A+ A-

(المحو) او (طاسة الخضة) علاج شعبي استخدمه الكويتيون لعلاج الأمراض النفسية

(طاسة الخضة) هي وسيلة لعلاج امراض نفسية مثل الفزع والقلق والتوتر والصدمات العصبية
(طاسة الخضة) هي وسيلة لعلاج امراض نفسية مثل الفزع والقلق والتوتر والصدمات العصبية

 من شيخة اللوغاني

الكويت - 16 - 3 (كونا) -- لجأ أهل الكويت قديما الى العلاجات الشعبية لمعالجة العديد من الأمراض الجسدية والنفسية حيث اختلفت وسائل العلاج باختلاف المرض ومنها استخدام (المحو) او (طاسة الخضة) كوسيلة لعلاج امراض نفسية مثل الفزع والقلق والتوتر والصدمات العصبية.
وكان (المحو) او(طاسة الخضة) كما يطلق عليها في دول الخليج وفي العراق ومصر أو (طاسة الرعبة) كما يسميها أهل الشام وسيلة علاج للامراض النفسية الى جانب ما يقوم به مشايخ الدين و(الملالي) ممن عرف عنهم التقوى والصلاح وحفظ القرآن الكريم في مجال الطبابة النفسية باستخدام الرقية الشرعية وكتابة (الحجب).
و(المحو) اصطلاحا ورد بمعنى يمحو في المعجم الوسيط فيقال محا الشي أي أزاله وأذهب أثره وكما أورد الجوهري أن (الماحي) هو اسم من أسماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأن الله محا به الكفر وآثاره.
وعرف (المحو) شعبيا كما جاء في كتاب الموسوعة الكويتية المختصرة للباحث حمد محمد السعيدان بانه محو بعض الآيات القرآنية والادعية التي يكتبها محترفون من بعض الملالي أو أهل الدين والصلاح بحبر اصفر اللون ينتج عن نقع مسحوق لقاح النخل بالزعفران على انية من الخزف حيث تترك هذه الكتابة الى ان تجف ثم تمحى بسكب ماء الورد في الانية ويعطى للمريض ليشربه عله يشفى مما أصابه.
وقد اجبر شظف العيش الكويتيين قديما وعدم توافر العلاجات الحديثة الى اللجوء الى مثل هذه الوسائل الشعبية التي ابتكروا بعضها وتوارثوا بعضها فبجانب ما ذكر عن العلاجات النفسية استخدموا مثلا نباتات الصحراء والكحل و(وزر الإبل) لعلاج أمراض العيون وتطهير الجروح وصنعوا من روث الحيوانات المجفف علاجا للقروح والدمامل وستخدموا الكي لعلاج مرض (الساية) و(الواكدة) والسل الرئوي ومرض (بو دمغة) وهو التيفوئيد.
وفي هذا الصدد اوضحت المؤرخة الكويتية غنيمة الفهد في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان (المحو) علاج قديم جدا في الكويت وقد يعود استخدامه الى فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي.
وبينت ان (المحو) علاج يقوم أساسا على استخدام الزعفران لكتابة آيات قرآنية ومن ثم محوها بالماء وتقديمه للمرضى الذين يعانون بعض الأمراض النفسية مثل (الخرعة) اي الفزع والصدمة أو بعض حالات "مس الجان".
وذكرت ان (طاسة الخضة) كما يطلق عليها في دول الخليج وفي العراق ومصر أو (طاسة الرعبة) كما يسمونها أهل الشام فهي نوع أخر من العلاج الشعبي القديم الذي يختلف عن (المحو) في الشكل ويتفق معه في المضمون.
واضافت ان "(الخضة) اصطلاحا في اللغة العربية تعني الخوف الشديد فقيل في معجم لسان العرب (انخض الشخص) أي انذعر وارتعب وفزع من هول ما رأى" لذلك فإن (طاسة الخضة) كانت تستخدم قديما لعلاج من يتعرضون لنوبات من الخوف الشديد والصدمة.
واوضحت ان (طاسة الخضة) هي عبارة عن اناء مصنوع من النحاس الخالص ينقش بداخله عادة آية الكرسي ويتم وضع ماء في الإناء ويترك لمدة ثلاثة أيام ثم يسقى للشخص (المخضوض) أي الذي تعرض للخوف أو الأرق والتعب النفسي.
واشارت الى ان (طاسة الخضة) كانت تجلب قديما من السعودية لاسيما من قبل الحجاج العائدين من الحج حيث كانت تنتشر بين أهالي المملكة الذين كانوا يضعون في داخلها ماء زمزم ويسقونه للطفل المرعوب ثم بدأت بعد ذلك تصنع في مصر وبلاد الشام.
وذكرت ان (طاسة الخضة) لاتزال تستخدم الى اليوم على نطاق ضيق في بعض قرى مصر ومناطق العراق فيما يقتنيها البعض من سكان الخليج كقطعة ديكور توضع في أحد أركان المنزل. (النهاية) ش ل / ف ش