A+ A-

(مكارم) و(مثمر)..مشروعان تربويان لإبراز السمات الإيجابية وروح القيادة لدى الأبناء

جانب من المشاركين في البرامج التربوية
جانب من المشاركين في البرامج التربوية

من ميرفت عبدالدايم

الكويت - 22 - 8 (كونا) -- يرتبط تحقيق التنشئة الاجتماعية السليمة وفق بعض الدراسات الكويتية المتعلقة بمرحلة الطفولة بإضفاء مزيد من التطوير للبرامج المقدمة إلى الطفل وإيجاد المراكز المتخصصة لرعايتهم وتوفير دورات تدريب للقائمين على ذلك في موازاة التوعية المستمرة للأسرة.
وانطلاقا من رؤية الكويت جديدة (كويت 2035) كان التفكير الجاد لدى الحكومة ونظرتها بعيدة المدى نحو تحقيق الأفضل للشباب تمثلت أولى الخطوات في فصل قطاعي الشباب والرياضة بعدما كانا مدمجين في الهيئة العامة للشباب والرياضة وارتكاز تلك الرؤية بشأن أبنائنا الشباب على أربعة محاول تشمل التمكين والقيادة والريادة والإبداع والابتكار والقدرة التنافسية الوطنية وضمان التماسك الاجتماعي.
وتحقيقا لرسالتها تتعاون هيئة الشباب مع وزارة التربية الكويتية وتحديدا قطاع التعليم العام من خلال إعداد برامج تربوية هادفة وتوفير بيئة آمنة وتعزيز مشاركة الشباب وتحمل المسؤولية وبناء وتنمية الكويت.
ويندرج في هذا الإطار مشروع (مكارم) التربوي وهو أحد البرامج التي تقدمها الهيئة بالتعاون مع قطاع التعليم العام في (التربية) والموجهة للفئة العمرية من سن الخامسة حتى 11 عاما ويستهدف إبراز السمات الإيجابية وروح القيادة لدى الأبناء من سن الطفولة.
وبعد أن قطع البرنامج خطوته الأولى في منطقة الجهراء التعليمية في العام الدراسي المنصرم أعلنت الهيئة اعتماد خطة البرنامج للعام الدراسي المقبل (2017-2018) من خلال ضم منطقة الفروانية التعليمية إلى البرنامج على أن تتبعها بقية المناطق التعليمية وفق خطة مدروسة.
وفي هذا الشأن قالت وكيلة وزارة التربية للتعليم العام وعضوة مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب فاطمة الكندري لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء إن (مكارم) يعنى بإكساب الأطفال سمات القيادة والمعرفة والقدرة على الحوار واحترام الذات والآخرين لإيجاد القدوة في المحيط المدرسي من خلال إشراكهم في أنشطة ومشاريع تربوية.
وأوضحت الكندري وهي عضوة اللجنة المشرفة على برنامج (مكارم) أن المشروع يهدف أيضا إلى التركيز على تنمية مهارات الأبناء وتعزيز قدراتهم واستعدادهم للشخصية القيادية المتميزة وغرس الأخلاق الحميدة والقيم الحياتية بالتعاون مع أولياء الأمور.
ولفتت إلى أن برنامج (مكارم) التربوي يشتمل على خمسة مشاريع هي (المنتديات والكفاءات الشخصية) و(توعية أولياء الأمور) و(موهبتي) و(رواد الطلائع) ويركز على النشء نظرا إلى أهمية هذه المرحلة العمرية في تكوين شخصية الإنسان وبنائها على أسس متينة.
وأوضحت أن مشروع (موهبتي) استفاد منه 220 طالبا من الموهوبين والمتميزين من الطلبة مشيرة إلى معرض سيقام لهم منتصف شهر نوفمبر المقبل في مجمع 360 لإبراز إبداعاتهم وابتكاراتهم.
وذكرت أن مشروع (معسكر الطلائع) بدأ في 42 مدرسة وتم اختيار ما بين طالب وطالبين من كل مدرسة بعدد إجمالي بلغ نحو 70 طالبا لكن بعد التصفية والاعتذارات وصل العدد إلى 57 طالبا تم إلحاقهم في معسكر مدته ثلاثة أيام لتعزيز القيم والاعتماد على النفس وتقبل الرأي والرأي الآخر فيما سيقام معسكر الطلائع للأطفال المتميزين في البرنامج في شهر فبراير المقبل.
وبينت الكندري أن اللجنة المشرفة على البرنامج ستختار الأطفال المشاركين في منطقتي الجهراء والفروانية التعليميتين في منتصف شهر سبتمبر المقبل بناء على استعداداتهم وميولهم وقدراتهم الفنية وإمكانيتهم العالية بالتعاون مع قسم علم النفس بجامعة الكويت.
من جانبه قال المدير العام للهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيري ل(كونا) إن برنامج (مكارم) التربوي الذي تقيمه الهيئة بالتعاون مع وزارة التربية يسعى إلى بناء الشخصية القيادية للنشء من سن 5 إلى 11 سنة وتعزيز قيمهم الأخلاقية.
وأوضح المطيري أن (مكارم) يركز على النشء نظرا إلى أهمية هذه الفئة العمرية في تكوين الشخصية وتأسيسها من خلال برامج وورش عمل وأنشطة تصقل شخصيتهم وتجعلهم قدوة لأقرانهم.
وذكر أن برنامج (مكارم) يمثل منظومة عمل تسعى إلى مفهوم "دولة صديقة للطفل" ويحدد ويبني منظومة العمل بين مكوناته وأركانه بما يتطلبه من تنسيق وتوجيه وإشراف واستشراف المستقبل والتعامل مع الطفل "للغد لا لمجرد العد".
وبين أن ذلك يتم من خلال بناء شراكات مؤسسية واجتماعية وأطر وبرامج عمل وأنشطة مستحدثة ومتصلة زمنيا وتنمويا لاسيما أن ما يكتسبه الشاب من قيم إيجابية وسلوك حضاري وخلق كريم في سن مبكرة يظل راسخا في كيانه وشخصيته وينعكس إيجابا على مجتمعه ومحيطه.
ولفت المطيري إلى أن الهيئة لن تكتفي بهذا البرنامج بل ستواصل مسيرتها مع الأبناء من فئات عمرية أخرى من خلال برنامج (مثمر) التربوي الوطني الموجه للمرحلتين المتوسطة والثانوية.
وقال إن برنامج (مثمر) الوطني يهدف إلى غرس وتعزيز القيم الأخلاقية النابعة من تعاليم الدين الحنيف والعادات الكويتية الأصيلة لدى طلاب وطالبات المدارس الحكومية ويعنى بخلق مساحات أمام الشباب للابداع والابتكار كما يعمل على اكتشاف المواهب والطاقات الكامنة لديهم.
وأوضح أن (مثمر) أحد البرامج التي تقدمها الهيئة ضمن خطتها الاستراتيجية بما يتماشى مع رؤيتها وأهدافها الساعية إلى تمكين الشباب في كل المجالات وجعله مشاركا ومبدعا ومنتجا في ريادة الكويت حيث إن برنامج (مثمر) يعتمد في عمله على المبدأ التشاركي والعمل الميداني المؤسسي المستدام.
وذكر أن (مثمر) هو برنامج عمل مؤسسي يحقق التنمية والريادة للكويت ويعمل على بناء جيل الغد من خلال مشاريع قيمية تصقل المواهب والإمكانيات بأُطر العمل المؤسسي لافتا إلى أن رؤية البرنامج تتمحور حول بناء شخصية قيمية مثمرة بالعطاء والعمل المتقن وتتميز بالريادة.
وقال إن البرنامج يقام بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية الراعية للشباب وهي وزارتا الداخلية والتربية واللجنة العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية التابعة للديوان الأميري.
ولفت المطيري إلى أن الفئات المستهدفة بالمشروع هي المعلم والمتعلم والإداري والاختصاصي الاجتماعي والباحث النفسي وأولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المدني.
وأوضح أن مشاريع وفعاليات (مثمر) ستتم باستخدام وسائل تدريب قام عليها أكاديميون مختصون في مجال التربية والتدريب كما تم إدراج وإشراك أكثر من 80 مدرسة في البرنامج.
من ناحيتها أكدت مديرة برنامج (مكارم) رابعة القناعي ل(كونا) إن البرنامج يسعى من خلال إشراك الطفل في مشاريعه وأنشطته إلى تعزيز الخلق الكريم في وجدان الطفل وصقل شخصيته لمساعدته في تكوين عادات ومهارات وقيم وأساليب تفكير إيجابية لتجعله قادرا على التعبير عن متطلباته واكتشاف ذاته.
وقالت القناعي إن البرنامج يعمل على تأهيل الأطفال ومناقشة احتياجاتهم من خلال المحاكاة وتبادل الأدوار بالمشاركة والتفاعل مع الزملاء لبث روح القيادة لديهم مشيرة إلى أن أهم القيم المحورية التي يسعى البرنامج إلى أن يكتسبها الأطفال هي التعاون والعمل بروح فريق والوسطية والاتزان وتعلم فن الحوار والتأثير الإيجابي على الأقران وغيرها من القيم النبيلة.
وأشارت إلى أن (مكارم) يعتمد على تفهم لطبيعة المراحل العمرية بتداخلاتها النفسية والجسدية وإدراك تجلياتها ومظاهرها المختلفة وفهم متخصص لسمات المراحل العمرية ومداخل عملها التنموية بما تتطلبه من تصميم لأنشطة وبرامج نوعية ومستحدثة لتنمية الخيارات المتاحة لهم الفنية والثقافية والعلمية والصحية والتربوية.
وأوضحت أن البرنامج يعتمد في عمله على تطوير خبرات ومهارات وقدرات الأبناء الطلبة على المشاركة المجتمعية لتحقيق أهدافه حيث أشرك في أنشطته كلا من الأسرة ممثلة في أولياء الأمور كذلك المدرسة من معلمين وإدارة واختصاصيين اجتماعيين وإدارة المنطقة التعليمية كما استعان ببعض جهات الدولة.
وبينت القناعي أن نجاح برنامج (مكارم) في مرحلته الأولى مثل دافعا كبيرا لفريق العمل لبذل المزيد من الجهد لإيصال رسالته المتمثلة بإكساب الأبناء لمهارات جديدة تنمي روح الإبداع لديهم في أجواء تربوية بدليل قرار اللجنة المشرفة على البرنامج بقيادة المدير العام للهيئة توسيع نطاق العمل.
وأشارت إلى إيمان القائمين على البرنامج بأهمية التعلم واكتساب المثل الحميدة في سن مبكرة لأنه يبقى راسخا وماثلا في ذهنه ووجدانه ويمنحه ميزة عن أقرانه في القدرة على مواجهة الحياة بحكمة وعقلانية كما تقول العرب (العلم في الصغر كالنقش على الحجر). (النهاية) م ر ف / ف ش