A+ A-

رئيس مجلس الأمة الكويتي: نرفض المشاريع الانهزامية المتعلقة بالقضية الفلسطينية

رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق علي الغانم في المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي حول الاوضاع بالقدس الشريف
رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق علي الغانم في المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي حول الاوضاع بالقدس الشريف

الرباط - 27 - 7 (كونا) -- أكد رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق علي الغانم اليوم الخميس ان دولة الكويت التي تتلمذ شعبها في "مدرسة الشيخ صباح الاحمد حفظه الله ورعاه" وكونها جزءا من العالم العربي والاسلامي والحر لن تستكين ولن تستسلم للمشاريع الانهزامية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وأعرب الغانم في كلمة ألقاها امام المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي حول الاوضاع بالقدس الشريف والمنعقد في العاصمة المغربية الرباط عن بالغ الاسف بأن يكون في الصف العربي والاسلامي من يسعى الى اشاعة روح الانهزام فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأضاف ان هناك من يسوق لمفهوم الاستسلام ويشكك في جدوى المؤتمرات والاجتماعات حول فلسطين لافتا الى ان هناك من يريد للعرب والمسلمين ان يتوقفوا حتى عن مجرد الكلام او الاهتمام بقضية الشعب الفلسطيني.

وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها الغانم:

"بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحابته الميامين.
يقول المولى عز وجل في محكم التنزيل: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).. صدق الله العظيم

معالي الأخ الحبيب المالكي رئيس الإتحاد البرلماني العربي

معالي الاخ عبدالحكيم بن شماس رئيس مجلس المستشارين المغربي

أصحاب المعالي رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود البرلمانية العربية

معالي الدكتور مشعل السلمي رئيس البرلمان العربي

سعادة الأخ فايز الشوابكه الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي

الاخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ينعقد مؤتمرنا هذا في ظرف حساس ودقيق للغاية ظرف يشكل امتحانا مصيريا لأمتنا وتطاولا مستفزا على كرامتنا ومقدساتنا حيث قام الكيان الصهيوني باعتداء جريء وصادم على المسجد الأقصى المبارك اعتداء هو الأول من نوعه من خلال منع إقامة صلاة الجمعة ثم من خلال منع إقامة صلاة الجماعة ثم من خلال إقامة أبواب الكترونية في مداخله ثم من خلال تركيب كاميرات مراقبة عند أبوابه يريد بها فرض إعلان سيطرته عليه والتحكم بأداء الشعائر فيه متحديا مشاعر مليار ونصف المليار مسلم ومستغلا الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلاد المسلمين ومنتهكا كل المواثيق والأعراف الدولية والدينية والأخلاقية والإنسانية.
لقد توهم هذا الكيان الغاصب والاحتلال المتعجرف أن الوضع الاستثنائي الذي تمر به أمتنا سيتيح له التطاول على الأقصى الشريف وسيمكنه من أن يعبث به كيف يشاء وفاته أن هذا العمل المشين هو واحد من أقوى العوامل التي توحد مشاعر الأمة وتجمع شتاتها وتستثير حميتها وتشعل غيرتها وتجعلها تترفع عن خلافاتها وتوجه جهودها إلى عدوها الذي يستهدفها بأعز ما لديها.
وها هي الأمة الإسلامية تميز غيظا في كل مكان ويوشك أن يتحول غيظها إلى طوفان وما اجتماعنا في هذا اليوم وفي هذا المكان إلا مظهر من مظاهر هذا الغيظ المشبوب وتعبير عما تغلي به الصدور والقلوب.

أيها الأخوة:

إن من أوجب واجباتنا نحن الممثلين للبرلمانات العربية أن نهب لنصرة فلسطين قضيتنا العربية الأولى وللمسجد الأقصى أولى القبلتين وأن نمثل بصدق نبض الأمة وشعورها ووجدانها وضميرها علينا أن نجسد ذلك بكل صورة من صور التعبير ومظهر من مظاهر التصوير بالكلمة والمقالة والمحاضرة والخطبة والقصيدة والقصة واللحن والأنشودة والصورة والرسمة والشعار والصيحة والورشة والمنتدى والمؤتمر والاجتماع وكل أسلوب من أساليب التعبير أو وسيلة من وسائل التأثير حتى تظل قضية فلسطين هي قضية كل المسلمين وهي محور اهتمام الإنسانية في كل المحافل الدولية.
وإنه لمن المؤسف حقا أن يكون في صفنا العربي بل وفي جسدنا الإسلامي من يسعى إلى تثبيط عزائمنا وإيهان نفوسنا.. قائلا بروح منهزمة وإرادة مستسلمة: "ما فائدة عقد القمم والمؤتمرات حول فلسطين ما دامت لن تخرج إلا بالشجب والاستنكار" وكأنه يريد لنا أن نتوقف حتى عن مجرد الكلام وأن نصمت حتى عن مجرد الاهتمام وأن نستكين تماما للرضوخ والاستسلام متذرعا بأن هذه القمم والمؤتمرات ليست سوى صرخة في واد لا تردع ظالما ولا تنصف مظلوما.
أجل هي تعبير قاصر عما نريد لكنها تبقى تعبيرا عن رفضنا ومطالبة بحقنا تبقى إعلانا عن إبائنا الاستسلام وإعلاما بتمسكنا بقضيتنا للخاص والعام تبقى تعبيرا عن وجود حياة في جسدنا العليل الذي أنهكه الداء الوبيل تبقى خيرا من الموت والسكون والقبول بما يراد لنا أن يكون تبقى أملا في أن نقف يوما على أقدامنا ونستعيد اعتبارنا وننتزع حقوقنا فلا مكان للقنوط واليأس في زمان الاستضعاف ولا موضع لفقد الأمل عند غياب التمكين.
وهنا أسأل المخذلين والمتخاذلين: هل لأننا عجزنا عن نصرة شعبنا الفلسطيني بالسلاح نتخلى عن كافة أنواع النصرة هل تريدون منا أن نتخلى عن التضامن معهم والتفاعل مع قضيتهم هل تطلبون منا أن نتخلى عن كل رصيدنا الوجداني والعاطفي تجاههم وأسألهم مرة أخرى: هل ترون المرابطين على تخوم الأقصى وفي الأحياء والأزقة المقدسية العتيقة من الذي يموت هناك ما هي جنسية العجائز والشيب الذين يناكفون جنود الاحتلال عند نقاط التفتيش ما هي هوية الشباب المقاوم هناك وبأي لغة واضحة يتحدث بها الأطفال بالقرب من البوابات الصهيونية الجديدة التي تحيط بالحرم المقدسي هؤلاء عرب مسلمون ومسيحيون قبل أن يكونوا فلسطينيين أهل ذاك البلد وأبناء تلك الأرض فإذا كان أهل القضية في رباط حتى هذه اللحظة وإلى الأبد كما أؤمن وإذا كان صاحب القضية رافضا أن يطوي ملفها وأن المسألة بالنسبة إليه حياة أو موت كيف يأتي اليوم من يسوق موت قضيته بل كيف يجرؤ على السعي لإغلاقها وصاحب الشأن يريدها مفتوحة على مصراعيها وأنا هنا لن أنتقي كلماتي من يريد أن يستسلم فليذهب إلى الجحيم فليذهب فحسب لكننا لن نسمح له أن يثبط عزائمنا وأن يوهن نفوسنا وأن يسوق استسلامنا وأن ينظر علينا تحت شعارات البراغماتية وقراءة الواقع وتغير التوازنات الدولية وما إلى ذلك من الهراء السياسي.

أيها الأخوة:

سنبقى بإذن الله لبنة في طريق النصر وسهما من سهام الحق ومعولا لزهق الباطل ولن نلتفت إلى أصوات المخذلين وأراجيف المتخاذلين.
ونحن في الكويت ابناء الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه وتلاميذ مدرسته كجزء من الامة العربية وقطعة من الجسد الاسلامي وعضو فاعل في منظومة العالم الحر نقولها وندعو لها: لن نلين ولن نخضع ولن نستكين والنصر قادم بنا أو بغيرنا وإنني على يقين كامل وثقة تامة أنه لن يلبث أن يأتي يوم الفصل الذي يعود فيه إلى أهله الحق المسلوب والوطن المغصوب (ذلك وعد غير مكذوب) (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

أيها الأخوة:

ستظل فلسطين هي قضيتنا الأولى والكيان الصهيوني المحتل هو عدونا وأمامنا اليوم أكثر من استحقاق دبلوماسي وسياسي قادم فبعد شهرين ستجتمع برلمانات العالم في سان بطرسبيرغ وقبلها ستبدأ أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وبعدهما وقبلهما العشرات من المؤتمرات القارية والمحافل الدولية ومسؤوليتنا الكبرى تكمن في إبقاء قضية فلسطين على خارطة الوعي العالمي حية ومشتعلة وأن نستمر في الكشف للعالم الحر كم هو بشع وشنيع هذا العدو وكم هو مظلوم وصامد وجبار شعبنا الغالي في فلسطين". (النهاية) ن ش / م ص ع