A+ A-

(إعلان عمان) يؤكد التمسك بمبادرة السلام العربية ورفض التدخلات الخارجية والتعاون في مكافحة الارهاب

البحر الميت (الأردن) - 29 - 3 (كونا) -- اختتمت اليوم الأربعاء أعمال الدورة ال 28 لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في الأردن بإصدار (إعلان عمان) الذي أكد في أبرز بنوده التمسك بمبادرة السلام العربية ورفض التدخلات الخارجية في الشؤون العربية وتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب.
وشدد (اعلان عمان) الذي تلاه الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط في الجلسة الختامية للقمة على استمرار القادة العرب في العمل على اعادة اطلاق مفاوضات سلام فلسطينية - اسرائيلية جادة وفاعلة تنهي الانسداد السياسي وتسير وفق جدول زمني محدد لانهاء الصراع على اساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الامن والاستقرار.
واكد ان السلام الشامل والدائم خيار عربي استراتيجي تجسده مبادرة السلام التي تبنتها جميع الدول العربية في قمة بيروت في عام 2002 ودعمتها منظمة التعاون الاسلامي والتي ما تزال تشكل الخطة الاكثر شمولية وقدرة على تحقيق مصالحة تاريخية تقوم على انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة الى خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وتضمن معالجة جميع قضايا الوضع النهائي وفي مقدمتها قضية اللاجئين وتوفر الامن والقبول والسلام لاسرائيل مع جميع الدول العربية.
وفي السياق ذاته اكد (اعلان عمان) الرفض "لكل الخطوات الاسرائيلية الاحادية التي تستهدف تغيير الحقائق على الارض وتقوض حل الدولتين ونطالب المجتمع الدولي تنفيذ قرارات الشرعية الدولية واخرها قرار مجلس الامن رقم 2334 عام 2016 والذي يدين الاستيطان ومصادرة الاراضي كما نؤكد دعمنا مخرجات مؤتمر باريس للسلام في الشرق الاوسط بتاريخ 15 يناير 2017 والذي جدد التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين سبيلا وحيدا لتحقيق السلام الدائم".
وجاء فيه كذلك "كما نؤكد رفضنا جميع الخطوات والاجراءات التي تتخذها اسرائيل لتغيير الوضع القانوني والتاريخي في المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ونثمن الجهود التي تقوم بها المملكة الاردنية الهاشمية بقيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية لحماية المدينة المقدسة وهوية مقدساتها العربية الاسلامية والمسيحية وخصوصا المسجد الاقصى - الحرم الشريف".
وطالب (اعلان عمان) بتنفيذ جميع قرارات مجلس الامن المتعلقة بالقدس وخصوصا القرار 252 عام 1968 و267 و465 عام 1980 و478 عام 1980 والتي تعتبر باطلة كل اجراءات اسرائيل المستهدفة تغيير معالم القدس الشرقية وهويتها وتطالب دول العالم عدم نقل سفاراتها الى القدس او الاعتراف بها عاصمة لاسرائيل.
واكد كذلك ضرورة تنفيذ قرار المجلس التنفيذي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الذي صدر في الدورة 200 بتاريخ 18 أكتوبر 2016 فيما طالب بوقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى واعتبار إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية "السلطة القانونية الوحيدة" على الحرم في إدارته وصيانته والحفاظ عليه وتنظيم الدخول إليه.
وجدد وقوف القادة العرب مع الشعب الفلسطيني الشقيق ودعم جهود تحقيق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل الشرعية الوطنية الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس.
كما دعا (اعلان عمان) الى تكثيف العمل على إيجاد حل سلمي ينهي الأزمة السورية بما يحقق طموحات الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا ويحمي سيادتها واستقلالها وينهي وجود جميع الجماعات الإرهابية فيها استنادا إلى مخرجات مؤتمر (جنيف 1) وبيانات مجموعة الدعم الدولية لسوريا وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خصوصا القرار 2254 عام 2015 .
وقال بهذا الصدد ان "لا حل عسكريا للأزمة ولا سبيل لوقف نزيف الدم إلا عبر التوصل إلى تسوية سلمية تحقق انتقالا إلى واقع سياسي تصيغه وتتوافق عليه كل مكونات الشعب السوري.
واكد (اعلان عمان) اهمية محادثات أستانا في العمل على تثبيت وقف شامل لإطلاق النار على جميع الأراضي السورية كما حث المجتمع الدولي على الاستمرار في دعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين فيما شدد على ضرورة تنفيذ مخرجات مؤتمر لندن.
وحول ازمة اللاجئين السوريين دعا القادة العرب في (اعلان عمان) إلى تنبي برامج جديدة لدعم دول الجوار السوري المستضيفة للاجئين في مؤتمر بروكسل الذي سينعقد في الخامس من شهر ابريل المقبل.
واعتبر بهذا الصدد ان "المساعدة في تلبية الاحتياجات الحياتية والتعليمية للاجئين استثمار في مستقبل آمن للمنطقة والعالم".
وكلف القادة العرب في اعلانهم مجلس الجامعة على المستوى الوزاري بحث وضع آلية محددة لمساعدة الدول العربية المستضيفة للاجئين بما يمكنها من تحمل الاعباء المترتبة على استضافتهم. 

وحول العراق جدد (اعلان عمان) التأكيد على ان أمن العراق واستقراره وتماسكه ووحدة أراضيه ركن أساسي من أركان الأمن والاستقرار الإقليميين والأمن القومي العربي مشددا على الدعم المطلق للعراق في جهوده للقضاء على العصابات الإرهابية وتحرير مدينة الموصل من عصابات (داعش).
كما ثمن بالمناسبة الإنجازات الكبيرة التي حققها الجيش العراقي في تحرير محافظات ومناطق عراقية أخرى من الإرهابيين معربا عن تاييده لجميع الجهود المستهدفة لإعادة الأمن والأمان إلى العراق وتحقيق المصالحة الوطنية عبر تكريس عملية سياسية تثبت دولة المواطنة وتضمن العدل والمساواة لكل مكونات الشعب العراقي في وطن امن ومستقر لا إقصاء فيه ولا تمييز.
واكد (اعلان عمان) المساندة لجهود التحالف العربي في دعم الشرعية في اليمن وإنهاء الأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216 عام 2015 وبما يحمي استقلال اليمن ووحدته ويمنع التدخل في شؤونه الداخلية ويحفظ أمنه وأمن دول جواره الخليجية مثمنا مبادرات إعادة الإعمار التي ستساعد الشعب اليمني الشقيق في إعادة البناء.
وشدد على ضرورة تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا من خلال مصالحة وطنية ترتكز إلى اتفاق (الصخيرات) وتحفظ وحدة ليبيا الترابية وتماسكها المجتمعي مجددا الدعم لجهود دول جوار ليبيا العربية في تحقيق هذه المصالحة وخصوصا المبادرة الثلاثية عبر حوار ليبي - ليبي ترعاه الأمم المتحدة.
واكد ضرورة أن تدعم المؤسسات الشرعية الليبية في الوقت الذي ايد فيه الحوار الرباعي الذي استضافته جامعة الدول العربية بمشاركة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لدعم التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة.
كما اكد (اعلان عمان) وقوف القادة العرب مع الاشقاء الليبيين في جهودهم لدحر العصابات الإرهابية واستئصال الخطر الذي يمثله الإرهاب على ليبيا وعلى جوارها.
واعرب عن الالتزام بتكريس جميع الإمكانات اللازمة للقضاء على العصابات الإرهابية وهزيمة الإرهابيين في جميع ميادين المواجهة العسكرية والأمنية والفكرية.
واكد القادة العرب استمرارهم بمحاربة الإرهاب وإزالة أسبابه ضمن "استراتيجية شمولية" تعي مركزية حل الأزمات الإقليمية وتعزيز قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والمواطنة ومواجهة الجهل والاقصاء في تفتيت بيئات اليأس التي يعتاش عليها الإرهاب وتنشر فيها عبثيته وضلاليته.
واعربوا عن بالغ القلق إزاء تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا ومحاولات الربط بين الدين الإسلامي الحنيف والإرهاب محذرين من أن مثل هذه المحاولات لا تخدم إلا الجماعات الإرهابية وضلاليتها التي لا تمت إلى الدين الإسلامي ومبادئه السمحة بصلة.
ودانوا أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان ضد أقلية الروهنغا المسلمة في ميانمار معربين عن بالغ الاستياء إزاء الأوضاع المأساوية التي تواجهها هذه الأقلية المسلمة خصوصا في ولاية راخين كما طالبوا المجتمع الدولي بالتحرك بفاعلية وبكل الوسائل الدبلوماسية والقانونية والإنسانية لوقف تلك الانتهاكات وتحميل حكومة ميانمار مسؤولياتها القانونية والمدنية والانسانية بهذا الصدد.
وشدد القادة العرب على حرصهم على بناء علاقات حسن الجوار والتعاون مع دول الجوار العربي بما يضمن تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية الإقليمية.
واضافوا "أننا نرفض كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية وندين المحاولات الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية والمذهبية أو تأجيج الصراعات وما يمثله ذلك من ممارسات تنتهك مبادئ حسن الجوار وقواعد العلاقات الدولية ومبادئ القانون الدولي وميثاق منظمة الأمم المتحدة".
واكدوا سيادة دول الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) معربين عن تاييدهم لجميع الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها لاستعادة سيادتها عليها.
ودعوا ايران بهذا الصدد الى الاستجابة لمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة بإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الثلاث من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
وحول الصومال هنأ (اعلان عمان) جمهورية الصومال على استكمال العملية الانتخابية واكد الدعم لهم في جهودهم لاعادة البناء ومواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية ومحاربة الارهاب.
وجدد التزام دعوة بيان قمة الكويت للعام 2014 والجهات المعنية بالعملية التعليمية في الدول العربية واحداث تطوير نوعي في مناهج التعليم خصوصا المناهج العلمية لضمان ان يتمتع الخريجون بالمعرفة والمهارات العالية التي تتيح لهم الاسهام في دفع عملية التنمية وتحقيق النهضة العربية الشاملة وتطوير التعليم وتحسين مناهجه وادواته والياته شرط لبناء القدرات البشرية المؤهلة القادرة على مواكبة تطورات العصر وبناء المجتمعات العربية المستنيرة المنافسة.
وكلف القادة العرب المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية باعداد خطة عمل لتنفيذ قرارات القمم السابقة المستهدفة تطوير التعاون الاقتصادي والعربي وزيادة التبادل التجاري وربط البنى التحتية في مجالات النقل والطاقة وتعزيز الاستثمارات العربية في الدول العربية وبما يساعد على احداث التنمية الاقتصادية والاقليمية وتوفير فرص العمل للشباب العربي.
وثمنوا في هذا السياق ما تحقق من انجازات في مجال التنمية المستدامة التي يجب ان تسعى السياسات الاقتصادية الى تعظيمها فيما كلفوا المجلس ايضا وضع مقترحات لتنمية الشراكة مع القطاع الخاص وايجاد بيئة استثمارية محفزة ورفع توصياته الشاملة قبيل القمة القادمة.
كما اكد (اعلان عمان) ضرورة التقدم بشكل ملموس نحو اقامة منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى والاتحاد الجمركي.
وشدد على دعم الجامعة العربية وتمكينها حاضنة للهوية العربية الجامعة وعلى تحقيق التوافق على توصيات عملية تسهم في تطوير منهجيات عملها وتزيد من فاعلية مؤسسات العمل العربي المشترك ومنظماته المتخصصة وبما يعيد بناء ثقة المواطن العربي بجامعته ومؤسساتها.
واشار الى استمرار التشاور والتواصل من أجل اعتماد أفضل السبل وتبني البرامج العملية من اجل استعادة المبادرة في عالمنا العربي والتقدم في الجهود المستهدفة لحل الأزمات وتحقيق التنمية المستدامة.
ودعا الى تعظيم الاهتمام بايجاد الفرص وتكريس قيم الديمقراطية وحقوق الانسان والمواطنة والمساواة التي تعزز الهويات الوطنية الجامعة وتحمي الدولة الوطنية (ركيزة النظام الإقليمي العربي) وتحول دون التفكك والصراع. (النهاية) ا م م / م ج ب / م ب