A+ A-

استفتاء كردستان.. رفض دولي وتحذيرات من العواقب وسط دعوات بالتأجيل والحوار

الكويت - 21 - 9 (كونا) -- توالت ردود الفعل الدولية والإقليمية الرافضة لإجراء استفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراق حيث أعلنت الإدارة الأمريكية "معارضتها الشديدة" له في الوقت الذي دعت فيه فرنسا والبرلمان العربي إلى تأجيله وسط اصرار من قبل قيادات الاقليم على اجرائه في وقته المحدد.
ففي واشنطن قالت وزارة الخارجية الامريكية ان الولايات المتحدة تعارض بشدة اجراء استفتاء استقلال اقليم كردستان حاثة الاقليم على مواصلة الحوار الجاد مع حكومة بغداد.
واضافت الوزارة في بيان ان "وضع المناطق المتنازع عليها وحدودها يجب ان يتم تسويته من خلال الحوار وفقا للدستور العراقي وليس من خلال العمل او القوة من جانب واحد".
وحذرت من ان العلاقات التجارية للاقليم والمساعدات الدولية بكل انواعها قد تكون على المحك اذا مضى قدما في اجراء الاستفتاء.
من جانبه دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني الى العدول عن اجراء الاستفتاء المقرر تنظيمه يوم الاثنين المقبل.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين ماكرون والبارزاني حسب بيان لرئاسة اقليم كردستان.
واعرب ماكرون عن تاييد بلاده "لوحدة العراق" و"ضمان حقوق شعب كردستان في اطار الدستور العراقي" وطلب من البارزاني تاجيل موعد الاستفتاء.
ومن جانبه اكد البارزاني ان عملية الاستفتاء ستجري في وقتها المحدد وان ابواب الحوار لن تغلق مع بغداد وستستمر القيادة السياسية في كردستان في الحوار مع العاصمة العراقية بعد عملية الاستفتاء.
وفي القاهرة دعا رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي اقليم كردستان العراق الى تأجيل الاستفتاء والحوار مع حكومة بغداد.
وقال البرلمان العربي في بيان ان السلمي اعرب في برقية بعث بها الى رئيس اقليم كردستان العراق عن تطلعه لتأجيل الاستفتاء لاسيما في ظل الظروف الداخلية والاقليمية الحالية والتي تستوجب الاستعاضة عن الاستفتاء بالجلوس الى طاولة الحوار للتوصل لحل يرضي جميع الأطراف ويضمن وحدة العراق واستقراره.
وأكد السلمي في هذا السياق حرص البرلمان على حقوق الشعب الكردي "كما يحرص على حقوق الشعب العربي" مشيرا الى اهتمام البرلمان بدعم الشعب العراقي بجميع مكوناته من دون تمييز.
بدورها أعربت مصر عن قلقها البالغ ازاء قرار اجراء الاستفتاء في اقليم كردستان العراق مؤكدة أن قلقها نابع بالأساس من حرصها على وحدة واستقرار العراق.
وشددت وزارة الخارجية المصرية في بيان على "ضرورة ادراك التداعيات بعيدة المدى المتعلقة باجراء الاستفتاء على استقرار وأمن العراق ومنطقة الشرق الأوسط".
وأشار البيان الى ضرورة "تفعيل" الآليات التي تسمح بمزيد من الحوار بين الحكومة المركزية في بغداد واقليم كردستان بشأن القضايا الخلافية للوصول الى توافق بشأنها يفضي الى حفاظ العراق على وحدته ومقدراته بما يسهم في استعادة دوره الاقليمي والدولي.
وأكد البيان أهمية استمرار رابطة الأخوة واللحمة التي تجمع كافة أطياف الشعب العراقي.
وفي بغداد اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للرئيس العراقي فؤاد معصوم ان موقف الحكومة الاتحادية ثابت برفض الاستفتاء المزمع اجراؤه في اقليم كردستان العراق.
ونقل بيان حكومي عن العبادي قوله ان موقف حكومته ثابت من رفض الاستفتاء في اقليم كردستان لعدم دستوريته والحفاظ على العراق الموحد واستمرار الحوار لحل الاشكالات العالقة ضمن سقف الدستور وان العالم كله يقف مع بغداد في وحدة العراق وسيادته وحربه ضد "الارهاب".
واشار العبادي الى ان اي اجراء يتخذ من طرف واحد مرفوض وان باب الحوار مفتوح وفق الدستور والعراق الواحد.
ومازلنا في بغداد حيث قال التحالف الوطني العراقي صاحب الاغلبية في البرلمان العراقي اليوم الخميس انه اتفق مع اتحاد القوى العراقية الذي يتزعمه رئيس البرلمان سليم الجبوري على رفض الاستفتاء في اقليم كردستان.
واضاف في بيان ان الجانبين اكدا خلال اللقاء ضرورة فتح افاق الحوار الوطني الشامل واعادة التفاوض بين الحكومة الاتحادية والاقليم.
واشار البيان الى ان الطرفين اكدا ايضا اهمية اطلاق مشروع التسوية الوطنية كمدخل للمعالجات الشاملة لكافة القضايا في البلاد.
من ناحيته وصف زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الاستفتاء ب"الانتحار" محذرا الاكراد من "الخطر المحدق بهم اذا ما مضوا فيه".
وقال الصدر في رد مكتوب على سؤال لاحد اتباعه عن الاستفتاء ان "الاكراد اخوة في الوطن ولعلهم لا يعلمون مدى الخطر الذي يحدق بهم بسبب الاستفتاء من جميع النواحي" داعيا الى عدم التفاعل معه والا كانوا المتضرر الاول منه.
وتابع "هذه رسالتي للزعماء الاكراد الذين يريدون الانفصال.. ان انفصالكم انتحار وتعالوا الى طاولة الحوار دون التهديد بالانفصال فانه ضرر عليكم كما هو علينا".
ومن جانبها اعتبرت مجموعة الأزمات الدولية استفتاء كردستان العراق بانه "ليس ملزما" من الناحية القانونية مهما كانت نتائجه.
وجاء في تعليقات على الاستفتاء أصدرتها (مجموعة الأزمات الدولية) وهي منظمة بحثية مستقلة مقرها في بروكسل ان الاستفتاء "لا يمكن أن يحول كردستان إلى دولة مستقلة بغض النظر عن نسبة الاقبال على التصويت أو نتائجه لأن الاستفتاء استشاري وليس ملزم من الناحية القانونية".
واضافت ان "الوضع القانوني لإقليم كردستان العراق لن يتغير وأن المسؤولين الاكراد ربما يحتفظون بمواقعهم في الحكومة المركزية في بغداد ومنهم الرئيس العراقي فؤاد معصوم".
وكانت الامم المتحدة قد اخفقت في اقناع قادة اقليم كردستان بتأجيل الاستفتاء كما فشل الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابوالغيط في هذه الخطوة وذلك في زيارته الأخيرة الى اربيل بعد ان اجرى مشاورات في بغداد.
كما تتحفظ بريطانيا على استفتاء اقليم كردستان مثلما هو الحال بالنسبة لواشنطن وانقرة وعواصم اخرى.
ويصر اقليم كردستان على اجراء الاستفتاء في موعده ويقول انه "التوقيت الامثل لمنع وقوع أي صراعات اخرى في العراق" فيما تؤكد بغداد إن الاستفتاء "غير دستوري".
كما يتهم الاقليم الحكومة العراقية بخرق اكثر من نصف مواد الدستور العراقي المعتمد منذ عام 2005.
وتصاعدت حدة التوتر بين اقليم كردستان وبغداد الامر الذي دفع باطراف داخلية وأخرى خارجية لعرض الوساطة وإطلاق مبادرات لحل الازمة.
يذكر ان الرئيس العراقي تبنى مبادرة لحل الازمة قوبلت بالرفض من قبل العديد من القوى العراقية كونها تضع سقفا زمنيا للحوار يحق للاقليم من بعده اجراء الاستفتاء. ومن المقرر أن يجرى الاستفتاء المحدد في 25 من الشهر الجاري في محافظات اقليم كردستان بالإضافة الى المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد وبخاصة كركوك.(النهاية) م م ج