A+ A-

إيطاليا تطالب بتغليب المصلحة المشتركة لإعادة الثقة في الاتحاد الأوروبي

روما - 25 - 3 (كونا) -- طالب رئيس الوزراء الايطالي باولو جنتيلوني اليوم السبت زعماء الاتحاد الأوروبي "باستعادة العزيمة" في مواجهة التحديات وتغليب المصلحة المشتركة لانعاش مشروع التكتل الأوروبي.
جاء ذلك في افتتاح قمة زعماء الدول السبع والعشرين الباقية في الاتحاد الأوروبي بالعاصمة الايطالية روما بالتزامن مع الذكري الستين لتوقيع (معاهدتي روما) المؤسستين وسط اجراءات أمن مشددة ومسيرات متعارضة.
واستعرض جنتيلوني في كلمته مسار التكامل الأوروبي الذي نشأ من الحاجة الى اعادة البناء في القارة بعد الحرب العالمية الطاحنة "بفضل حكمة واختيار الآباء المؤسسين الذين تغلبوا على اختلافاتهم وخلافاتهم من أجل المستقبل".
وقال إن "الدليل الواضح والدامغ على نجاح هذا الخيار الشجاع يتجلى في قاعة الاحتفال فبعد أن كنا مجرد ستة بلدان أصبحنا سبعة وعشرين" مقارنا بين "الظروف التي عاشها الآباء المؤسسون بين حربين عالميتين وجوع ودمار وبين ما نعم به جيله على مدى 60 عاما من السلام والحرية" وذلك بفضلهم.
كما تناول مراحل المسار الأوروبي معددا ثمار معاهدتي روما اللتين حولتا دولها الى سوق واحدة أوروبية كبيرة وأوسع ساحة تجارية في العالم وكذلك أصبحت أوروبا "أرض الحقوق الاجتماعية وكيف كانت أوروبا الاتحادية قوة عظمى هادئة" ومغناطيسا جاذبا كبيرا لباقي بلاد القارة التي عاشت الدكتاتورية حتى سقوط حائط برلين".
وانتقل الى التحديات الجسيمة التي تولدت مع تغير العالم عن العولمة بآثارها الايجابية والسلبية على القارة من الاختلالات في التوازنات الكبرى ونشأة الارهاب العالمي وأكبر أزمة اقتصادية منذ الحرب العالمية وموجات الهجرة وانعدام الاستقرار المتنامي في الاقليم المحيط.
وقال ان "الرسالة التي يجب أن تنطلق اليوم من قمة روما هي اننا تعلمنا الدرس وان الاتحاد اختار استئناف مسيرته نحو أفق جديد للعشر سنوات القادمة وان لدينا القوة لإعادة الانطلاق كما يدلل تاريخ أوروبا ذاتها".
ويترأس أعمال القمة الأوروبية الخاصة جنتيلوني الذي قام ومعه رئيس وزراء مالطا الرئيس الحالي للاتحاد ورئيسا المجلس والمفوضية الأوروبيان في استقبال رؤساء دول وحكومات دول الاتحاد باستثناء رئيسة الوزراء البريطانية في ساحة قصر (الكامبيدوليو) مقر بلدية روما في مراسم رسمية.
ويعقد الزعماء الأوروبيون قمتهم لاحياء ذكرى انطلاق عملية التكامل الأوروبية في قاعة (أوراتسي وكورياتسي) التاريخية نفسها وحول المائدة ذاتها التي وقع عليها في 25 مارس 1957 رؤساء حكومات إيطاليا وألمانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ اتفاقيتين لاقامة (الجماعة الاقتصادية الأوروبية) و(الجماعة الأوروبية للطاقة النووية) وتعرفان باسم (معاهدتي روما).
ومن المقرر أن يوقع الزعماء الأوروبيون في هذه المناسبة وثيقة جديدة باسم (اعلان روما) في ختام أعمالها تتركز حول أربعة موضوعات رئيسية هي الأمن والنمو الاقتصادي والبعد الاجتماعي للاتحاد بالإضافة الى "تعزيز الدور العالمي للاتحاد على الساحة الدولية.
وتشهد العاصمة الايطالية اجراءات أمن بالغة الصرامة بدأت السلطات المعنية بتفعيلها منذ أيام بالاستعانة بنحو 7 آلاف من عناصر الشرطة وقوات الأمن منهم نحو ألف بملابس مدنية مع اغلاق المجال الجوي بالمدينة وحظر التظاهر والتجمع ومرور السيارات حول القمة بمنطقتين وسط المدينة حيث توجد وتتحرك الوفود الرسمية.
ومن جانب آخر صرحت مديرية أمن العاصمة لست مظاهرات بين مؤيدة ومعارضة للقمة يتوقع أن يشارك فيها أكثر من 30 ألف متظاهر في مناطق متباعدة فيما بينها.
وينتظر يتوافد على العاصمة قرابة 800 من ناشطي مجموعات (بلاك بلوك) الراديكالية المعروفة وسط احتياطات واستعدادات كثيفة لمواجهتها في شوارع المدينة. (النهاية) م ن / ط م ا