A+ A-

وسائل التواصل الاجتماعي تشكل تحديا لطرق اتصال الحكومات بالجمهور في المنطقة

وسائل التواصل الاجتماعي تشكل تحديا لطرق اتصال الحكومات بالجمهور في المنطقة
الشارقة - 24 - 3 (كونا) -- تشكل وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة تحديا حقيقيا للحكومات في ايجاد الطريقة المثلى للتواصل مع مواطنيها لاسيما في منطقة الشرق الأوسط.
وركزت معظم جلسات النقاش في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي اختتم اعماله في امارة الشارقة امس الخميس على كيفية تحسين وتطوير اداء الحكومات في المنطقة في التواصل مع الجمهور المتعطش للاخبار العاجلة من خلال منصات التواصل الاجتماعي والتي عادة لا تميز بين المعلومة الصحيحة والخاطئة.
ومع وصول اعداد المستخدمين العرب لوسائل التواصل الاجتماعي عبر المنصات الإلكترونية لاكثر من 153 مليون مستخدم بات من الطبيعي ان تتطور وسائل الاتصال الحكومي في المنطقة لتواكب سرعة نشر المعلومات عبر تلك المنصات خصوصا ان نسبة نمو استخدام تلك المنصات في الشرق الأوسط تعتبر الاعلى في العالم.
ومن خلال قراءة تحليلية لما ادلى به اشهر خبراء التواصل الاجتماعي خلال مشاركتهم في المنتدى يتضح ان هناك مسؤولية كبيرة على المؤسسات الإعلامية الرسمية في المنطقة لبث رسائلها بشكل مباشر الى الجمهور من خلال اطلاق حسابات موثقة على منصات التواصل اجتماعي.
ويمكن هذ الاجراء تحييد ما يتداول في تلك المنصات من أخبار كاذبة او اشاعات تطلق لاغراض غير معروفة من الممكن أن تضعف من اداء الحكومات على المستوى الاعلامي.
وشدد بعض الخبراء في المنتدى على ضرورة ان يكون هناك نشاط فاعل وثري للحكومات في الشرق الأوسط في منصات التواصل الاجتماعي بحيث تكون موازية للوسائل التقليدية ولا تلغيها.
وقال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في مشروع (مختبر الدبلوماسية) المتخصص في قطاع الاتصال الحكومي اشرف زيتون ان المشكلة الحالية تكمن في عدم تعاطي حكومات المنطقة بالسرعة المطلوبة تجاه ما يتداول من معلومات واخبار في منصات التواصل.
وشدد في الجلسة النقاشية التي تناولت موضوع التواصل الاجتماعي وتأثيره في العمل الحكومي على ضرورة استخدام تلك التطبيقات الحديثة ليس فقط في ايصال المعلومات ومشاريع الحكومة بل واستخدامها للتواصل المتبادل مع فئات المجتمع المختلفة خاصة فئة الشباب.
وبين زيتون ان الحكومات في المنطقة لابد ان تقيس مدى رضى الجمهور عن ادائها من خلال التطبيقات الاجتماعية الحديثة ولا تعتمد فقط على الارقام التي بين يديها "بل ان رأي الشارع المتداول في منصات التواصل الاجتماعي من الممكن ان يعطي انطباعا معاكسا لما تؤمن به الجهات التنفيذية في الحكومات".
واوضح زيتون أن شبكة التواصل الاجتماعي (تويتر) وحدها تصدر أكثر من 6 آلاف تغريدة في الثانية مؤكدا على ضرورة ملء الفراغ المعرفي والمعلوماتي من المؤسسات والدوائر الرسمية حتى لا تتمكن جهات خارجية وغير مسؤولة من تسريب أخبار زائفة قد تؤثر سلبا على العلاقة بين الحكومة والجمهور.
من ناحيته حذر عالم الاجتماع الدكتور الأمريكي نيكولاس كريستاكيس من سرعة انتشار بعض المعلومات الخاطئة عبر منصات التواصل الاجتماعي داعيا الحكومات والجهات الرسمية الى استحداث وسائل تكشف الأخبار المزيفة وتدعم الحقائق.
وأكد عالم الاجتماع أهمية الحضور الدائم للحكومات وبرامجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لما لهذا الحضور من أهمية في تعزيز علاقات التفاعل والمشاركة الفعلية مع المجتمع.
واعتبر أنه من الضروري التركيز على نوعية وكفاءة الرسائل الموجهة للشباب من الحكومات مشيرا إلى دورها في التوعية بمخاطر محتملة من جراء استخدام وسائل التواصل الحديثة بما فيها تزييف الأخبار.
وشدد على ان وسائل الاتصال مكنت جيل الشباب في الشرق الأوسط من التعبير عن أنفسهم ومن التأثير في الرأي العام مؤكدا ضرورة إشراك الشباب في صياغة القرارات والبرامج الحكومية المختلفة.
واشار معظم الخبراء الإعلاميين المشاركين في المنتدى ان من شأن اتصال حكومي ذي جودة ومصداقية بناء وتعزيز الشعور بالثقة بين جمهور المواطنين لاسيما خلال الازمات حيث ان لتأهب الحكومات وسلاستها الإعلامية في إدارة الطوارئ اثره في الرأي العام.
يذكر ان المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في نسخته السادسة والذي انطلقت اعماله الاربعاء الماضي بمشاركة نخبة كبيرة من المتخصصين في الشأن الإعلامي ركز بشكل أساسي على افضل الممارسات التي يمكن للحكومات تطبيقها في التواصل مع المجتمع المدني لفهم متطلباته وتطلعاته.(النهاية) س م ر / ن ب ش