A+ A-

(الكهرباء والماء) الكويتية: ترشيد المياه وترسيخ الوعي بأهميتها مطلب أساسي

من مبارك العجمي

الكويت - 21 - 3 (كونا) -- تحرص وزارة الكهرباء والماء الكويتية على ترشيد المياه وترسيخ مفهوم التوعية لدى المستهلك لاسيما وسط تنامي استهلاك المياه وهدر هذه الثروة الناضبة مما ينذر بالخطر الذي يهدد الدول الفقيرة مائيا.
وبينما يتزايد الوضع المائي أهمية وتعقيدا في الكويت مع تزايد الكثافة السكانية والتوسع العمراني الهائل تستوجب الضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز المخزون الاستراتيجي من المياه وزيادة الإنتاج من المحطات مع ابتكار بدائل جديدة لمصادر المياه.
ودوليا تبذل الهيئات والمنظمات الدولية جهودها لخلق واقع جديد يساعد في التغلب على أزمة شح المياه تزامنا مع مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمياه الذي يصادف غدا ويحمل هذا العام شعارا تساؤليا (لماذا هدر المياه؟).
وبهذه المناسبة قال وكيل وزارة الكهرباء والماء المهندس محمد بوشهري لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء إن الكويت تحتل المركز الثالث عالميا في معدل استهلاك الفرد للمياه العذبة قياسا بعدد السكان.
وأضاف بوشهري أن استهلاك الفرد في الكويت للمياه يوميا بلغ 450 لترا محذرا من أن هذا المعدل يعتبر مؤشرا خطيرا يحتم على الجميع التكاتف لرفع مستوى ثقافة الترشيد لدى المستهلكين كافة.
وفي حين دعا جميع المستهلكين إلى الترشيد وحسن استغلال المياه وضرورة المحافظة على هذا المورد المهم نبه إلى أن الكويت بلد يفتقر إلى الموارد المائية.
وذكر أن الجهود تتواصل لمعالجة قضية هدر المياه مؤكدا في موازاة ذلك أهمية سن تشريعات تغلظ العقوبة المالية على مهدري المياه.
وأشار إلى حجم التكاليف التي تتكبدها الوزارة في عملية إنتاج المياه حيث إن إنتاج حوالي 1000 غالون إمبراطوري يكلف الوزارة عشرة دنانير بينما يتم احتساب هذه الكمية ب 800 فلس للمستهلك.
وكشف أن الوزارة قامت منذ بدء الحملة الخاصة بها للحد من الهدر في استهلاك المياه قبل حوالي عام ونصف العام بتحرير نحو 3500 مخالفة هدر للمياه.
وقال بوشهري إن الكثير من الأفراد يستخدمون المياه بشكل خاطئ حيث تقوم فرق الضبطية القضائية بتوثيق تلك المخالفات بالصور.
وشدد على خطورة عملية ربط شبكة المياه قليلة الملوحة بشبكة المياه العذبة مبينا أنها تعمل على إفساد المياه العذبة وجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمي.
وذكر أن الوزارة تقوم في حال اكتشافها مثل هذه الحالات بتفريغ شبكة المياه العذبة وإعادة غسلها وتعقيمها مما يعني تحمل الوزارة كلفة مادية عالية.
إلى ذلك ينفذ معهد الكويت للأبحاث العلمية حاليا دراسة في مركز المراقبة والتحكم الواقع في منطقة الصليبية بغية التحقق من الجدوى الفنية والاقتصادية لتقنية ادارة المياه.
وأوصت الدراسة بإيجاد سياسات واضحة لإدارة المياه بطريقة سلمية لتجنب الآثار الضارة الناشئة عن استنزافها والتخلص من الممارسات التي من شأنها إرهاق مكامن المياه الجوفية الرئيسية والمحافظة على مخزونها عن طريق تقييم آثار الممارسات السيئة تلك وتحديد بدائل وفرضها اضافة الى تطوير تقنيات الشحن الاصطناعي لمكامن المياه الجوفية.
ويعود الاحتفال باليوم العالمي للمياه إلى مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية عام 1992 حيث أوصى بفعالية عالمية للمياه واستجابت الجمعية العامة للأمم المتحدة وحددت 22 مارس 1993 أول يوم عالمي للمياه.
وسنويا تحدد لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية موضوع اليوم العالمي لمناقشة التحديات الحالية أوالمستقبلية ويركز هذا العام على قضية هدر مياه الصرف الصحي في المنازل والمدن والصناعة والزراعة التي تتدفق إلى الطبيعة ملوثة بذلك البيئة. (النهاية) م س ع / ت ب