م خ