A+ A-

العراق ينتظر من قمة الاردن دعما عربيا لبناء مدنه المتضررة من الحرب

من علاء الهويجل

بغداد - 25 - 3 (كونا) -- ما ان تنطلق اعمال القمة العربية بمنطقة (البحر الميت) الاردنية يوم الاربعاء المقبل الا يكون العراق اجهز بالكامل او يكاد يجهز على تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية (داعش) في مدينة الموصل.
وستشارك بغداد هذه المرة بقمة العرب مزهوة "بنصر كبير" على عدو مشترك لدول القمة ومعززة بحالة انسجام غير مسبوق مع محيطها العربي جسده التقارب السعودي - العراقي والزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين.
وبالرغم من ان بغداد رفضت في السابق مشاركة جيوش اشقائها العرب في حربها ضد (داعش) فانها تبدو اليوم مصرة على مشاركتهم في اعادة اعمار المدن التي دمرتها الحرب لاسيما انها تعاني وضعا اقتصاديا صعبا بسبب تراجع اسعار النفط.
وفي هذا الصدد قال عضو مجلس النواب العراقي عن التحالف الوطني عمار طعمة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان بلاده "قدمت خيرة شبابها في محاربة الارهاب وحماية امن واستقرار المنطقة بأسرها وهذا يضع مسؤولية اخوية على الاشقاء العرب بدعم العراق في اعادة اعمار مدنه المحررة".
ورأى طعمة ان الدعم العربي في اعادة الاعمار ومساعدة النازحين من شأنه ان يعزز اواصر الاخوة العربية ويمحو صورة الماضي بين العراق وعدد من اشقائه العرب والتي كانت "مبنية على حالة من التوجس والتوتر في العلاقات".
واشار الى ان القمة مطالبة كذلك بوضع مشروع اسلامي عربي فكري ثقافي يركز على قيم التسامح والشراكة لتحقيق الاهداف في مواجهة التحديات المشتركة وازاحة الفكر المتطرف وتضييق الخناق عليه.
ورأى ان الدعم العربي في هذا الامر يمكن ان يكون على عدة مستويات تشمل تنسيق وتوحيد الجهود بشكل جدي في معالجة جذور التنظيمات الارهابية فكريا وثقافيا والاتفاق على خطوات عملية لمواجهة هذه التهديدات.
ودعا طعمة الدول العربية الى قراءة واقعية لما يحيطها من تحديات والتعاون فيما بينها لحماية مصالح شعوبها بدلا من استنزاف القدرات والجهود البشرية والمالية في صراعات تضعف الامة وشعوبها وتجعلها فريسة سهلة للاعداء.
بدوره رأى استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري في تصريح ل(كونا) ان التقارب العراقي - السعودي سيشكل دافعا قويا لعودة العراق الى وضعه الطبيعي ضمن الحاضنة العربية وبالتالي يؤمن رغبة حقيقية لدعم العراق.
ونوه بالزيارات المتبادلة الاخيرة بين العراق والسعودية التي ابتدأها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الى بغداد ولحقتها زيارة وفد من الخارجية العراقية الى الرياض واثمرت اتفاقا ثنائيا لتشكيل مجلس تنسيقي عراقي - سعودي.
من جانبه قال النائب العراقي عبدالرحمن اللويزي ل(كونا) ان التقارب العراقي - السعودي سيسهم في ترطيب الاجواء اثناء انعقادها لاسيما ان الرياض تعد من الاقطاب العربية والخليجية المهمة.
ورجح ان يسهم ذلك في تأمين دعم عربي خليجي للعراق في مجال اعادة اعمار المدن المتضررة من العمليات الارهابية.
ويبدو ان بغداد تعول كثيرا على ما يمكن ان يقدمه العرب لها خلال هذه القمة الامر الذي دفع الرئيس العراقي فؤاد معصوم الى تكليف رئيس الوزراء حيدر العبادي رئيس السلطة التنفيذية الحقيقية في البلاد لتمثيل العراق.
وقال المستشار الاعلامي للرئيس العراقي الدكتور حسين الهنداوي ان الدعوة كانت موجهة اساسا للرئيس معصوم الذي قرر تكليف العبادي بتمثيل العراق في القمة في اطار تنسيق مشترك بين الرئيسين ولانشغال الرئيس معصوم في جولات في عدد من الدول العربية والاوروبية والتي تصب جميعها في مجال حشد الدعم الدولي لاعادة اعمار المدن المحررة من داعش في العراق.
وكان رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري حث الدول العربية مع اقتراب انعقاد القمة على بلورة تصورات ومبادرات واضحة من شأنها تحسين وضع البيت العربي والاسراع في حسم قضاياه معربا عن ثقته بقدرة القادة العرب على استجلاء هذه المشاكل وتفكيكها وتقديم الحلول الناجعة لها.
وقال الجبوري في اجتماع مع ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية في بغداد نهاية الاسبوع الماضي ان المرحلة التي يمر بها العراق والمنطقة صعبة وحساسة ما يستلزم مزيدا من التكاتف العربي والتعاون الدؤوب للملمة الاطراف والحفاظ على البيت العربي من مشاريع التفكيك والتقسيم والعزل.
ونوه بالعلاقة المميزة بالاشقاء العرب التي تجلت في تعاون واسع بجميع المجالات السياسية والاقتصادية والامنية فضلا عن الدعم الانساني الذي شمل برامج رعاية النازحين. (النهاية) ع ح ه