A+ A-

أمير قطر يثمن جهود الوساطة التي يقوم بها سمو أمير البلاد لحل الأزمة الخليجية

أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني

الدوحة - 21 - 7 (كونا) -- ثمن امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عاليا جهود الوساطة التي يقوم بها سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والتي دعمتها قطر منذ البداية.
وعبر الشيخ تميم في خطاب للمواطنين والمقيمين حول الوضع الحالي والتوجهات المستقبلية لدولة قطر في ظل الأزمة الخليجية الراهنة عن شكره مرة أخرى لما قام ويقوم به سمو الامير آملا ان تكلل جهوده المباركة بالنجاح.
وقدر المساندة الأمريكية لهذه الوساطة وكذلك المواقف البناءة لكل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأوروبا عموما وروسيا مشيدا بالدور المهم الذي لعبته تركيا في إقرارها السريع لاتفاقية التعاون الاستراتيجي الموقعة بين الجانبين والمباشرة في تنفيذها.
واعرب عن شكره لتركيا على استجابتها الفورية لتلبية احتياجات السوق القطرية وكل من فتح أجواءه ومياهه الإقليمية لبلاده.

وقال الشيخ تميم "إننا منفتحون على الحوار لإيجاد حلول للمشاكل العالقة عسى أن تستثمر هذه الجهود في خدمة قضايا الأمة".
واضاف "إن أي حل للأزمة يجب أن يقوم على مبدأين أولهما أن يكون في إطار احترام سيادة كل دولة وإرادتها وثانيا ألا يوضع في صيغة إملاءات من طرف على طرف بل كتعهدات متبادلة والتزامات مشتركة ملزمة للجميع ونحن جاهزون للحوار والتوصل إلى تسويات في القضايا الخلافية كافة في هذا الإطار".
واشار الى انه "في هذه الظروف التي يمر بها وطننا أخاطبكم خطاب العقل والوجدان ونتحدث بعقلانية لتقييم المرحلة التي نمر بها وتخطيط المستقبل الواعد الذي أثبت شعبنا أنه أهل له وبوجدانية لأننا جميعا تأثرنا بروح التضامن والتآلف".
ورأى "أنه وجدت وتوجد حاليا خلافات مع بعض دول مجلس التعاون بشأن السياسة الخارجية المستقلة التي تنتهجها قطر ونحن أيضا بدورنا لا نتفق مع السياسة الخارجية لبعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون ولا سيما في الموقف من تطلعات الشعوب العربية والوقوف مع القضايا العادلة والتمييز بين المقاومة المشروعة للاحتلال وبين الإرهاب وغيرها من القضايا لكننا لا نحاول أن نفرض رأينا على أحد ولم نعتقد يوما أن هذه الخلافات تفسد للود قضية فثمة أمور مشتركة كثيرة هي الأسباب التي من أجلها أقيمت هذه المنظمة الإقليمية".
وأكد "أن قطر تكافح الإرهاب بلا هوادة ودون حلول وسط وثمة اعتراف دولي بدور قطر في هذا المضمار وهي تفعل هذا لأنها تعتبر الإرهاب بمعنى الاعتداء على المدنيين الأبرياء لغايات سياسية جريمة بشعة ضد الإنسانية ولأنها ترى أن القضايا العربية العادلة تتضرر من الإرهاب فهو يمس بالعرب والإسلام والمسلمين".
واضاف "نحن نختلف مع البعض بشأن مصادر الإرهاب فنحن مثلا نقول إن الدين وازع أخلاقي وهو ليس مصدر الإرهاب وإنما أيديولوجيات متطرفة دينية وعلمانية وحتى هذه الأيديولوجيات المتطرفة تصبح مصدرا للارهاب فقط في بيئة سياسية اجتماعية تنتج اليأس والإحباط".
واوضح انه "ومن دون الاستهانة بآفة الإرهاب فمن الواجب علينا عدم تجاهل القضايا الأخرى في عالمنا فنحن نرى أن العالم كله بما في ذلك منطقتنا يعاني أيضا من مشاكل مثل الفقر والطغيان والاحتلال وغيرها وهذه المعاناة أيضا تحتاج إلى معالجة عدا عن كونها من أهم مصادر الإرهاب".
واعتبر ان "الأزمة الحالية دفعت المجتمع القطري ليس فقط إلى استكشاف قيمه الإنسانية كما بينت إنما أيضا إلى استكشاف مكامن قوته في وحدته وإرادته وعزيمته". واوضح انه "وكما ترون من النجاعة التي عالجت فيها الحكومة بوزاراتها المختلفة ومؤسسات الدولة الأخرى الأزمة بتوفير كافة احتياجات السكان بحيث لم يشعروا بالفرق في حياتهم اليومية فإن نفس هذه الكفاءات التقنية والإدارية والسياسية والإعلامية التي تعاملت مع الأوضاع بروية وعقلانية وتصميم قادرة على تشييد صرح استقلالنا الاقتصادي وحماية أمننا الوطني وتعزيز علاقاتنا الثنائية مع الدول في هذا العالم".
وذكر "أننا مدعوون لفتح اقتصادنا للمبادرات والاستثمار بحيث ننتج غذاءنا ودواءنا وننوع مصادر دخلنا ونحقق استقلالنا الاقتصادي ضمن علاقات ثنائية من التعاون مع الدول الأخرى في محيطنا الجغرافي وفي العالم أجمع وعلى أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل كما أننا مدعوون إلى تطوير مؤسساتنا التعليمية والبحثية والإعلامية ومصادر قوتنا الناعمة كافة على المستوى الدولي وفي تفاعل مع أفضل الخبرات القطرية والعربية والأجنبية" مبينا "ان هذا كله بالطبع بالتعاون مع المقيمين في بلادنا الذين يعملون وينتجون ويعيشون معنا ووقفوا معنا في هذه الأزمة".
واوضح انه "سبق أن وجهت عدة مرات لاتباع سياسة الانفتاح الاقتصادي على الاستثمار وتنويع مصادر الدخل ولكن في هذه المرحلة لم يعد هذا مسألة رفاهية بل أصبح أمرا ملزما ومحتما علينا ولا مجال للتهاون فيه وهذه مسؤوليتنا جميعا حكومة ورجال أعمال".
وقال "لقد ساعدتنا هذه الأزمة في تشخيص النواقص والعثرات أمام تحديد شخصية قطر الوطنية السياسية والاقتصادية المستقلة وفي اتخاذ القرار بالتغلب على هذه العقبات وتجاوزها وها أنا أتوجه إليكم فيما نخوض جميعا هذا الامتحان بعزة وكرامة لأقول لكم إن قطر بحاجة لكل منكم في بناء اقتصادها وحماية أمنها".
وشدد أمير قطر على "اننا بحاجة للاجتهاد والإبداع والتفكير المستقل والمبادرات البناءة والاهتمام بالتحصيل العلمي في الاختصاصات كافة والاعتماد على النفس ومحاربة الكسل والاتكالية وهذه ليست مجرد أماني وأحلام فأهدافنا واقعية وعملية وتقوم على استمرار الروح التي أظهرها القطريون في هذه الأزمة بحيث لا تكون موجة حماس عابرة بل أساسا لمزيد من الوعي في بناء الوطن".
وبين "أن المرحلة التي تمر بها قطر حاليا هي مرحلة بالغة الأهمية من حيث الفرص التي أتاحتها ليس فقط للبناء بل أيضا لسد النواقص وتصحيح الأخطاء ونحن كما تعلمون لا نخشى من تشخيص الخطأ وتصحيحه".
وكشف عن "أني وجهت الحكومة للقيام بكل ما يلزم لتحقيق هذه الرؤية بما في ذلك الانفتاح الاقتصادي المطلوب وإزالة العوائق أمام الاستثمار ومنع الاحتكار في إطار بناء الاقتصاد الوطني والاستثمار في التنمية ولا سيما التنمية البشرية كما وجهت بتخصيص عائدات الغاز من الاكتشافات الجديدة التي أنعم بها الله علينا للاستثمار من أجل الأجيال القادمة فقد عاشت قطر برخاء حتى الآن من دونها وقد وجهت أيضا بالعمل على الساحة الدولية لتعميق التعاون الثنائي والتوصل إلى اتفاقيات ثنائية بين قطر والدول الأخرى".
وختم كلمته بالتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق "ولا سيما أهلنا في القدس واستنكار إغلاق المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عسى أن يكون ما تتعرض له القدس حافزا للوحدة والتضامن بدلا من الانقسام". (النهاية) ن ن د / ر ج