A+ A-

لقاءات (فتح) و(حماس) في القاهرة تستكمل ترتيبات تمكين الحكومة في غزة

من نجود قاسم

رام الله - 9 - 10 (كونا) -- تستكمل حركتا (فتح) و(حماس) بوساطة مصرية يوم غد الثلاثاء بحث تفاصيل تمكين حكومة الوفاق الوطني في قطاع غزة الذي شهد الأسبوع الماضي مظاهر احتفالية بتسلم الحكومة مهامها في القطاع.
ويبدي الفلسطينيون تفاؤلا حذرا تجاه جولة الحوار الأولى في القاهرة بين (فتح) و(حماس) خاصة وأنها ستبحث في تفاصيل تمكين الحكومة والخطوات المقبلة.
وقد تشكل القضايا محور النقاش عقبات في طريق المصالحة التي باتت مفتوحة كما قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال اجتماع اللجنة المركزية الذي انعقد في رام الله الخميس الماضي.
وتشكل محاولات المصالحة السابقة بين قطاع غزة والضفة الغربية مصدر قلق للفلسطينيين بعد ان باءت كلها بالفشل ومن بينها اتفاقات عقدت بين (فتح) و(حماس) في القاهرة ومكة وقطر ومخيم الشاطئ في قطاع غزة.
وقال المواطن يوسف زغلول من مدينة رام الله لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إنه يشعر أن الأمور في هذه المرة تختلف عن سابقاتها لكنه "غير متفائل كثيرا" مضيفا "أخشى من تغليب المصالح الخاصة على مصلحة الوطن".
من جهتها اعربت المواطنة سهير عن تخوفها من هذه التطورات المتسارعة والمفاجئة وقالت انها تخشى أن تكون المصالحة تمهيدا لتصفية المشروع الوطني بإقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة أو كما يطلق عليها (صفقة القرن).
وأضافت "إن كانت المصالحة سهلة إلى هذا الحد لماذا أضعنا عشر سنوات ترتب عليها الكثير من المعاناة".
ووفقا للمتحدث باسم حركة (فتح) اسامة القواسمي في حديث لصوت فلسطين الرسمي اليوم الاثنين فان الحركتين سيبحثان في لقائهما الثنائي في القاهرة والذي قد يستمر ثلاثة ايام او اكثر تمكين الحكومة من النواحي الاقتصادية والأمنية والسياسية.
وقال القواسمي "نعلم أن الملفات المطروحة ليست سهلة لكن بالإرادة والحكمة والمرونة وإعلاء المصالح العليا نستطيع تجاوز كامل العقبات".
وأضاف "نريد نقاش الملفات من جذورها وحل كافة القضايا ولا نريد أنصاف حلول ولا نريد ألوان رمادية ونحن مصرون على تجاوز العقبات".
من جهة اخرى رأى منسق العلاقات الوطنية في (تجمع وطنيون لإنهاء الإنقسام) علي عامر في حديث ل(كونا) ان "القضايا المطروحة للحوار في القاهرة صعبة".
وقال "ندرك أن القضايا ليست سهلة والأطراف تدرك ذلك وهناك مواكبة يومية جدية لكل ما يجري باتجاه الضغط لمواجهة أية عراقيل أمام الخطوات القادمة".
وشدد عامر على ضرورة الحوار الشامل بين مختلف الفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتصدى لمعالجة مختلف القضايا والعمل على بلورة خطة وطنية شاملة وتحديد موعد لإجراء الانتخابات العامة من أجل تجديد الشرعيات الوطنية.
وتبدي حركة (حماس) تصميما على إنجاح المصالحة اذ عقدت قبل توجهها إلى القاهرة لقاء تشاوريا مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أكد خلاله رئيس الحركة في القطاع يحيى السنوار جدية مساعي الحركة في إنجاز جميع ملفات المصالحة وعدم امكانية العودة إلى الإنقسام بأي حال من الأحول.
ومثل هذا الاصرار قد يصطدم بتعقيدات بعض الملفات والقضايا التي أدت إلى تعثر جهود المصالحة السابقة بعد تعذر الحل مثل ملف الموظفين الذين عينتهم (حماس) بعد سيطرتها على قطاع غزة ويقدر عددهم بنحو 35 ألف وسيطرة اجهزة الأمن الفلسطينية على المعابر والأمن في القطاع اضافة إلى ملف سلاح المقاومة.
وتسعى السلطة التي اشتكى المسؤولون فيها من تقويض الاحتلال لسلطتها وبسط سلطتها الكاملة على القطاع وتوحيد السلاح ما تعتبره (حماس) أمرا غير خاضع للنقاش.
وكان الرئيس عباس قال في تصريحات سابقة "كل شيء يجب أن يكون بيد السلطة الفلسطينية لن أقبل ولن أنسخ تجربة حزب الله في لبنان" مضيفا "نحن هنا دولة واحدة نظام واحد قانون واحد وسلاح واحد".
من جهته أكد المجلس الثوري لحركة (فتح) في بيان عقب اجتماعه في رام الله ان الحركة "ستتوجه نحو اللقاءات القادمة في القاهرة بتصميمها على الوصول إلى سلطة واحدة بقانون واحد ضمن برنامج سياسي يلبي حقوق شعبنا".
وكانت (حماس) التي فازت بأغلبية مقاعد البرلمان الفلسطيني في ثاني انتخابات تشريعية في عام 2006 سيطرت على قطاع غزة الذي يخضع لحصار اسرائيلي واغلقت معبر رفح على الحدود المصرية الذي يعد المنفذ الوحيد للقطاع على العالم.
واتخذت السلطة سلسلة اجراءات في الأشهر الأخيرة تجاه قطاع غزة لاجبار (حماس) على التخلي عن السيطرة على قطاع غزة منها احالة ألاف الموظفين الى التقاعد وتقليص فاتورة الوقود واقتطاع نسبة من رواتب الموظفين.
ولم تعلن الحكومة في اجتماعها في القطاع الاسبوع الماضي عن التراجع عن هذه الإجراءات ما شكل خيبة أمل لدى المواطن الفلسطيني.(النهاية) ن ق / ن ب ش