A+ A-

مراسم (الدشة).. علامة فارقة في إحياء التراث البحري الكويتي

احياء رحلات الغوص على اللؤلؤ للتذكير بماضي الكويت
احياء رحلات الغوص على اللؤلؤ للتذكير بماضي الكويت

من أحمد الرفاعي

الكويت - 26 - 7 (كونا) - تحت شعار (خليجنا واحد.. مصيرنا واحد) تنطلق غدا الخميس مراسم (الدشة) إيذانا ببدء رحلة إحياء ذكرى الغوص ال29 على اللؤلؤ بمشاركة ما لا يقل عن 200 شاب كويتي تتراوح أعمارهم بين 14 و 20 عاما و13 سفينة إحياء لذكرى الآباء والأجداد.
وتعد رحلة الغوص التي ينظمها النادي البحري الرياضي الكويتي سنويا علامة متميزة تمثل أبرز الفعاليات الوطنية في مجال إحياء التراث البحري على المستوى المحلي والخليجي والعالمي وفرصة لتذكير الشباب بما كان كان يقدمه الآباء والأجداد من تضحيات في سبيل توفير حياة كريمة لأهلهم ووطنهم.
وحظيت الرحلة بشرف الرعاية الأبوية الكريمة من قبل الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه واستكملت باهتمام ورعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه كما حظيت بالاهتمام الرسمي والشعبي والإعلامي الكبير على أوسع نطاق.
وتقام هذه الرحلة تحت رعاية سمو أمير البلاد وتستمر حتى الثالث من أغسطس المقبل بحضور وزير التجارة والصناعة ووزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة خالد الروضان ومشاركة أربع سفن مهداة من سمو الأمير رعاه الله وتسع سفن مهداة من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.
وقد امتهن أهل الكويت قديما الغوص على اللؤلؤ في رحلة نحو مجهول البحر وقاع الخليج بحثا عن الرزق حينها تسلح الإنسان الكويتي بإرادة العازم وصبر المقتدر مما مكنه من التفوق في أخطر المهن لتوفير عيشه ومواجهة متطلبات حياة ذلك الزمان.
ورغم مشقة المهنة فإن ركوب البحر كان الوسيلة التي تؤمن حياة الإنسان الكويتي لأنها مصدر الرزق الوحيد الذي عرفه أهل الكويت عن طريق المحصول الذي يجنونه من اللؤلؤ طوال فترة الرحلة والتي تمتد أربعة أشهر.
وخلال تلك الرحلة الطويلة يتعزز لرواد الرحلة مهارات الصبر وقوة التحمل والطاعة لأوامر (النوخذة) وهو قائد السفينة كما يكتسبون فضائل جديدة كالتعاون والتآخي بين البحارة.
ومعظم أهل الكويت الأوائل ركبوا البحر وغاصوا في أعماقه يجمعون المحار على أمل العثور على حبات اللؤلؤ بمختلف أحجامه إلا أن الغاية في (دانة) أو (قماشة).
وكان اللؤلؤ (الدر الذي يستخرج من داخل المحار) عصب الاقتصاد الكويتي آنذاك إذ تختلف في الأحجام والشكل فالكبير منها يسمى دانة أو حصباة أو جوهرة والصغير منها يسمى قماشة ومن أشهرها دانة عمر الياقوت وجوهرة بن مدعج.
وتتجسد أهمية وأهداف رحلات الغوص في تعزيز رغبة وحماس الشباب في إحياء صور الماضي بما تشمله من صعوبات ومشقة وربط التراث البحري بالمعاني والمثل الوطنية من خلال مشاركة أبناء الشهداء وتعميق روح الوفاء والولاء والانتماء لهذا الوطن العزيز وللروابط التاريخية مع أبناء دول مجلس التعاون الخليجي كما تتجسد برسم صور معبرة رائعة عن ماضي هذا الوطن العزيز وتراثه التليد.
وكان النادي البحري الرياضي الكويتي قد بدأ مشواره في تنظيم رحلات الغوص عام 1986 وانطلقت الرحلة الأولى بخمس سفن غوص وفرتها وزارة الإعلام بعد ذلك أهدى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه ورغبة منه في توسيع قاعدة مشاركة الشباب الكويتي بالرحلة سبع سفن غوص جديدة مصنعة في الكويت.
وبذلك وصل مجموع سفن الغوص المشاركة في الرحلة الثانية التي أقيمت في العام التالي إلى 12 سفينة فيما مضى النادي ينظمها سنويا بتوسع ودعم كبيرين وبرعاية كريمة سامية.
وتوقفت رحلة الغوص خلال الغزو العراقي الغاشم في الثاني من أغسطس عام 1990 في حين كان النادي يستعد لتنظيم الرحلة الخامسة حيث تم تدمير جميع سفن الغوص المهداة من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه.
وعقب تحرير البلاد وفي أغسطس عام 1993 عاد النادي من جديد إلى نشاطه في هذا المجال الوطني الكبير بعد أن نظم أول رحلة غوص هي الرحلة الخامسة له وبسفينة واحدة مقدمة من أحد رجال البحر النوخذة رجب علي ثم في عام 1994 أهدى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله النادي ست سفن غوص جديدة وبديلة عن السفن التي تم تدميرها خلال الاحتلال العراقي.
ومع توفر سفن الغوص بدأ النادي يشق مشواره بخطى واسعة في هذا المجال وبمبادرات وطنية جديدة مع كل رحلة غوص ينظمها في حين كان شباب الغوص ورجال البحر ورئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي يتشرفون عقب كل رحلة غوص بمقابلة سمو أمير البلاد لاستعراض كل مجريات الرحلة والأخذ بتوجيهات ونصائح سموه.
وتمثل رحلات الغوص التي ينظمها النادي عموما بالرعاية الأميرية السامية أبلغ امتداد لمسيرة مباركة ونهج الأصيل في إحياء تراثنا البحري وغرس معانيه وعبره في نفوس الشباب وفي تخليد ذكرى الرعيل الأول من الآباء والأجداد.
ويحرص النادي على أن تكون رحلة كل عام متميزة بمعانيها النبيلة وأهدافها الوطنية الواسعة ومضامينها الهادفة وهي تحمل أسمى معاني الوفاء والعرفان للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه ولسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد رعاه الله على ما يحظى به النادي من دعم ورعاية لاسيما في شرف تنظيم هذا النشاط الوطني الكبير. (النهاية) أ ي ر / ت ب