A+ A-

(الحزاية).. قصة شعبية قصيرة من التراث الكويتي ارتبطت بذاكرة الأجيال

من شيخة اللوغاني

الكويت - 22 - 6 (كونا) -- (الحزاوي) قصص شعبية قصيرة من التراث الكويتي رسخت في أذهان الصغار وانتقلت من جيل إلى آخر وتنوعت موضوعاتها ما بين قصص توجيهية وأخرى مسلية للترفيه.
وهكذا كان الصغار يقضون لياليهم في الماضي ينتظرون (حزاوي) الجدة التي (تحازي) أحفادها بكل هدوء وحب وحنان إلى أن يغلبهم النعاس.
و(الحزاية) تحمل كثيرا من العبر والحكم والتشويق وتكون أيضا محفوفة بالتخويف لاسيما إذا روتها الجدة للأحفاد لنهيهم عن اللعب الخطر أو ليخلدوا للنوم بسرعة.
وقالت الباحثة في التراث الكويتي غنيمة الفهد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن "الحزاية كانت تتضمن الكثير من القصص الواقعية ذات القيم الإسلامية والاجتماعية المستفاد منها إذ تسمعها البنات الصغيرات وتكون لهن كالدرس والمنهج للقيام بمسؤولياتهن كبنات وأمهات على أكمل وجه".
وأوضحت الفهد أن (الحزاوي) التي كانت ومازالت تقال وتتناقلها الأجيال هي إما عن شخصيات خيالية يغلب عليها طابع الخرافات أو قصص واقعية حدثت في المجتمع الكويتي وتناقلها الناس فأصبحت مع مرور الوقت قصصا من الموروث الشعبي تهدف الى أخذ العظة والعبرة منها والمحافظة على التقاليد القديمة الاصيلة والقيم والمبادئ وأغلب الحزاوي التي كانت تروى للأطفال تبين في نهايتها انتصار الخير على الشر.
وذكرت أن أشهر حزاية عرفها الكويتيون قديما لعلها حزاية (حمارة القايلة) وكانت ترويها الجدات والأمهات لإخافة الصبية الصغار لمنعهم من الذهاب للبحر والسباحة في وقت (القايلة) أي وقت (القيلولة).
وبينت أن الكويتيين اعتادوا في السابق على (التقيل) أي النوم وقت الظهيرة للراحة بعد مشقة العمل منذ الصباح الباكر وتحكي الحزاية قصة امرأة عجوز مخيفة ذات رجلين كأرجل الحمار.
وقالت الفهد إن هناك أيضا قصة (بودريه) وهي شخصية خيالية عن رجل في البحر يصيح للاستغاثة من الغرق وعند مساعدته يغرق من ينقذه.
وأشارت إلى أن (الحزاوي) التي قامت بتوثيقها أو تأليفها في كتبها استخلصتها من البيئة الكويتية القديمة والبيت الكويتي البسيط ومهام المرأة في الماضي من تربية وطبخ وحمل مسؤولية البيت أثناء غياب زوجها في رحلات الغوص أو السفر. (النهاية) ش ع ل / ت ب