A+ A-

انشاء مؤسسة ثقافية لتعزيز الروابط بين دولة الكويت وفرنسا

سفير دولة الكويت لدى باريس سامي محمد السليمان يتوسط الحضور خلال افتتاح (جمعية جسر الثقافات) بين الكويت وفرنسا
سفير دولة الكويت لدى باريس سامي محمد السليمان يتوسط الحضور خلال افتتاح (جمعية جسر الثقافات) بين الكويت وفرنسا

من جون كيتينغ

باريس - 28 - 4 (كونا) -- في وقت يتزايد فيه التوتر العالمي وتنتشر فيه الاختلافات الثقافية تولى مواطن كويتي مهمة تعزيز العلاقات الوثيقة بين الشعوب من خلال إنشاء (جمعية جسر الثقافات) بين الكويت وفرنسا في خطوة يعول عليها في تقوية العلاقات القائمة بالفعل بين الدولتين.
واعرب مسؤولون كويتيون وفرنسيون خلال افتتاح الجمعية الجديدة عن دعمهم لمبادرة الصحافي السابق بوكالة الانباء الكويتية (كونا) والدبلوماسي نواف نعمان فيما وصفوه بانه "هدف نبيل" و"مبادرة منتجة".
وشارك في هذا الحدث سفير دولة الكويت لدى باريس سامي محمد السليمان كضيف شرف يرافقه وفد كويتي مهم من كبار الدبلوماسيين لمساندة مشروع "ابن بلدهم".
وقال السليمان في افتتاح (جمعية جسر الثقافات) "أود أن أثني على هذه المبادرة المثمرة من قبل نواف نعمان لمد جسر آخر بين الشعبين الصديقين في الكويت وفرنسا".
واشار السفير الى ان استضافة الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) لهذا الحدث "تعد مؤشرا متميزا يعكس العلاقات الممتازة بين الكويت وفرنسا في مختلف المجالات".
وعلى صعيد التعاون بين البلدين اكد السفير السليمان وجود علاقات قوية قائمة منذ فترة طويلة بين البلدين مبينا ان الثقافة كانت من بين المجالات التي بدأ فيها التعاون بين فرنسا والكويت منذ وقت مبكر جدا.
وقال السليمان "من حسن الحظ ان اول اتفاق تعاون ثنائي بين البلدين هو اتفاقية التعاون الثقافي والعلمي والتقني الموقعة في ال18 من سبتمبر 1969" مشيرا الى ان الامور قد تطورت على عدة مستويات منذ ذلك الحين.
كما سلط الضوء على مجالين محددين من هذا التعاون وهما "التعليم النظامي" اذ سعت الكويت إلى دعم تعليم اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية وجرى التوسع فيه منذ عام 2015 لتصبح اللغة الفرنسية مقررا في بعض المدارس من الصف السابع على خلال العامين الماضيين.
وبين ان "هذه التجربة حققت نجاحا ملحوظا" مشيرا الى ان وزارة التربية والتعليم تدرس تعميم تلك التجربة على جميع المدارس الابتدائية.
وفيما يتعلق بالمجال الاخر للتعاون بين الكويت وفرنسا أشار السليمان الى "التعليم العالي" قائلا إن فرنسا تحتل المرتبة العاشرة لقبول الطلاب الكويتيين الذين يبلغ عددهم 140 طالبا في برامج التعليم الجامعي والدراسات العليا في مجالات مختلفة منها اللغة الفرنسية والقانون والاقتصاد والطب والمحاسبة وغيرها.
واضاف ان العمل مستمر على زيادة عدد الطلاب وكذلك الاعتراف بمعادلات الدبلوم الفرنسي في الكويت.
كما أكد السليمان حرص الكويت الدائم على دعم الثقافة والمبادرات الفرنسية على المستوى الدولي موضحا أن دعم فرنسا المعنوي والمالي لمعهد العالم العربي مقدر ومعروف كما هو الحال في سخاء الكويت لدعم الجناح الإسلامي في متحف اللوفر الشهير.
كما قدمت الكويت دعما كبيرا لحماية التراث الثقافي في مناطق النزاع وساهمت في شهر مارس الماضي بنحو خمسة ملايين دولار في الصندوق الدولي لحماية التراث الثقافي المعرض للخطر في أوقات النزاع المسلح تحت رعاية فرنسا والامارات.
كما رحب المضيف الفرنسي لهذا الحدث كبير البرلمانيين جان فرانسوا مانسيل بالمبادرة الثقافية التي قال انها "ستقرب البلدين بشكل اكبر".
وأشاد مانسيل "بفكرة نواف نعمان رئيس (جمعية جسر الثقافات) وهي جمعية تحمل رسالة تهدف الى التقارب بين الكويت وفرنسا من أجل فهم بعضهما البعض بشكل افضل وعلى مختلف المجالات".
من جانبه قدم نعمان شرحا لمبادرته أكد فيه ضرورة سد الفجوة الموجودة بين الثقافات في العالم لحفظ السلام والاستقرار والتنمية لاسيما وان الاختلافات الثقافية لاتزال موجودة في اكثر من ثلاثة ارباع النزاعات الدولية.
وقال ان تحقيق التقارب وترسيخ التفاهم بين البلدين ممكنان عبر إقامة الندوات والفعاليات الثقافية والفنية والرياضية وكذلك من خلال تنظيم الزيارات المؤسسية والرحلات لمسؤولي المجتمع المدني والصحفيين وتفعيل برامج التبادل الطلابي ووضع الية للتعاون بين المناطق والاقاليم وتوأمة المدن.
واكد نعمان ان جمعيته لا تعتزم التدخل مع المجال السياسي والدبلوماسي موضحا ان دورها سيقتصر على المشاريع الثقافية وانشطة المجتمع المدني. (النهاية) ج ك / أ م س