A+ A-

مفوض اممي يحث دولا على حماية المدنيين اثناء عملياتها الجوية في سوريا

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد بن الحسين
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد بن الحسين
جنيف - 26 - 5 (كونا) -- حث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد بن الحسين اليوم الجمعة جميع الدول التي تقوم قواتها الجوية بالعمليات في سوريا على "توخي عناية أكثر في التمييز بين الأهداف العسكرية المشروعة والمدنيين".
واضاف ابن الحسين في بيان من مكتبه لدى الامم المتحدة في جنيف "إن المدنيين في سوريا يدفعون ثمنا باهظا وعلى نحو متزايد مع تصاعد الغارات الجوية ما يستوجب أيضا على كل أطراف النزاع التقيد بالتزاماتهم باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتجنيب المدنيين آثار النزاع المسلح". وأوضح ان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يقمع المدنيين المتواجدين في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم ويقوم بالهجوم على المدنيين بالمناطق المحيطة بها.
وقال ابن الحسين إن "نفس المدنيين الذين يعانون من القصف العشوائي والإعدامات من قبل تنظيم الدولة هم من يقعون أيضا ضحايا للضربات الجوية المتصاعدة وخاصة في محافظتي الرقة ودير الزور في شمال شرق سوريا".
واشار الى أن مكتبه يتلقى العديد من التقارير الموثوقة عن مثل هذه الأحداث المروعة معربا عن الأسف "لان العالم الخارجي لا يولي المأساة المروعة التي يتعرض لها المدنيون المحاصرون في تلك المناطق اهتماما يذكر" مستشهدا بعدد من الحوادث الاخيرة.
وشرح المفوض الأممي ان 23 مزارعا من بينهم 17 امرأة قتلوا عندما قصفت غارة جوية قرية العكيرشي بريف محافظة الرقة الشرقي في يوم 14 مايو الجاري.
واضاف ان الضربات الجوية على مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور والواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة تعرضت لقصف في اليوم التالي (15 مايو) ما اسفر عن مصرع 59 مدنيا على الأقل من بينهم 16 طفلا و12 امرأة وجرح 70 آخرين. وفي يوم 16 مايو ذبح مقاتلو تنظيم الدولة ثمانية من الرجال في البوكمال بالمواقع التي تعرضت للضربات الجوية في اليوم السابق بعد اتهامهم بإمداد الإحداثيات لتلك المواقع.
واوضح ان مقاتلي تنظيم الدولة يقومون عقب هزيمتهم في عدة مناطق في سوريا والعراق بالاعتداءات في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتهم والمناطق التي حولها.
وشرح انه في ال18 من مايو الجاري على سبيل المثال أسفر هجوم تنظيم الدولة على قرية عقارب الصافية التي تسيطر عليها الحكومة في ريف محافظة حماة الشرقي عن مقتل 36 مدنيا من بينهم نساء وأطفال قتل كثير منهم جراء تبادل إطلاق النار والقنص وفي بعض الحالات نتيجة ذبحهم.
وقال المفوض السامي ان مناطق مثل مدينة البوكمال الحدودية التي يختلط فيها مقاتلو تنظيم الدولة وأسرهم بنحو مئة الف شخص من بينهم نازحون سوريون وعراقيون هي مصدر كبير للقلق.
واضاف "نخشى انه بسبب تواجد تنظيم الدولة الاسلامية فإن المدنيين في وضع متزايد الخطورة مع تصاعد الضربات الجوية والقتال على الأرض ما قد يؤدي الى سقوط أعداد أكبر من الضحايا فضلا عن الاعتداءات الانتقامية من قبل تنظيم الدولة الاسلامية ضد المناطق المكتظة بالمدنيين".
وتابع انه بمقتضى القانون الإنساني الدولي يجب على أطراف النزاع الالتزام بمبادئ التمييز والتناسب والاحتياط عند الهجوم وذلك من أجل تقليل الخسائر في صفوف المدنيين ويجب إجراء تحقيقات في الحالات التي يذكر فيها سقوط ضحايا من المدنيين وأن يحاسب من تثبت مسؤوليتهم عن انتهاك القانون. وقال ابن الحسين "ان ارتفاع عدد القتلى والجرحى المدنيين الناجم عن الضربات الجوية في دير الزور والرقة يشير إلى احتمال انه لم يتم اتخاذ اجراءات وقائية كافية فى الهجمات".
وأكد أن "مجرد سيطرة تنظيم الدولة على منطقة ما لا يعني أنه يمكن اتخاذ قدر أقل من العناية عند الهجوم فينبغي دائما حماية المدنيين سواء كانوا في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة أو أي طرف آخر".
واعرب ابن الحسين عن "القلق البالغ بسبب تقارير تفيد منع تنظيم الدولة للمدنيين من مغادرة المناطق الخاضعة لسيطرته إلا إلى مناطق أخرى تحت سيطرته".
وشدد المفوض الاممي على ان منع المدنيين من مغادرة المناطق التي يسيطر تنظيم الدولة عليها يتعارض مع القانون الدولي لحقوق الإنسان وقد يتعارض أيضا مع القانون الإنساني الدولي إذا ما تسبب في تعريضهم لمخاطر أكثر. كما اعرب عن الأسف لاستمرار عناصر تنظيم الدولة في قتل المدنيين وتعريضهم للخطر وارتكاب جرائم حرب دون أي ندم على الإطلاق".
واضاف "لا يبدو واضحا لنا الالتزام على نحو مناسب من قبل مختلف القوات الجوية المشاركة في مكافحة تنظيم الدولة بالمبادئ الاساسية للقانون الدولي". (النهاية) ت ا / خ ن ش